ثقافة الإخوان كانت وما زالت دينية ملتزمة.. برأي خليل حيدر
زاوية الكتابكتب يوليو 16, 2013, 10:25 م 1018 مشاهدات 0
الوطن
أفكار وأضواء / الإخوان والثقافة.. في زمن الرئيس مرسي
خليل علي حيدر
يراهنون على صندوق الانتخاب ويراهنون على الأربعين مليوناً الذين لا يجدون ما يأكلون ولا يشربون ولا يسكنون
صدرت وثيقة أكد فيها الإخوان قبولهم بالتعددية الحزبية وهو ما انتهى بتأسيسهم لحزب الحرية والعدالة
بدأ اهتمام الاعلام المصري بمخاطر «أخونة» الثقافة فور استلام الرئيس مرسي للسلطة، ومع بداية تحرك جهاز جماعة الاخوان المسلمين السياسي والاقتصادي لتنفيذ سياساتهم المتوقعة للامساك بمفاصل البلاد و «التمكين» للنظام الديني العقائدي المأمول. ومن المجلات التي حاولت دراسة تحرك الاخوان ومخاطرهم الثقافية مجلة «الهلال» العريقة التي عقدت ندوة في دار المجلة بعنوان «الاخوان والثقافة: مواجهة أم مهادئة»؟، نشرت في عدد سبتبمر 2012 من المجلة.
ورغم اعتذار عدد من المثقفين المصريين البارزين عن حضورها، ومنهم د. جابر عصفور وجمال الغيطاني ويوسف القعيد واحمد عبدالمعطي حجازي، استطعنا، يقول رئيس تحرير الهلال محمد الشافعي، «دعوة فريقين من كبار المثقفين يمثل أحدهما الابداع والثقافة ويمثل الثاني الاخوان وحزب الحرية والعدالة، لتخرج هذه الندوة بخطاب جديد بين الطرفين».
انقسم الحوار الى جزأين. فقد تحدث في البداية المثقفون باستفاضة ثم قام ممثلو الاخوان والتيار الديني بإبداء آرائهم فيما طرح.
بدأ الاستاذ صلاح عيسى مداخلته بابداء مخاوف المثقفين من ان لدى الجماعات الاسلامية مواقفاً معادية او متحفظة تجاه الثقافة فقد حاولوا مثلا عرقلة ظهور رواية نجيب محفوظ «أولاد حارتنا»، وهناك «الصمت المريب من الاخوان»، تجاه مواقف التيار السلفي، سواء تجاه السينما او الشخصيات الادبية! ما معنى تطبيق معايير الحلال والحرام على السينما، التراث العربي مليء بكل ما يرفضه التيار الاسلامي كالخمريات.
اشارت السيدة فريدة النقاش الى الاساس الحربي لموقف الاخوان من الثقافة. فمبدأ السمع والطاعة عند الاخوان المسلمين ليس مبدءاً تنظيمياً فحسب، بل يمس جوهر المسلمين ليس مبدءاً تنظيمياً فحسب، بل يمس جوهر الثقافة وهو النقد، ويعلن الاخوان دائماً انهم يعتمدون على مصدرين فقط هما القرآن الكريم والسنة النبوية، مع ان الحضارة العربية اعتمدت على روافد كثيرة وتأثرت بالثقافة الفارسية واليونانية، «وبهذا استطاعت الحضارة العربية الاسلامية ان تلعب دوراً مهماً في نهضة اوروبا منذ العصور الوسطى».
ثم ان الاخوان المسلمين منذ نشأتهم، اضافت الادبية المعروفة، سبيل المثال – كانت هناك اجتهادات ابن رشد وقضية العقل. اين جماعة الاخوان المسلمين من هذا؟ وبعد ذلك حظروا مبدأ اعمال العقل، وصولاَ الى موقفهم من قتل فرج فودة، واخيرا الدكتور مرسي افرج عن قاتل فرج فودة، فضلاً عما سبق من تكفير نجيب محفوظ وتكفير المبدعين وقضايا الحسبة وغيرها».
ولخصت النقاش العلاقة بالاشارة الى ما يعيق التفاهم بين المثقفين والاخوان فقالت: «الالغام التي في الارض بيننا وبين الاخوان كثيرة. والذي سيحل المشكلة ان يحدث نقد تاريخي شامل لما فعله الاخوان، وفي هذه الحالة يمكننا ان نجد ارضاً مشتركة بين كل القوى الفكرية وجماعة المسلمين».
وطالب الناقد د. طارق النعمان الاخوان بأن ينمّوا انفسهم اجتماعياً وسياسياً كي يتوافقوا مع التيارات الاخرى»، الا انه شن هجوما كاسحاً عليهم، فقال:
«المشكلة ان الاخوان تصوروا انهم على كل شيء قادرون. فبعد ان خرجوا من العمل السري تحت الارض مازالوا يريدون ان يأخذوا المجتمع الى اسفل، وهم غير قادرين على فهم المجتمع وان اشفق عليهم كثيرا من ذلك. الاخوان لديهم قدر كبير من الانتهازية السياسية، وهذا يتجلى في اكثر من ناحية».
وتحدث د. النعمان عن استعلاء الاخوان وتزكية النفس وتناقضهم حتى في تسمية حزب الحرية والعدالة!
«او ليس من المفارقات ان اسمى جماعة مبدؤها الاول السمع والطاعة كحزب سياسي، بحزب الحرية والعدالة، اليست هذه مفارقة؟ ايضا شعار «الاسلام هو الحل»، فبماذا تفسرون نهضة الدول الشيوعية وايضا الدول الغربية واللاتينية؟».
اما الشاعر والناقد «شعبان يوسف»، فأعرب عن تفاؤله مهما ساءت الظروف وادلهمت الاوضاع، «لانه ليست هناك فاشية ما طغت على الابداع. الابداع سوف يتنفس تحت اي حكم وتحت اي ظلال ولو كانت كثيفة. تاريخ الجماعة لم يقدم على مدار تاريخه مبدعين على درجة رفيعة مثل نجيب محفوظ او يوسف ادريس، بل بالعكس جماعة الاخوان المسلمين وقفت ضد الابداع بشكل كبير جداً بدليل ان رواية نجيب محفوظ صودرت بتقرير من الشيخ محمد الغزالي، ومنعت الرواية لمدة 40 سنة من النشر، وعندما نشرت لم يفسد الشعب المصري على الاطلاق».
واستطرد د. النعمان في اتهاماته فقال: «تاريخ الاخوان المسلمين فيه درجة من الاقصاء. ففي سنة 1992 صودرت ثمانية كتب في معرض الكتاب منها خمسة للدكتور سعيد العشماوي.
وعندما اغتيل فرج فودة كان تعليق المرشد ان الدولة هي المسؤولة عن اغتياله عندما سمحت له بالظهور في الاعلام». ولم يُدِن المرشد قاتله، وهذا الاجراء مازال مستمرا حتى الآن حيث تم الافراج غير القانوني عن قاتل فرج فودة.. نحن نطالب برد الاعتبار لكل من أهين في الشأن الثقافي من أول كتاب «في الشعر الجاهلي» وحتى الآن.
المخرج السينمائي مجدي أحمد علي بدأ حديثه بطرفة عائلية: «أنا مع التحاور ولستُ بعيدا عن الاخوان. كان لي خال من الاخوان وكان لي خال آخر سكير يتصف بروح مرحة ويحب الحياة ويحب الفكاهة وليس منفعلا او متشددا».
سبب قلقنا الآن من الاخوان، قال، «انهم مازالوا يعيشون في المرحلة السابقة متأثرين بآراء السلفيين، وصاروا أقرب إلى السلفيين المتشددين، عن أفكار جماعة الاخوان المسلمين الوسطية التي كنا نتعايش معها في ستينيات وسبعينيات القرن العشرين. المشكلة انهم يتمسكون بفكرة احتكار الحقيقة الذي هو اصل الاسلمة، والذي يؤدي باليقين الى الفاشية.
كلنا بشر وليس من حق احد ان يفرض على الاخرين العبادة او مناهج معينة».
الشيء اللافت للنظر، لاحظ المخرج السينمائي نفسه، مجاملة الاخوان للقوى المتناقضة: «فهم مع اليساريين يبدون توافقا، ومع السلفيين يصفونهم بانهم اخوة كرام! وكيف يسمونهم كذلك وهم الذين فجروا القنابل وقتلوا السائحين واغتالوا معارضيهم من أهل الفكر، فكيف يصفهم الاخوان بانهم اخوة كرام، وايديهم ملوثة بالدماء؟ وكيف يتم الافراج الآن عن قاتل فرج فودة الذي لم يمض على اغتياله عشر سنوات، وكانت كل جريمة فودة رفض لعنف ودموية جماعات التطرف. السلفيون الذين قتلوا جنودنا في سيناء وروعوا الامنيين لم يعتقلوا لافكارهم المتشددة بل لدمويتهم وجرائمهم. الحقيقة ان ما اخشاه هو عدم تغيير الخطاب عند جماعة الاخوان وانهم في النهاية يغلبون مصلحتهم فقط ومشروعهم. اذا كنت افخر بأنني يساري فلا مانع عندي من اتباع الاخوان اذا عملوا على انقاذ الوطن من الهاوية التي يسير نحوها، واعلنوا خطوات محددة لنهضة حقيقية لمصر».
وطالب الكاتب والمترجم «ربيع مفتاح» الاخوان بان يدركوا جيدا تعددية وتنوع تركيبة الشعب المصري، وقال: «لستُ متفائلا لانهم يراهنون على صندوق الانتخاب ويراهنون على الاربعين مليونا الذين لا يجدون ما يأكلون ولا يشربون ولا يسكنون».
قبل ان ينقل رئيس تحرير الهلال الحديث الى فريق الاخوان تساءل «لماذا لم يقدم الاخوان طوال تاريخهم مبدعا كبيرا فيما عدا نجيب الكيلاني»؟
كان اول المتحدثين من فريق الاخوان د. خالد فهمي، فاعترض على تقسيم الفريقين: «نحن في الاصل مجموعة من مثقفي هذا الوطن ولسنا فصيلا انفصاليا ولا انعزاليا. لسنا من قادة الاخوان فقط، بل نحن من مثقفي مصر المحبين لهذا الوطن الحريصين على مستقبله». وقال محمود خليل ان «مفهوم الثقافة لا يعرف اخوانا مسلمين ولا اعداء مسلمين ولا جمعية شرعية ولا جمعية كفرية. هذا مفهوم انساني. نأتي الى مسألة الابداع. ذات مرة جلست مع الناقد الكبير الدكتور عبدالقادر القط، اخذته جانبا وقلت له الدكتور عبدالقادر الشاعر والناقد الكبير كيف لا يخط سطرا واحدا عن نجيب الكيلاني؟ قال لي: يا بني نجيب الكيلاني رجل من الاخوان، ودول ناس وحشين. قلت والله لاسألنك امام الناس ماذا قرأت لنجيب الكيلاني».
واتهم محمود خليل الناقدة فريدة النقاش كذلك بأنها لم تقرأ ابن حزم رغم اشارتها اليه ثلاث مرات، وقال: «لا نريد ان نبيع ثقافة على بعضنا البعض. استطيع الآن ان اعدّ مائة مبدع من الاخوان، علي احمد باكثير، عبدالحميد جودة السحار. لدينا في حزب الحرية والعدالة لجنة الثقافة والفنون والآداب، وعندنا طالب في كلية الاعلام اخذ جائزة في هوليوود عن فيلم تسجيلي منذ شهر واحد. الاستاذ صلاح عيسى قال اكثر من مرة الحركة ليس فيها ادباء. عبدالكريم زيدان راح فين، فتحي يكن راح فين، سعيد حوا راح فين، القرضاوي راح فين، سيد قطب راح فين، هناك زميل اخذ دكتوراه سبعة مجلدات عن مقالات سيد قطب في مجلة «الاشتراكية»، كانت مجهولة».
