هل سيحذر الناخبون من (حمارة القايلة)؟!.. سؤال يطرحه وليد الجاسم

زاوية الكتاب

كتب 2062 مشاهدات 0


 الوطن

انتخبوا حمارة القايلة

وليد جاسم الجاسم

 

عاش الكويتيون الأوائل عيشة صعبة وقاسية عانوا خلالها كثيراً من شظف العيش وصعوبة الحصول على الرزق فضلاً عن قساوة الجو، لكنهم رغم ذلك كله عاشوا قانعين صابرين شاكرين الله بكرة وأصيلا على نعمه.
تحدوا الصعاب بحثاً عن الرزق، فجابوا الصحارى وراء العشب، وجابوا البحار وراء التجارة، وغاصوا في أعماق البحار بحثاً عن الدرّ المحفوظ في القيعان.
تلك الحياة الصعبة رافقتها - شأنها شأن كل المجتمعات البدائية البسيطة - أساطير وخرافات فرضتها الحاجة والمخاوف. فالهدف الأول من اختراع معظم تلك الخرافات أو استيرادها من ثقافات أخرى كان سامياً ولأسباب أمنية غالباً، وأهم تلك الأسباب حفظ الصغار من أي أخطار قد تواجههم إذا غادروا بيوتهم في غير الأوقات التي يتواجد خلالها البشر في الشوارع. ومن هنا كانت الأم ترعب أبناءها بقصص مخيفة مثلاً عن «حمارة القايلة»، التي تحمل رأس إنسان وأرجل حمار وتأكل الأولاد الصغار الذين يغادرون بيوتهم وقت.. (القايلة)، وهو وقت القيلولة التي يركن خلالها الكبار إلى الراحة والنوم في وقت لم يكن فيه (مربية) ولا (ناني) تعتني بالأطفال وهم يلعبون (البلاي ستيشن) تحت هواء المكيف البارد داخل بيوت معزولة عن الحرارة، ويتسلون بتناول حبات من (البوب كورن تشكن) والبطاطا المقلية.
الطنطل، خرافة اخرى اخترعها الكويتيون أو استوردوها من ثقافات اخرى لديها مثل هذه الخرافات، والهدف منها أيضاً كان التحذير من الخروج ليلاً تحت جنح الظلام في شوارع وفرجان لا تنيرها الاعمدة المضاءة، والطنطل مخلوق طويل خطر جداً، لكنه يخاف من (المسلة) أو الابرة الطويلة، ولذا فهو يهرب فور سماعه صيحة تقول (هات المسلّة)!
لكن تلك الخرافات في الكويت القديمة كانت خرافات ايجابية هدفها تيسير الحياة أو سد النواقص أو حفظ الأرواح، لكن الكويت الجديدة ما زالت تحتفظ بخرافات لكنها مطوّرة.. وليست لها أي اهداف ايجابية.
مثلاً، في عالم السياسة اليوم، ومع كثرة الاهوال الانتخابية والأكاذيب البشرية تحولت بعض الشخصيات الى شخصيات اسطورية.
فهناك وحوش تتحين الفرصة لاستغفالنا وخداعنا وبلوغ البرلمان بأصواتنا لتفترسنا وتفترس ابناءنا ومقدرات بلادنا فور وصولها. واجدني اتساءل كل يوم.. هل ستكون ثمار هذا الموسم الانتخابي (يانعة) أم الثمار سوف (تشيص) مثل الكثير من المجالس السابقة؟.. هل سيعيد الناخبون النظر في قواعد اختيارهم؟.. هل سيبعدون عن الكويت اشباح وعفاريت وينانوة السياسة؟.. أم سيسلمونهم الكراسي الخضراء؟
هل سيحذر الناخبون من (حمارة القايلة) ولا يصوتون لها؟.. أم ينوون أن يسلطوها على البلاد والعباد تأكلهم وتأكل ابناءهم، وحمارة القايلة قد تكون مرشحاً وليس بالضرورة مرشحة. هل سيحذر الناخبون من المرشح (الطنطل) وهل يغرسون المسلة في جسده القبيح قبل أن يفتك بنا؟!.. والمسلّة هنا هي القلم الذي سيضع به الناخب علامة (صح) أمام من يختار لتمثيله في البرلمان.
أما عن المرشح (خروف مسلسل)، فهو بالفعل قد كشف أمره منذ زمن وصار أضحوكة وألعوبة بيد الصغار ولا أعتقد ان لديه فرص نجاح حقيقية مهما حاول استغفال الناس او استدرار تعاطفهم. وأظن أن الناخبين سيجزّون صوفه جزّاً حتى يتحول إلى (أقرع مقيرع) ويطيح في (طاسة) أعماله.
في الكويت، دوما كنا نشتكي من ان مجالس امتنا دون الطموح ونوابنا دون المستوى المطلوب متناسين اننا من يحدد اعضاء هذه المجالس، وان مجلس الامة ليس اكثر من مرآة نرى فيها وجهنا القبيح ان كان قبيحا والجميل ان كان جميلا.

شجاعة..

عضو الحراك النائب السابق محمد هايف المطيري قال بشجاعة نادرة واعتراف بالحق ان معظم المشاركين في اجتماعات الحراك الاخيرة كانوا يرون خطأ مقاطعة الانتخابات الحالية.
لكن، ما نلاحظه هو ان معظم اعضاء الحراك امتنعوا عن الترشح وهذا يدل ان غالبيتهم لم يجرؤوا على فعل ما هم مقتنعون فيه. وهو مؤشر ينبئ عن ديكتاتورية صارمة تمارس سراً في حراك يدعو جهراً الى الحرية والديموقراطية.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك