وزارة الكهرباء والماء تنافس اللواء 'العلي' في تطبيق القانون.. بقلم علي البغلي

زاوية الكتاب

كتب 776 مشاهدات 0


القبس

جرة قلم  /  عبد الفتاح في وزارة الكهرباء والماء!

علي أحمد البغلي

 

اللواء عبدالفتاح العلي أصبح اسمه صنواً للتطبيق الصارم للقانون، وهو ما افتقدناه منذ سنين طوال، وهذا أمر يشعرنا بالخجل، لأن المفترض بنا ان نكون دولة قانون يطبق على الجميع من دون تفرقة، وهي احدى سمات دولة القانون التي اشتقنا إليها أيضاً منذ سنوات طوال.

ويظهر أن عدوى عبدالفتاح آخذة بالانتشار في مرافق أخرى لدولة افتقدت تطبيق القانون أيضاً منذ زمن طويل، وهي عدوى إيجابية نتمنى ان تنتشر كانتشار النار في الهشيم في وزارات الكسل والتواكل واللامبالاة وكسر القوانين، وعدوى تطبيق القانون انتقلت أخيراً الى وزارة الكهرباء والماء، وهي وزارة كنا نضرب بها المثل في الإهمال في تطبيق القانون الصارم، وفي الإهمال في تحصيل أموال الدولة، وفي عدم السعي للحد من الهدر والإسراف في استخدام سلعتي الماء والكهرباء اللتين لا غنى لأحد عنهما، مع انهما تقدمان للمواطنين بعشر تكلفتهما على المالية العامة!

***

الحكاية عرفتها من أحد الأصدقاء الذي أخبرني انه فوجئ بورقة استدعاء من مركز وزارة الكهرباء والماء التابع منزله إليه. الاستدعاء يقول ان خادمه ضبط الساعة 6 صباحاً وهو يغسل السيارة بخرطوم مياه عذبة! وان عليه مراجعة المركز لكتابة إقرار وتعهد.. إلخ.

يقول الصديق انه ذهب الى المركز، فأخبروه ان العقوبة التي ستوقع عليه هي غرامة معادلة للمبلغ المستحق عليه من الوزارة! المواطن الصديق يقول انه كان محظوظاً لانه بعد الكشف تبين انه يداين الوزارة بحوالي 25 ديناراً لانه سدد أكثر مما هو متوجب عليه منذ مدة بسيطة.

الوزارة لم تقتنع بذلك، وقالت انها سترسل شخصاً لقراءة عداد المياه في منزله لمعرفة المبلغ المتوجب عليه دفعه الآن، لتحديد قيمة الغرامة. انتهى.

***

ونحن نشيد بإجراء الوزارة ونقول لها «برافو» كبيرة، وقد انتظرنا هذا التحرك منك منذ سنين، ولكن لا حياة لمن تنادي، فقد كنا نتمزق ألماً ونحن نرى خدم المنازل ممسكين بخراطيم المياه العذبة يهدرونها على إزاحة الغبار عن أرصفة منازل مخدوميهم، الذين لم ينهوهم يوماً عن فعل ذلك!

ونوجه هذه القصة ليس لخدم المنازل الذين يطبقون مبدأ «إذا كان رب البيت بالدف ضارباً فشيمة أهل البيت كلهم الرقص»! فهم يرون الهدر الذي يمارسه «معازيبهم» داخل المنزل فيقلدونهم من دون تفكير!

وكلمة أخيرة نوجهها لوزارة الكهرباء والماء التي أصبحت تنافس اللواء عبدالفتاح في تطبيق القانون، نحتاج منكم الى حملة توعية للجمهور بالإجراءات الأخيرة المعتمدة بإيقاع الغرامات على أصحاب المنازل التي يهدر خدمها بتهاون من أصحابها مياهنا العذبة، فيما لا داعي له.

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

***

● هامش:

نرجو أن نرى اليوم ونكتب مقالات الإشادة عن عبدالفتاح في وزارة الصحة، وعبدالفتاح في وزارة الأشغال، وعبدالفتاح في البلدية.. إلخ.. وأرجو ألا يذكركم ذلك بسلسلة أفلام إسماعيل ياسين في الجيش، واسماعيل ياسين في الأسطول، واسماعيل ياسين في الشرطة، لان الفرق واضح، فإسماعيل ياسين في سلسلة أفلامه الفكاهية أمتعنا وأضحكنا، وعبدالفتاح في حزمه أمتعنا وبرد قلوبنا بتطبيق قوانيننا!

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك