لماذا جن جنون الإخوان بالخليج؟
زاوية الكتابكتب يوليو 15, 2013, 5:56 م 26017 مشاهدات 0
كانت أكثر ردود الأفعال ضد الثورة المصرية الثانية التي أدت لتدخل الجيش وإزاحة الرئيس محمد مرسي من منطقة الخليج وبالكويت تحديدا. والسبب في ذلك طبيعة العلاقة العضوية بين ما يجري بمصر وانعكاساته على المنطقة العربية وعلى منطقة الخليج أكثر من غيرها.
انتشرت حركة الإخوان المسلمين بمنطقة الخليج انطلاقا من الكويت منذ خمسينيات القرن الماضي، وأدى طرد عبدالناصر وملاحقته لهم للجوءهم للخليج وتغلغلهم في مؤسسات دوله المختلفة وبالذات التعليمية والدينية منها، وظن كثيرون أن وقوفهم مع صدام أثناء احتلال الكويت عام 1990، سيحجم الحركة ويؤدي لضعفها وتلاشيها، لكنهم تمكنوا من تجاوز تلك الخطيئة السياسية، واستطاعوا العودة لسابق قوتهم قبل الاحتلال بالتنكر لمواقفهم وخداعهم ودجلهم السياسي.
جن جنون الإخوان المسلمين بالخليج بعد الثورة المصرية الثانية، وخرجوا عن طورهم، وأصابهم الهلع لما جرى بإزاحتهم من حكم أهم دولة عربية بعد انتظار دام ثمانين عاما خلال سنة، وهاجموا خصومهم بعبارات ولغة حاقدة تعكس الطبيعة الفاشية للتنظيم منذ نشأته. ولعل خروج شخصية عرفت بهدوءها مثل الدكتور عجيل النشمي- رئيس رابطة علماء الشريعة بالخليج- عن هدوءها المألوف، يعكس حقيقة الهلع الذي أصابهم بعد فقدانهم لحكم مصر بفعل خروج الملايين من الشعب المصري ضدهم. فقد حث الدكتور عجيل النشمي عبر حسابه على تويتر 'الإسلاميين' على التغلغل بالمؤسسات العسكرية وسلك القضاء حماية لوصولهم للحكم مستقبلا –دون تحديد دولة من الدول. ويمكن فهم مناشدة النشمي بالتغلغل بالمؤسسة العسكرية للوصول للسلطة، ولكن حثه على التغلغل بسلك القضاء –وهو أستاذ شريعة- مسألة تحتاج لما هو أكثر من مقالة! فالقضاء أساسه العدل والحياد، وخضوعه للتحزب والتحزيب، يؤدي للانحياز والظلم، ولا أظن أحدا يعتقد بأن ذلك من الشريعة في شيء.
في التواصل الاجتماعي، جن جنون الإخوان بمنطقة الخليج أي 'استخفوا' كما بالدارج، وأعلنوا حالة استنفار، وراحوا يرشقون كل من لم يقف مع مرسي بأنه معاد للديمقراطية والحرية، بل شنوا حملة منظمة سلاحها لغة يعف القلم عن خطها، وتناثرت حسابات جديدة وبأسماء وهمية هدفها ممارسة 'الإرهاب الالكتروني'، وانكشفت أقنعة ما كان لها أن تنكشف لأسباب وظيفية ومصلحية لولا أن حالة 'النفير الالكتروني' قد أعلنت، فتلاشت التقية السياسية، وراحوا يبدأون تصاريحهم دفاعا عن الإخوان بديباجة مكررة: 'لست مع الإخوان ولكن..'، وأخرى مثل: 'لا أتفق مع الإخوان ولكن..' وهكذا. ثم راحوا يتباكون على الديمقراطية ويصبون جام غضب الحروف على الآخر: علمانيون يساريون ليبراليون والأخطر: معادون للإسلام.
حتى من لم يقف مع تدخل الجيش لتحقيق مطالب الملايين المصرية التي خرجت ضد مرسي، مارسوا ضده إرهابا الكترونيا مختصره: أنت إما مع مرسي أو أنك معاد للديمقراطية والحرية واختيار الشعوب وبالتالي حلت عليك شتيمة النفير الالكتروني!
راح الإخوان بالخليج يلطمون على مرسي بحجة 'الشرعية الدستورية'، وينعون الديمقراطية، وتحولوا بين عشية وضحايا لدعاة للديمقراطية يجعلون من مونتيسكيو وفولتير تلامذة أمام ادعاءاتهم الكاذبة، وهم بالأمس القريب شعارهم: الشريعة مطلبنا والدين دستورنا والديمقراطية بدعة غربية والانتخابات حرام!
وأقاموا سرادق العزاء بالخليج بأشكال مختلفة حزنا على رئيسهم المعزول محمد مرسي، الذي كشفت إزاحته 'زيف مدعي الحرية والديمقراطية من العرب الآخرين' المختلفين معهم بمن في ذلك كافة القوى المصرية القومية واليسارية والمدنية والليبرالية بل وحتى السلفية التي اصطفت مع مصر ضدهم.
الحمى التي أصابت الإخوان بالخليج ليست حسرة على سقوط الإخوان بمصر وحسب، ولكن لأنهم يعرفون أن زوال القاعدة حيث نشأة التنظيم، وانكشاف مخططاتهم أمام الشعب المصري، سوف تصل ارتداداته حتما للمنطقة، ويصدق عليهم قصة جحا الذي سأله من رآه يطرح رجلا أرضا ويصيح ويطلب الاستغاثة وهو المنتصر: قال شيصيح بك يا حجا وأنت الاعلى؟ قال: ذالٍ (خايف) من الانقلابة'!
(الراي القطرية والمدى العراقية)
@saadbin6iflah
تعليقات