الشعب يستحق عطاءات مالية مجزية.. بقلم غنيم الزعبي

زاوية الكتاب

كتب 607 مشاهدات 0


الأنباء

في الصميم  /  الشعب يستحق عطاءات مالية مجزية

م. غنيم الزعبي

 

أغلب الشعب الكويتي يمكن تصنيفه إلى نوعين: نوع ساكن في بيت ملكه لكن عليه (هو وزوجته) قروض الدنيا كاسرة ظهره أخذها ليشتري الأرض بسعر خرافي غير موجود في العالم كله، ثم أضاف على قرض التسليف 40 ألف دينار وبعد ذلك بدأ وحش التأثيث الذي سيأخذ نصيبه من تلك القروض التي أصبحت كالسلاسل يقيد بها المواطن الكويتي لفترات تصل أحيانا لخمسة عشر عاما، لهذا بدأنا نرى ظاهرة غريبة في المجتمع الكويتي وهي ظاهرة «الشباب الشياب»، أحدهم عمره لا يتجاوز الأربعين بعدة سنوات، لكنه يبدو كمن تجاوز الستين بسنوات كثيرة، هم الدين والقروض الفاحشة زاد من عمره عشرات السنوات.

أما النوع الثاني فهو الساكن بالإيجار يأخذ من راتبه الربع تقريبا فقط ليسكن في شقة صغيرة تضيق به كلما رزقه الله بطفل جديد حتى تمتلئ الشقة بأكثر من 6 و7 أطفال وهو مازال ينتظر دوره في البيت الحكومي الذي غالبا لن يحصل عليه إلا قبل التقاعد بسنوات قليلة.

وإذا أضفنا على ما سبق الوضع السياسي المحلي المحتقن بشدة والاضطرابات المتكررة في الحياة البرلمانية التي اقترب الناس من الكفر فيها وهي التي كانت تمثل بعض المتنفس للشعب لكي يوصلوا بعض همومهم للجهاز التنفيذي المتمثل في الحكومة، وبالتأكيد يجب ألا نتجاهل الغلاء الفاحش الذي أزال البركة من الراتب وأصبح كالوحش ينتظر نزول المعاش «عند راس العاير» فقط ليهجم عليه ويقطعه إربا، حتى ان الأب الذي لديه خمسة أطفال يذهب في مهمة قتالية خطرة حين يذهب لشراء لوازم المدرسة أو العيد لهؤلاء الخمسة خاصة إذا أتت تلك المناسبات في «الوقت القاتل» وهو 13 الشهر أي قبل الرواتب بعشرة أيام، مهمة انتحارية.

مع كل ما سبق فإنه في نفس الوقت تمر الدولة بوفرة مالية ضخمة وجبارة لم تمر عليها في تاريخها بالإضافة إلى عودة الاستثمارات الكويتية في الخارج لصحتها وعافيتها ووصول أصولها إلى أضعاف ما كانت عليه قبل الغزو العراقي، كل هذا يحتم على الحكومة «إنعاش» الشعب بإجراءات مالية عملاقة وضخمة سواء على شكل منح مجزية لكل مواطن وإسقاط لجميع قروض المواطنين والتي أرقام تكلفتها تبكي خجلا أمام المنح والقروض التي قدمت لمصر والمغرب خلال أقل من شهر واحد.

الشعب الكويتي هو شعب طيب وصبور لكنه عندما يرى ملياراته تركض يمينا ويسارا وفي كل الاتجاهات ما عدا اتجاه واحد هو حاجته ورفاهيته فسيؤدي هذا إلى زيادة الاحتقان وعدم الرضا والتململ التي ستستغلها الأحزاب والتكتلات السياسية لمزيد من التوتر السياسي المحلي.

زبدة الكلام: إذا لم تعطوا الشعب منحا وتسقطوا قروضه في ظل هذه الوفرة المالية والمليارات المتكدسة فوق المليارات في خزائن البنوك، فمتى ستعطونهم إذن؟

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك