أحمد يبحث عن منزل جميل
زاوية الكتابكتب يوليو 15, 2013, 4:05 ص 193 مشاهدات 0
يطمح الانسان لعيش حياة كريمة، فهي غريزة خلقها الله تعالى في نفسه و كيانه. فهو عمل و يجد بعمله حتى يجمع المال، ليتسنى له صرفها في سبيل رحاته و رفاهيته. فهو يطمح لشراء منزل في منطقة تتسم بالطبيعة الخلابة و الهواء النقي، بمعنى أخر، بمنطقة بعيدة عن التلوث. أحمد هو مثال الانسان الذي أخلص بعمله لسنوات و جمع ثروة و يريد الآن أن يهنأ بمنزل مثالي. و لكن أحمد هو من القلة القليلة الذين على دراية و اهتمام بالقضايا البيئية. فهو نتيجة لمتابعته المستمرة لأحدث المستجدات و المشاكل البيئية، أصبح على اطلاع على العواقب الوخيمة التي تسبب الدمار لكوكب الأرض، و أن البيت الذي يتمناه لن يهنأ به، طالما كل ما يحيط به ملوث. و لأن أحمد رجل يؤمن بمقولة “إن كنت تريد تغيير العالم، فعليك ان تبدأ من نفسك أولا”، فغير من اسلوب حياته اللاحضاري و غير من حياة عائلته كذلك. فزرع الأرض المحيطة بمنزله، حتى يقلل من تلوث الهواء و ينقيه من أدخنة عوادم السيارات الضارة، و لتثبيت التربة و منعها من التطاير بفعل الرياح. و كذلك ركب نظام حديث لري ، المزروعات دون اسراف للمياه و هو باستخدام الري بالتنقيط. بالاضافة لذلك، أوصى خادمه بغسل السيارة باستخدام أحواض المياة، لا بخرطوم الماء، و علم خادمته الطريقة الصحيحة لرمي القمامة، و هي بفصل الأوراق و المعادن و الزجاج و القمامة العضوية عن بعضها البعضن و رمي كل في مكانها الصحيح. و لم يكتفي أحمد بذلك، فبدأ بحث أصدقائه و معارفه جمعيا لتغيير من عاداتهم المسيئة للبيئة، و نبههم لمخاطر التلوث و دعاهم للاهتمام لقضايا البيئية و حمايتها من التلوث قد يرا البعض أن هذه الجهود صغيرة لا طائلة منها، و لكن بالنسبة لأحمد، فإن الجدار يبنى من لبنات صغيرة في حجمها. فأن بدأ الانسان من نفسه، أثر بمن حوله، و بذلك يؤسس قيم و عادات جديدة في سبيل مجتمع محافظ على البيئة.
بقلم: نور سالم
جامعة الكويت
تعليقات