الثورات أفقدت الشعوب الأمل.. برأي نرمين الحوطي
زاوية الكتابكتب يوليو 31, 2013, 10:42 م 499 مشاهدات 0
الأنباء
محلك سر / الثورة
نرمين الحوطي
تلك الكلمة أصبح الكثير يرددها وينقاد وراءها دون أن يدرك مغزاها، تلك الحروف تناولتها العلوم والعلماء في تحليلها وتفسيرها منذ قديم الزمن، ففي لغتنا العربية أتت بالتغيير الأساسي المفاجئ في الأوضاع السياسية والاجتماعية، يقوم به الشعب أو فريق منه في دولة ما، وإذا قمنا بالانتقال إلى عالم الفلاسفة نجد رائدها أفلاطون قام بتحليلها من خلال الشق السياسي والخروج عن الوضع الراهن وتغييره ، سواء إلى الأفضل أو إلى الأسوأ ويقوم ذلك التغيير من خلال اندفاع يحركه عدم الرضا والتطلع إلى الأفضل أو حتى الغضب، ويأتي أحد تلاميذ أفلاطون وهو أرسطو يكمل على استاذه من تحليل الثورة حيث يقسم الثورة إلى شكلين من الثورات في سياقات سياسية، أولهما التغيير الكامل من دستور لآخر وثانيهما التعديل على دستور موجود.
تلك كانت بعض معاني « الثورة » وإذا تذكرنا ما كتب من معان فسنجد أن جميعها ينصب في نقطة واحدة وهي «التغيير» ولكن إذا وقفنا على تعريف أفلاطون نجد أنه من أوائل من أشاروا إلى أن التغيير من الممكن أن يكون للأفضل أو للأسوأ، وهذا ما يحدث الآن،
الكل ينادي بالتغيير إلى الأفضل، والجميع يدفع الآخر نحو مستقبل أجمل، ولكن ما نشاهده على الساحة العربية ليس للأفضل بل للأسوأ، كم من عام منذ انطلاقة الثورات في مجتمعاتنا العربية ونحن لا نسمع أو نشاهد غير القتل والسرقة والاغتصاب، هل هذا هو التغيير؟ أم تلك هي الثورة؟
شعارات تكتب وتقال للتغيير لمستقبل أفضل إلى أن أصبحت تلك الكلمات سيوفا تقطع بها رؤوس الأمهات والأطفال، كلمات تطلق على مسامعنا لكى لا نسمع صرخات الاغتصاب واستغاثتهم لنا، ثورات قامت لسرقة الفرحة والبهجة من شعوب كانت بالأمس لا تمتلك غير الأمل واليوم أصبحت بعد الثورات دون أمل.
مسك الختام: أسوأ أشكال انعدام المساواة هي محاولة المساواة بين الأشياء غير المتساوية.. أرسطو.
تعليقات