(فداوية الرموز)…؟!!
زاوية الكتابكتب يوليو 20, 2013, 5:02 م 977 مشاهدات 0
لا يشك عاقل لديه أدنى ثقافة شرعية بأن محاربة مظاهر التقديس للأشخاص طاعة وقربة لله فقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذا رضي الله عنه عن السجود له مخافة أن يسترسل الناس مع هذه العادات فيقعوا في المحظور،فمحاربة هذه المظاهر سنّة متّبعة من سنن الرسول عليه الصلاة والسلام إذا كانت هذه المظاهر ذريعة حقيقية وليست عادة جرت الناس عليها منذ مئات السنين ولم ينكرها حتى الصحابة وإنما أنكرها بعض ادعياء الحريّة المعاصرين…!
كثر في الآونة الأخيرة تسمية من يخالف طرح فصيل سياسي معيّن بالفداوية…ورغم تحفّظي على هذه التسمية لأن تسمية الفداوي في السابق لم تكن تحمل دلالة سلبية خالصة كما حُمّلت اليوم فقد أُطلقت من أسالفنا كثيرا ولم يكونوا يريدون بها نفس مراد المعاصرين منها فقد أطلقها العلامة عبدالعزيز الرشيد في مجلة الكويتي عام١٩٢٨م على أناس لا يمكن أن يكونوا فداوية بمفهومنا المعاصر لمسمّى الفداوية وأطلقها غيره من المؤرخين على قبائل كريمة ولم يكن المراد منها تحقيرهم…فالمتتبع لمسمّى الفداوية في كتب التاريخ يرى بأن أقرب المسميات المعاصرة لها مسمّى الحرس الأميري…ولكن بما أن مفاهيم الناس تتحكم أحيانا بالمسميات وأصبح مسمّى الفداوية في الآونة الأخيرة ذا دلالة سلبية خالصة فسنقتصر على المفهوم المعاصر له ونقول:
لا شك كذلك بأن محاربة سلوك الفداوية أمر محمود فدعوة الناس لعدم الخضوع والتذلل لغير الله من صميم التوحيد شريطة أن نتفق ونجلّي هذه المظاهر حتى نستطيع التمييز بين ماهو فعلاً خضوع وتذلل وبين ماهو عادة اجتماعية جرت العادة بها كدليل على التوقير أسبغ عليها أناس فهموا الحرية غلط فأساؤوا استخدامها وأساؤوا محاربة نواقضها مسمى الخضوع والتذلل…؟!
ويجب كذلك أن نتفق على محاربة سلوك الفداوية دون النظر إلى شخص'المُفدّى' حتى نكون صادقين مع أنفسنا قبل الآخرين بأننا فعلا نحارب سلوك الفداوية…فمن يستعظم قول أحد الشعراء لناصر المحمد 'المستحيل الصعب' وهو يصفق لقول شاعر آخر يقول لمسلم البراك'طز بشنب رجال ما يفتخر فيك' هذا لا يحارب مظاهر سلوكية سيئة لأنها مظاهر سيئة وإنما يتخذ هذه المظاهر السيئة ذريعة لمحاربة طبقة اجتماعية معيّنة…وإلا لو كان صادقاً لحاربها في كلا الحالتين…أمّا التذرّع بأن المنفعة محتصّلة للشاعر الأول دون الثاني لدفع تهمة 'الفداوي'فهذا غير مسلّم فالمنفعة متحصّلة لكلا الشاعرين وأعني بالمنفعة المادية والمعنوية وليس فقط المادية…ومن يحارب تقديس الناس-حسب مفهومه-لطبقة اجتماعية معيّنة -الشيوخ-ولا يبدي استياءً تجاه نفس الأفعال عندما تمارس مع رموزه فهذا في الحقيقة لا يحارب الفداوية كشريحة اجتماعية يجب القضاء عليها وإنما يحارب (فداوية الشيوخ) ليقوّي نفوذه ونفوذ غيره من (فداوية الرموز)…؟!!!!!
عبدالكريم دوخي الشمري
تعليقات