وتحدث من فريق الاخوان الاستاذ عاصم شلبي رئيس اتحاد الناشرين المصريين، فقال «ان الثقافة جزء من مشروع الاخوان، واؤكد ان الثقافة في مفهوم الاخوان قضية اساسية». وعن موقف خصوم الاخوان قال: «ان التخوف مشروع، ومن الواجب على الاخوان وعلى قيادات الدولة ان يحملوا رسائل تطمين للمثقفين والمبدعين، وفي المقابل اقول ان الاخوان عندهم فكرة وسطية وثقافية منفتحة على المجتمع هي ثقافة المجتمع الحالية، ونحن نطالب ألا توجد رقابة مسبقة على أي ابداع وطالبنا بذلك في جلسات استماع إعداد الدستور، فالرقابة تكون من المبدعين على انفسهم، عندي بعض العتاب على المثقفين والمبدعين انهم احيانا يكون عندهم استعلاء نسبي». ودافع شلبي عن اسس حزب الاخوان قائلا: «مبدأ السمع والطاعة ميزة عند الاخوان، فهم عندهم الشورى وبعد الشورى يكون السمع والطاعة، فأنا ادعو كل القوى ان ينهجوا هذا النهج، فهذا اجمل ما عند الاخوان. وارى انه من مصلحة الاخوان ان يقوى التيار اليساري والليبرالي حتى يحدث توازن، اما ان يكون الاخوان وحدهم فهذا ليس في صالحهم. نحن نطالب بان تكون هناك نصوص في الدستور تحمي حقوق الملكية الفكرية».
وشكر د.خالد بنورة، عضو مجلس الشورى وعضو لجنة الثقافة بالمجلس، دار الهلال على اتاحة هذه الفرصة وقال: «كل ما سمعته شبهات لا اساس لها ولا سند من الواقع ولا من ادبيات ولا تاريخ الاخوان. اسس الثقافة عند الاخوان هي الحقائق اليقينية الهادية انطلاقا من قوله تعالى: {ومن آياته خلق السماوات والارض واختلاف ألسنتكم وألوانكم ان في ذلك لآيات للعالمين}. الاساس الثاني المنهج الالهي الشامل.
«وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله».
الاساس الثالث: وهو الفطرة الانسانية السليمة انطلاقا من قوله تعالى: {فاقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها}. واضاف: «هذه هي الاسس الاصيلة التي تقام عليها الثقافة».
ونفى تهمة عدم احترام الاخوان للآخر، ومبدأ السمع والطاعة دون نقاش ومخاصمة رموز الاصلاح وافتقاد الرؤية وفكرة التكويش. وقال في تفنيد التهمة الاخيرة: «كان لنا في مجلس الشعب %41 اين التكويش، وفي مجلس الشورى %52 وفي توزيع اللجان كانت تسع لجان في الشعب ومثلها في الشورى، وفي الجمعية التأسيسية الاولى كان لنا %30 فقط، وفي الثانية %16، في الوزارة لنا خمسة وزراء اين التكويش، كم محافظ لنا وكم رئيس هيئة؟!».
وتضمن فريق الاخوان د.خالد فهمي، استاذ الفلسفة بجامعة المنوفية الذي اكد في بداية حديثه ان «الفكرة الاخوانية لا تدعي ان طرحها الثقافي مثالي وأي فريق لا يمكن ان يدعي ان طرحه مثالي، وإلا لم يكن فكره عملاً بشرياً. الاخوان يجمعون بين نقطتين اساسيتين، بين الثقافة كطرح نظري نحدده في رؤية العالم من زاويتين محددتين يشكلهما القرآن وحركة النبوة الراشدة على الأرض مع الإضافات الواردة من الثقافات الأخرى، لأن هناك مشتركاً ثقافياً في كل التاريخ الإنساني، الإخوان يثمنونه ويرصدونه. هناك جانب آخر الإخوان أميل إليه هو الجانب الحضاري والتجلي الثقافي في شكل المؤسسات».
وأضاف أستاذ الفلسفة أن إيمان الإخوان بالتجديد «معناه الإيمان بعدم ثبات التصور الثقافي كلياً، وبالتالي فالتجربة الإنسانية تظل مطروحة بكل أفقها لينتقي منها فيدخل في عمق التصور الإسلامي ويصبح إسلامياً بعد اختياره وانتقائه».
