القانون في دول 'الميكي ماوس' يستخدم كآداة ترهيب.. بنظر جعفر رجب

الراي

تحت الحزام  /  قانون ميكي ماوس

جعفر رجب

 

في الدول الحقيقية «الصجية» القانون هو السيد، والقائد، والزعيم، يسير خلفه وتحته الجميع دون استثناء، يحترمونه، يجلونه، وقبل كل شيء يصرون على تطبيقه ولو ادى ذلك الى الضرر بهم مؤقتا، لانهم يدركون ان ضررهم الحالي فائدة مستقبيلة لاجيالهم القادمة.
اما في الدول الكارتون والرسوم المتحركة فللقانون مآرب اخرى:
القانون في الدول الكارتون جزء من برستيج الدولة، ومظهرها الاجتماعي، ومن المعيب ان تكون دولة من دون قانون، ولهذا يحاولون بقدر الامكان وضع قوانين لكل شيء، واي شيء، ثم يقومون ببناء متحف خاص لعرض القوانين على الزوار، ليشيدوا بدورهم بدولة القانون!
القانون في بلاد «توم اند جيري»، مكتوب على «قوطيها» للعرض فقط، ممنوع اللمس، يمنع استخدامه وتعاطيه الا بوصفة من الاجهزة الرسمية، ولهذا لا تستغرب ان ذهبت الى اي بقالة ووجدت كمية من «القواطي» والمعلبات القانونية!
القانون في دول «باباي»، بعضها يستعمل عند الحاجة فقط، فهم يؤمنون بان الاستعمال الدائم للقانون، مضرة ومفسدة للناس، لان الناس عندها تتعود على الالتزام بالقانون، وعندما تلتزم ستلزم الحكومة والدولة بالالتزام بالقانون ايضا!
القانون في دول «الميكي ماوس» يستخدم كاداة ترهيب، حالها من حال الغازات المسيلة، والمطاعات، والرصاص المطاطي، والقنابل الصوتية، فهي اداة تاديب للناس وليست اداة لتنظيم الناس!
القانون في بلاد «السنافر» يصوت عليه، ويقر، وينشر في الجريدة الرسمية، حتى يقوم المتنفذ وزوجته، وابناؤه، وبناته، اخوانه، واخواته، وعماته وخالاته، حاشيته وزبانيته... بتجاوزه، ولماذا اذا يقرونه حتى يتجاوزوه؟هنا الفكرة، ان تجاوز القانون والفلتان من العقاب يشعر المتنفذ واهله بانهم ارقى من غيرهم، واعلى مرتبة من بقية الخلق، وانهم اكثر مواطنة من المواطنين!
القانون في دول «سنو وايت والاقزام» مكتوب على غلافه، يطبق فقط على الحفاي والفقارة ومن لا يملكون ظهرا ولا واسطة ولا عائلة ولا قبيلة... اي من لا يملكون سوى البطاقة المدنية! 
القانون في دول «باغز بني» اسمه في ورقة الانتخاب لقيط، لا احد يتبناه، ولا يكفله، ولايصرف عليه، ولا يعترف فيه...! 
الاجيال القادمة ليسوا بحاجة للاموال بقدر حاجتهم الى دولة حقيقية يعيشون تحت ظلها، بدلا من العيش في عالم الكارتون!