أسعار النفط في ارتفاع

الاقتصاد الآن

تقرير: منطقة اليورو غير مستقرة، خاصة مع التفكك المالي وضعف النمو الاقتصادي الحالي

683 مشاهدات 0

اسواق النقد

شهد سوق العملات العديد من التقلبات خلال الاسبوع الماضي خاصة مع تراجع الدولار الامريكي مع حلول منتصف الاسبوع وذلك تبعاً لتصريحات اللجنة الفدرالية للسوق المفتوحة، والتي افادت بأنها ستختار الانتظار لغاية حصول المزيد من التحسينات في سوق العمل قبل ان تبدأ بإحداث اي تعديل على برنامج الحوافز، مع العلم ان ردة الفعل الاولى تمثلت بارتفاع اسعار السندات والاسهم خلال الفترة الاولية ومن ثم تراجعها عند المستويات المنخفضة التي كانت عليها قبل ذلك. أما التغيير الجذري فقد اصاب سوق العملات حيث تراجع الدولار الامريكي بشكل حاد مقابل العملات الرئيسية الاخرى والتي شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في اسعارها، على غرار اليورو والين الياباني والجنيه الاسترليني، إلا ان تراجع الدولار الامريكي قد بلغ حده مع نهاية الاسبوع حيث عمل المستثمرين على الاستفادة من تراجع سعر الدولار لتعزيز موقع هم على المدى الطويل وذلك قبيل حلول عطلة نهاية الاسبوع.

وبحسب تقرير بنك الكويت الوطني، فإن محضر اجتماع اللجنة الفدرالية للسوق المفتوحة لم يكون حازماً بالقدر المتوقع وبحيث ان التركيز قد تمحور بشكل اساسي حول الضغوطات الناجمة عن الانكماش الاقتصادي، وهو الامر الذي تم التطرق اليه خلال المؤتمر الصحافي الذي انعقد بعد الاجتماع المذكور. بالاضافة إلى ذلك، اكد برنانكي على ضرورة اتبعاع سياسات نقدية قابلة للتكيف على المدى المنظور، وان التدابير التي يتبعها البنك الاحتياطي الفدرالي فيما يتعلق بمستويات التضخم والعمالة ما تزال غير ناجحة.

وباختصار، ما يزال السوق عرضة للكثير من التقلبات فيما يتعلق باسعار العملات والدخل الثابت والاسهم والتي ما تزال تحت رحمة صدور المعطيات الاقتصادية الامريكية القادمة، والتي ستكون قادرة على تحديد ما اذا كان المستثمرين سيستمرون بتعزيز مواقعهم فيما يتعلق بالدولار الامريكي.

أما فيما يتعلق بسوق تداول العملات الاجنبية، فقد تمكن الدولار من الارتفاع من جديد بعد التراجع الحاد الذي شهده خلال منتصف الاسبوع الماضي، هذا وقد شهد مؤشر الدولار الامريكي تراجعاً ليل الاربعاء بنسبة 2.76% وذلك بعد ان بلغ اعلى مستوى له عند 84.75، إلا انه تمكن من التعويض عن بعض خسائره ليقفل الاسبوع عند ما يقارب 83.

من ناحية اخرى، ارتفع اليورو تبعاً للتصريحات التي ادلى بها برنانكي، ولكنه تعرض لتراجع حاد ليصل إلى أدنى مستوى له عند 1.2755 والذي استمر لفترة صغيرة، حيث تمكن اليورو من الارتفاع من جديد ليصل إلى اعلى مستوى عند 1.3207 مع حلول يوم الاربعاء، وحيث تمكن المستثمرين من الاستفادة من ذلك وهو الامر الذي تسبب بارتفاع اليورو من جديد ليقفل الاسبوع عند 1.3050.

تراجع الجنيه الاسترليني منذ ان تم عقد الاجتماع الاول لبنك انكلترا المركزي الذي تولى رئاسته المحافظ الجديد مارك كيرني وهو المحافظ السابق للبنك المركزي الكندي، إلا ان الجنيه سرعان ما تمكن من الارتفاع من جديد بعد ان اقدمت وكالة موديز للتصنيف على رفع تصنيف الجهاز المصرفي في المملكة المتحدة وذلك من سلبي إلى مستقر، وبحيث بقي سعر الجنيه مرتفعاً فوق مستوى 1.4800 واقفل الاسبوع عند 1.5107.

ومع اقتراب موعد الانتخابات في اليابان يوم الـ21 يوليو، من الملاحظ ان المستثمرين يفضلون الانتظار والتريث، وبالتالي فقد تراوحت تداولات الين الياباني بين 98 و101.50، هذا وان التوقعات تميل نحو الحزب الديمقراطي وحزب كوميتو الجديد وبقدرتهم على نيل 70 مقعداً لضمان الاكثرية في المجلس، وذلك للمحافظة على عملية التعافي الاقتصادي الضعيف.

اما في سوق السلع، ارتفعت اسعار الذهب إلى حوالي 1,300 دولار امريكي للسبيكة وذلك تبعاً لتصريحات برنانكي حول السياسات النقدية، ليقفل سعر سبيكة الذهب عند 1,285 وذلك يوم الجمعة. اما استمرار الاوضاع المضطربة في مصر قد تسبب بارتفاع الضغوطات على اسعار النفط، خاصة مع تراجع حجم المخزونات النفطية في الولايات المتحدة الامريكية الى مستويات فاقت التوقعات، بحيث وصل سعر برميل النفط إلى 107.45 واقفل الاسبوع عند 105.95 دولار امريكي.
معدلات البطالة ما تزال غير واضحة
ارتفع عدد المطالبات الاولية لتعويضات البطالة خلال الاسبوع الاول من شهر يوليو وذلك بمقدار 16 ألف مطالبة، ليصل العدد الاجمالي إلى 360 الف مطالبة وذلك بعد ان وصل العدد الى 344 ألف خلال الاسبوع الماضي، وهو الامر الذي تسبب بارتفاع المعدل الشهري بمقدار 6 آلاف مطالبة وليصل إلى 352 الف مطالبة، هذا وقد اشار المحليين الاقتصاديين بانه ليس من المستغرب ان تشهد مطالبات تعويضات البطالة هذا الكم من التقلبات الكبيرة مع بداية شهر يوليو، فقد اشارت وزارة العمل الى التغييرات الموسمية التي تطرا خلال شهر يوليو والتي تعود للعديد من الاسباب، مثل عمليات اعادة التجهيز التي يشهدها سوق السيارات بالإضافة إلى العطلة الرسمية يوم الرابع من يوليو.
أوروبا والمملكة المتحدة
منطقة اليورو عند حال غير مستقر، خاصة مع التفكك المالي وضعف النمو الاقتصادي الحالي
حافظ البنك المركزي الاوروبي وبنك انكلترا المركزي على معدل الفائدة الاساسي ثابتاً من دون تغيير خلال الاسبوع الماضي بسبب الدلائل الاخيرة والتي تشير إلى ضعف عملية التعافي الاقتصادي في المنطقة. وخلافا لما هو متعارف عليه في السابق، اقدم البنكين المركزيين على تقديم بعض التويهات فيما يتعلق بالتوقعات الخاصة بمعدل الفائدة، وقد صرح محافظ البنك المركزي الاوروبي ماريو دراغي بأن معدل الفائدة في منطقة اليورو سيبقى على ما هو عليه، أو حتى قد يتراجع خلال الفترة القادمة. ومنناحية اخرى، صرح محافظ بنك انكلترا المركزي مارك كيرني ان اسعار السوق الخاصة باي ارتفاع مستقبلي في اسعار الفائدة لا تعتبر مضمونة بالضرورة على ضوء التطورات الاخيرة التي يشهدها الاقتصاد المحلي.

بالاضافة إلى ذلك، صرح النائب عن محافظ البنك المركزي الاوروبي فيتور كونستانسيو انه من المرجح ان تشهد منطقة اليورو فترة مطوّلة من النمو الاقتصادي الضعيف، مع العلم ان السياسات المتبعة من قبل البنك المركزي الاوروبي ستظل عند نحوو مخفف، كما ان البنك المركزي لن يتوقف عن التدابير المتبعة لمواجهة الازمة خلال الفترة الحالية، حيث ان التوجيهات التي قدمها البنك قد كانت ناجحة في استقرار الاسواق المالية خاصة بعد المفاوضات التي قام بها البنك الاحتياطي الفدرالي لتعديل برنامج الحوافز. أما منطقة اليورو فما تزال تقف في مواجهة العديد من الاضطرابات وحالة التفكك المالي وضعف النمو الاقتصادي. بالاضافة الى ذلك، صرح زعيم الحزب الاجتماعي المعارض في البرتغال عن الحاجة إلى اعادة النظر بشروط الاعانة المالية المقدمة للبرتغال، وهو الامر الذي ضاعف من الضغوطات التي يتعرض لها البنك المركزي.
المعطيات الاقتصادية الاوروبية ما تزال ضعيفة
تراجع الانتاج الصناعي الاوروبي لشهر مايو بنسبة 0.3% شهرياً وطبقاً للتوقعات الاقتصادية، وهو ما يؤكد على المعطيات الاقتصادية التي وردت خلال فترة سابقة من هذا الاسبوع والخاصة بالمانيا وفرنسا وايطاليا، حيث ان التراجع قد بلغ نسبة 1.3% سنوياً ويظهر بشكل جلي في البضائع الاستهلاكية المعمرة والتي تراجعت بنسبة 2.3% شهرياً وبنسبة 6.2% سنوياً. أما النقص في حجم القروض المتوفرة ما يزال يشكل عائقاً اساسياً امام عمليات الشراء الكبيرة لدى الاسر الامريكية، وهو الامر الذي يؤكد على ضرورة البدء سريعاً بتنفيذ الاتحاد البنكي المترقب.
الانتاج الصناعي البريطاني يتراجع
شهد الانتاج الصناعي في المملكة المتحدة خلال شهر مايو التراجع الاكبر له خلال فترة الشهور الاربعة الاخيرة، وهو الامر الذي يدل على ضعف عملية النمو الاقتصادي في البلاد ويدل كذلك على اعتماد الاقتصاد البريطاني على قطاع الخدمات فيما يتعلق بالنمو الاقتصادي، هذا وقد تراجع الانتاج الصناعي بنسبة 2.3% وهي أسوأ بكثير من نسبة 1.5% المتوقعة.

تجدر الاشارة إلى ان الاداء الاقتصادي البريطاني الاخير يعتبر مخييباً للآمال بسبب تعاظم الركود الاقتصادي، مع العلم ان بريطانيا قد تمكنت اخيراً من تجنب الوقوع في كساد اقتصادي مضاعف، الا ان عملية التعافي الاقتصادي ككل تعتبر ضعيفة جداً على وجه العموم، وبالتالي فإن المستثمرين ما يزالون متخوفين حيال القرارات الجديدة التي قد يتخذها المحافظ الجديد للبنك المركزي مارك كارني، حيث تراودهم الشكوك فيما يتعلق بقدرته على القيام بكل ما يلزم.

آسيا
مستويات العمالة تتحسن بشكل يفوق التوقعات في استراليا
ارتفعت العمالة في استراليا لتصل إلى 10.3 ألف شخص خلال شهر يونيو، مع العلم ان وظائف الدوام الكامل قد ارتفعت إلى 4.4 الف شخص ووظائف الدوام الجزئي قد ارتفعت بمقدار 14.8 ألف شخص، أما عدد ساعات العمل فقد ارتفع بنسبة 0.5% شهرياً بحيث قد تسبب بارتفاع المعدل السنوي بنسبة 1.9%، وهو الامر الذي يدل على ان فترة الاوقات العصيبة قد ولّت. وبالنظر إلى عدد من المؤشراء الاقتصادية في سوق العمل، فإن الظروف الحالية ما تزال قوية بحيث ستحول دون حدوث ارتفاع قوي في نسبة البطالة وعلى الاخص خلال شهر يونيو، حيث ارتفعت نسبة البطالة من 5.6% إلى 5.7%.