وعن أهمية الثقافة لاعضاء حركة الإخوان قال: «أنا أذكر أن ما كنت أنصح به بشكل دائم أن فكرة الدعوة تفرض على المنتمي إليها أن يكون عليه واجب ساعتان على الأقل للقراءة اليومية. قد تندهشون لذلك، نحن نقول لكوادر الإخوان إن هناك حالة إيجابية عند اليسار، فاليسار مشهور في الواقع المصري أنه مثقف وأنه منفتح.. وقد يفاجئكم أنني أقول إن مصطلح السمع والطاعة قد تجاوزه الزمان وأتمنى على الإخوان استبداله بمصطلح الالتزام الحزبي.. إننا ضد المصادرة وضد الرقابة بل نحن مع رقابة الضمير حتى لو قيل عنا إننا يسار الإخوان.. فالإخوان يسعدهم أن يكون شعارهم الثقافي هو كلمة نجيب محفوظ «العقل الواعي»، هو العقل القادر على احترام الفكرة حتى لو لم يؤمن بها، وعلينا جميعا أن نعلم أن في داخل الإخوان حجم القلق الثقافي أكبر كثيراً من حجم الاطمئنان، وأن الفكرة الإخوانية استمرار لأفكار محمد عبده والأفغاني ورشيد رضا وكل الأفكار الإصلاحية، وأن الشراكة الوطنية بين الإخوان والفصائل الثقافية الأخرى تتجاوز نسبة الـ%60»، واستطرد يقول: «بعض الإخوان لديهم من الأفكار التي تتسم بالجرأة والتجديد، وأؤكد لكم بأن الإخوان لهم مراجعات موثقة وواضحة تجاوزوا فيها ما قاله الإمام البنا في السابق، ويأتي على رأسها الرأي في الأحزاب وأنها تفرق وتمزق الأمة، فقد تجاوزنا ذلك وتخلينا عنه بعد مراجعته، وصدرت وثيقة أكد فيها الإخوان قبولهم بالتعددية الحزبية وهو ما انتهى بتأسيسهم لحزب الحرية والعدالة، كما أن الإخوان كانوا قديماً لا يقبلون بالمشاركة السياسية للمرأة، وكان ذلك من آثار سلفية تغيب الآن وتضمحل في الواقع الإخواني، وفي عام 1994 قرر الإخوان جواز مشاركة المرأة في جميع الممارسات السياسية بالمعنى الفقهي الواضح».
وقال د.فهمي إن حركة الإخوان كانت من أقدم الجماعات اهتماماً بالمسرح، وكانت فرقتها المؤسسة بمشاركة بنات غير متزوجات تعرض مسرحياتها أمام الشيوخ الكبار من أعضاء الإخوان مثل الشيخ «سيد سابق»، أما في مجال نقد التراث «فإن أول من هلهل التاريخ الإسلامي ونقده نقداً شديداً كان سيد قطب، وتلاه المودودي الذي هاجم بشدة حكم الأمويين، وبشكل عام فإن الإخوان لديهم في كل مراحلهم التنظيمية برامج ثقافية وشعراء شاركوا في كل فعاليات الإخوان، بل إن الإخوان يدعون في ندواتهم شعراء من خارج الجماعة».
إن هذه الندوة ودفاع فريق الإخوان عن دور الجماعة الثقافي يثير أسئلة كثيرة لا مجال لمناقشتها في هذا المقال.
فهل لعبت جماعة الإخوان في مصر دوراً ثقافياً إبداعياً يوازي ثقلها السياسي والبشري الذي تفوق على بقية الأحزاب؟
وإذا لم تستطع.. فلماذا؟
ثم إن من الواضح أن ثقافة الإخوان كانت وما زالت دينية ملتزمة، فهل ستكون هذه الثقافة بديلاً في مختلف المجالات؟
وهل لدى الإخوان الرموز الثقافية والكوادر الأدبية الروائية والشعرية والفنية اللازمة من الرجال والنساء، كما كان حال الثقافة المصرية.. قبل الإخوان؟!
تعليقات