دعوات الاقتتال ليست غريبة على سجل الإخوان.. بنظر منى العياف
زاوية الكتابكتب يوليو 10, 2013, 12:25 ص 673 مشاهدات 0
الأنباء
طوفة عروق / الإخوان.. تاريخ مكتمل 'الإرهاب'!
منى العياف
استكمالاً للمقال السابق، وفي ظل كل الأخبار الواردة من مصر والأفلام الخاصة التي توثق لمرحلة ما بعد انتفاضة الجيش والشعب ضد الاخوان المسلمين، والنشطة التي يقوم بها رئيس الدولة المصرية الجديد نحاول الاجابة عن سؤال ما الذي ستشهده الدولة المصرية؟!
فقد صاحبت انتفاضة الشعب الباسلة خطوات احترازية من الجيش، بتوقيف كل القيادات الاخوانية التي أثبتت محاكمات قضية وادي النطرون أنهم مدانون فيها، اضافة الى القضايا العديدة والمتنوعة والخاصة بالتخابر والمسؤولية عن قتل جنود مصريين في سيناء المعروفة اعلامياً بمذبحة رفح، فضلاً عن عمليات اختطاف سبعة آخرين في وقت لاحق.
***
كل هذه أفقدتهم صوابهم فجاءت تصريحاتهم العنترية التي تحمل لون الدم، من رئيس الدولة المخلوع الذي دعى الى الجهاد من أجل الشرعية، حيث قال «ان التخلي عن الشرعية سيضيع المؤسسات وإرادة الشعب وإن إرادتنا ومؤسساتنا لا يجب ان نضعها في نفق مظلم، بالتخلي عن الشرعية».
ثم كان حديث المرشد العام للجماعة الذي ظهر في «ملابسات غامضة» في منطقة رابعة العدوية حيث قيل انه في نقاب سيده (!!) حيث دعا وحرض أيضاً على الجهاد والثورة بقوله: «نحن نعيد حقوق المصريين من محاولة دنيئة لسرقتها وهنجيب الرئيس مرسي على اكتافنا وسنفديه بأرواحنا».
من هنا بدأ سيل من العبارات النارية يصرخ في مكان الاعتصام برابعة العدوية وخرجت هتافات من هنا عنوانها جميعاً تحويل الوضع في مصر إلى ثورة لكنها ثورة الأرض المحروقة!
***
وللأمانة من يعرف تاريخ الاخوان المسلمين يعرف ان هذه الدعوات للاقتتال ليست غريبة على سجل الاخوان، ذلك انهم يتعاملون بلغة السلاح والعنف، وأما الديمقراطية فهي بالنسبة لهم «حصان طراودة» للوصول الى غاياتهم فمنذ عام 1928 عندما أسس حسن البنا ـ الذي لقب نفسه بالمرشد العام ـ وكان عمره 22 عاماً وكان مدرساً للغة العربية في المدرسة الابتدائية بالاسماعيلية وترأس أيضاً 6 أشخاص، كانوا من العاملين في معسكرات الانجليز، ليؤسس بهم جماعة أسماها «الاخوان المسلمون» والتي تعاقب عليها 3 أجيال اولها: «جيل التكوين والذي كان عليه ان يستمع ولكن الطاعة ليست فرضا عليه»، والثاني هو: «جيل المحاربين أو جيل الجهاد وهو جيل التنفيذ والطاعة التامة فرض عليه»، والثالث هو: «جيل الانتصار وهذا الجيل هو الذي يتولى امر المسلمين بعد الانتهاء من الحروب التي ستخوضها الجماعة لكي يحكموا بالشريعة الاسلامية في دولة الخلافة التي تتوارث الحكم».
***
وقد استعان بهم الملك آنذاك لكي يواجه الاحزاب الليبرالية السياسية التي تقف ضده، وقد استفادوا من الملك والجيش الانجليزي وانتقل عملهم الى خارج مصر في سورية ولبنان والسودان وفلسطين، وبعد عشر سنوات سنة 1938 بدأ حسن البنا ينتقل للجيل الثاني (المحارب) وبالفعل تحول جزء من عملهم من المدني الدعوي إلى العمل العسكري.
وفي عام 1945 قاموا باغتيال أحمد باشا ماهر رئيس وزراء مصر وفي عام 1946 اندلعت في مصر مظاهرات عديدة، حيث قام أعضاء في التنظيم السري الذي أسسه الاخوان بتفجير عدد من أقسام الشرطة.
وفي عام 1948 قاموا باغتيال قاض مدني (احمد بك الخازندار) لأنه حكم على عضو من جماعة الاخوان بالسجن.
وهكذا توالت الأحداث العاصفة للاخوان، وظهر بوضوح كيف كانوا يخططون للاغتيالات والتفجيرات وكان هذا هو المناخ السائد لديهم، وفي 1948 من العام نفسه ألقت قنبلة على كلية الطب بجامعة فؤاد الاول بقصد اغتيال اللواء سليم زكي حكيمدار شرطة القاهرة، والذي سقط قتيلاً، والمعروف أن إلقاء الجماعة للقنابل كان امراً عادياً أثناء المظاهرات!
لقد حاولوا طوال سنواتهم السابقة تفجير الكثير من المواقع الرسمية في مصر الى ان تم اغتيال الرئيس السابق انور السادات الذي قربهم منه من اجل التصدي للحركة الشيوعية التي كانت سائدة وتناهض النظام، وهكذا ظل الاخوان المسلمون في مصر يناهضون جميع الأنظمة التي مرت على مصر بقوة السلاح والعنف والدم، وما يحدث اليوم بعد الثورة الشعبية الرائعة من قتل وسفك دماء لهو دليل قاطع على انها اعمال لها اهداف ومطامح سياسية وأهداف وجزء من معتقدات الاخوان.. ولا يسعنا في هذه اللحظات العصيبة الا ان نبتهل بالدعاء الى الله ليحفظ مصر وشعبها من كل مكروه.. وللحديث بقية.
.. والعبرة لمن يتعظ!!
تعليقات