النمو الاقتصادي الصيني قد يتراجع ليصل عند نسبة 6.5%
صرح وزير المالية الصيني ان النمو الاقتصادي في البلاد قد يكون دون التوقعات التي وضعتها الحكومة لعام 2013، حيث ان الحد المستهدف من قبل الحكومة الصينية قد كان عند نسبة 7.5%، إلا ان الوزير لو جواي يعتبر ان تحقيق نسبة 7% يعتبر أمراً جديراً بالذكر خلال العام الحالي. بالاضافة إلى ذلك، أضاف الوزير جواي ان النسبة التي ستتحقق عند 6.5% او 7% لن تشكل اي مشكلة في هذا الخصوص، خاصة مع التساؤلات حول وجود حد معيًن يمكن السماح به لتراجع نسبة النمو في البلاد.

اما المعطيات الاقتصادية الصينية الخاصة بالصادرات والواردات فقد تراجعت خلال شهر يونيو بشكل فاق التوقعات، خاصة وأن المحللين الاقتصاديين قد توقعوا بأن ترتفع الصادرات بنسبة 3.7% في حين انها قد تراجعت بنسبة -3.1%، وهو الامر الذي عزز من احتمال ان يستمر البنك المركزي الصيني بسياساتها المتكيفة مع الظروف الراهنة وذلك لفترة مطوّلة، وهو الامر الذي من شأنه ان يتسبب بفرض المزيد من الضغوطات على العملات الاسيوية. اما الواردات فقد تراجعات كذلك عند نسبة 0.7% خلافاً لنسبة 6% المتوقعة من قبل المحللين الاقتصاديين، كما اضهرت بعض التقارير بان حجم الصادرات الصينية إلى اوروبا قد تراجع وذلك للشهر الرابع على التوالي.
أسواق السلع
أسعار الذهب تتأثر بتصريحات برنانكي
ارتفع سعر سبيكة الذهب الذهب خلال الاسبوع الحالي لتصل إلى أعلى مستوى عند 1,298 دولار أمريكي تبعاً لتصريحات برنانكي فيما يتعلق بالسياسة النقدية والتي لم تكن على القدر المتوقع من الحزم في الاسواق المالية، بالرغم من ان برنانكي قد قصد من خلال تصريحاته تشجيع المستثمرين على شراء الذهب، هذا وقد اشار برنانكي في اليوم السابق إلى ضرورة توفر سياسة نقدية قابلة للتعديل مع الظروف التي قد تطرأ على المدى المنظور، وذلك لتتمكن من تقديم الدعم المطلوب للاقتصاد الامريكي خاصة وأن مستويات البطالة ما تزال مرتفعة جداً عند 7.6%، فضلاً عن ان مستوى التضخم ما يزال متدنياً جداً وذلك عند نسبة 1%.
اسعار النفط في ارتفاع تبعاً لتراجع اسواق الاسهم
بالرغم من ان الانباء القادمة من مصر تعتبر على درجة كبيرة من الاهمية بنظر المستثمرين في قطاع النفط، إلا ان الارتفاع المستمر في اسعار النفط على مدى الشهور الاخيرة يعود في المقام الاول إلى العديد من الاسباب المالية والجيوسياسية والتي تتسب عادة باضطراب الاسعار في اصول مشابهة. بالاضافة إلى ذلك، فإن تراجع حجم المخزونات من النفط الامريكي قد تسببت بارتفاع سعر النفط خلال الفترة الحالية.

الآن: المحرر الاقتصادي

تعليقات

اكتب تعليقك