تآكل الحدود بين أشكال العنف في سوريا

عربي و دولي

2079 مشاهدات 0

الاطفال هم الضحية

 

من أعراض فشل نظام دمشق فقدان احتكاره للعنف الذي مارسه عبر أدواته النظامية لمدة خمسين عاما، مما أدى لفقدان احتكاره لإدارة الصراع.وقد أدت الفوضى في مسرح العمليات لتشظي العنف المسلح.وأدت نجاحات الثوار ضد جيشه المقيد برهاب الضبط والربط للاعتماد على مليشيات طائفية وأثنيه لتقاتل بمرونة الثوار و بنفس عقيدتهم القتالية.فبدأ تآكل الحدود بين اشكال العنف التي اخذت شكلين هما: جماعات الثوار ومعهم الجهاديين.بالإضافة الى الشكل الثاني ويضم جماعات تدثرت بمسوغات إفشال المخطط الامبريالي و حماية المراقد المقدسة .

تآكل الحدود بين اشكال العنف تجعل الإطالة والاسترسال بروية في رسم المكونات العددية للمشهد السوري ضرورة ملحة حتى لاتنفصل المقدمات عن النتائج.ففي مسرح العمليات السوري تضم جماعات الثورة الجيش السوري الحر 80 الف مقاتل،الى جانبه الجبهة الإسلامية السورية بـ25 ألف مقاتل، وجبهة التحرير الإسلامية السورية بـ 40 ألف مقاتل، وألوية شهداء سوريا 18 ألفاً،وأفواج الفاروق 14 ألفاً،ولواء التوحيد 11 ألفا،وحركة أحرار الشام الإسلامية 10 آلاف،وألوية صقور الشام 10 آلاف.أما الجماعات الجهادية فتشمل جبهة النصرة التي تضم حوالي 12 ألفاً، بالإضافة الى مقاتلين عرب وأميركيين و بلجيكيين وبريطانيين وفرنسيين. ومقاتلين من باكستان من تنظيم القاعدة وحركة طالبان الباكستانية وجماعة عسكر جنجوي.كما تضم مقاتلين من أوزبكستان وتركمانستان،بل ومن الصين والأرجنتين و اندونيسيا وسيراليون ليصل عددهم إلى أكثر من 60 ألف مجاهد أجنبي .

ورغم ان جيش الاسد هو ثالث أقوى جيش عربي بعد المصري والجزائري بعدد يبلغ 320 ألف رجل من دون الاحتياط البالغ عددهم 314 ألف جندي، إلا انه رحب بمساندين له وصلوا لمعسكراته بعمليات كانت محاطة بسريه حتي وقت قريب، وتجاوز عددهم العشرة آلاف مقاتل ولازالوا يصلون بوتيرة 50 مقاتل باليوم.و جلهم من إيران و العراق.كما يقاتل لجانب الاسد مقاتلين من الخليج وباكستان وصلوا لأسباب طائفية لمؤازرة الاسد وحماية المراقد كفيلق القدس الإيراني الذي يسعى حثيثا لتشكيل جيش الامام الحسين،بالإضافة الى كتائب حزب الله العراقي و عصائب أهل الحق وجيش المهدي والرساليون ومنظمة بدروجند الامام.كما تضم جبهة الاسد فصائل كردية علوية ذات ميول يسارية كالتي اشتبكت مؤخرا مع جبهة النصرة.

لقد سوق نظام الاسد ونجح في فرض تعميم تعسفي يربط بين العدد الكبير للثوار والجهاديين مع الإرهاب وساندته في ذلك جهات غربية عدة، فإدراج الجناح العسكري لحزب الله على قائمة الارهاب الاوروبية لم يكن إلا قنبلة دخانية لتغطية إدراج حركة نصرة أهل الشام على قائمة الارهاب ولإعطاء الموقف الغربي مظهر العدالة، فلو كانت النية واردة لتجريم حزب الله لتم ذلك بدوافع إسرائيلية منذ عقود. ومن جهة أخرى آمن الاحرار السوريين ان مسار الثورة لإسقاط الاسد غير قابل للارتداد لكن بعض شوائب العمل الثوري التي نجح الاسد في تسويقها لايمكن تجاهلها.وعليه لن نستغرب لوخلق الثوار او النظام فلتر ينقي المشهد السوري من شذاذ الافاق عبر مجالس صحوات سورية تطردهم خارج الحدود .

الآن - د.ظافر محمد العجمي –المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج

تعليقات

اكتب تعليقك