قراءة في آلية الصوت الواحد وأثرها على المشهد الانتخابي

زاوية الكتاب

كتب 1314 مشاهدات 0


شهدت الانتخابات الماضية، ديسمبر- 2012 ،( مجلس الأمة المبطل ) تغيرا كثيرا في الأسماء، حيث اختفت وجوه لطالما لعبت دورا في المجالس السابقة ، ويعود سبب التغير إلى إقرار مرسوم الصوت الواحد ومقاطعة كتلة الأغلبية وأغلب التيارات السياسية لهذه الانتخابات حيث شكل صدور المرسوم صدمة لقوى المعارضة ، مما دعاها لاتخاذ قرار مقاطعة الانتخابات تصويتا وترشيحا ، فقد أدت المقاطعة إلى تدني نسبة التصويت فلم تتعدى نسبة المشاركة بانتخابات ديسمبر- 2012 أكثر من (38.6) في المئة .
ويرى المراقبون إن عزوف القبائل الكبيرة كالعوازم ومطير والعجمان والقبائل الأخرى عن المشاركة في الانتخابات الماضية ساعد في حجم التغير وخاصة في الدائرتين الرابعة والخامسة ، حيث يبلغ عدد اجمالي ناخبي قبائل العوازم ومطير والعجمان في كل الدوائر الخمس (108700 ) ناخبا وناخبة ، بواقع (43200) ناخبا وناخبة للعوازم ، و(36000) ناخبا وناخبة لمطير ، و(29500) ناخبا وناخبة للعجمان ، يشكلون مانسبته ( 24.7 في المئة ) من إجمالي عدد الناخبين والناخبات في دولة الكويت البالغ عددهم (439715 ) ناخبا وناخبة .
ومن جانب آخر فإن إقرار الصوت الواحد ساهم في نجاح مكونات إجتماعية أخرى كانت تسعى لأن تجد لها موطئ قدم في المشهد السياسي الكويتي ، فالأقليات التي لم يكن لها تمثيل حقيقي في البرلمان قد وجدت لنفسها دورا بارزا في المعترك السياسي ، والتي كانت سابقا حكرا على العوائل والقبائل الكبيرة وبعض التيارات السياسية وخاصة الإسلامية منها، فالقبائل الصغيرة ( الهرشان ، البذاذلة ، الصلبة ، الدواسر ، السبيع ) وبعض أفخاذ القبائل ( الصليلات من عنزة ، والحسنان من الظفير ) لم يكن لها نصيب يذكر في المعادلة السياسية فيما مضى ، ومن الملاحظ في تجربة الصوت الواحد ارتفاع مستوى التمثيل الشيعي حيث بلغ التمثيل الشيعي في المجلس المبطل ( 17 ) مقعدا .
 إن تغيير آلية التصويت إلى الصوت الواحد عزز من فرص المكونات الاجتماعية الصغيرة للمشاركة في رسم واقع انتخابي جديد بغض النظرعن تأثيرهذه المشاركة .
 وفي المقابل وما تشهده الساحة السياسية في الانتخابات الحالية يوليو- 2013 ، يختلف كثيرا عن الانتخابات الماضية ، فإن الدعوات للمشاركة في الانتخابات الحالية تجد لها قبول إلى حد ما لدى الشارع الكويتي ،وخاصة بعد حكم الدستورية بتحصين الصوت الواحد حيث يتوقع إرتفاع نسبة المشاركة بانتخابات (يوليو 2013) ، بنسبة تصل ( 50 في المئة ) ، فالعوازم إحدى القبائل الكبيرة التي قاطعت الانتخابات الماضية تشارك الآن وبقوة بعد دعوة الأمير بن جامع ووجهاء القبيلة للمشاركة ، باستثناء بعض نواب العوازم من كتلة الأغلبية التي أعلنت عدم المشاركة ، وقد عقدت قبيلة العوازم عدة تشاوريات لتزكية مرشحيها لخوض الانتخابات ، وهناك أصوات تدعو للمشاركة بالانتخابات داخل مطير والعجمان وبقية القبائل ، وفيما يخص مشاركة النواب السابقين فقد أعلن النائب السابق مرزوق الغانم والنواب المبطلين رياض العدساني وعبدالله الطريجي وأحمد مطيع وغيرهم المشاركة بالانتخابات بعد مقاطعتهم لها في الانتخابات الماضية ، وتبرز دعوات للمشاركة في الانتخابات من بعض الكتل السياسية من مختلف التيارات بالرغم من وجود معارضة متباينة داخل هذه الكتل في شأن المشاركة من عدمه.
من الواضح أن الساحة الانتخابية ستشهد سخونة في الأيام المقبلة من خلال افتتاح المقرات واقتراب موعد الانتخابات والمقررة بتاريخ 27/7/2013 ، فيما يسعى كل مرشح لتقديم نفسه لجمهوره وشرح برنامجه الانتخابي .

إعداد/ موفق عناد فهد العنزي
بكالوريوس إعلام جامعة القاهرة

إعداد/ موفق عناد فهد العنزي

تعليقات

اكتب تعليقك