هل خرج العراق من الفصل السابع أم خرج المالكي من القمقم؟

عربي و دولي

3059 مشاهدات 0


بمضمونها التهويلي صدمتنا  خطبة القيادية في كتلة الفضيلة العراقية سوزان السعد  يوم خروج العراق من الفصل السابع قائلة' إن العراقيون دفعوا ثمن سياسات النظام السابق ظلماً ، وليس خروجهم  هدية أو منّة من الكويت.' ونتساءل هل  كان البند السابع هو ماجعل العراقيون من أبناء  بلد المليون نخله يشترون التمر المعبأ في السعودية وإيران، أم سياسة حكومتهم الاقتصادية بانهياراتها المتواصل وسؤ ترتيب أولوياتها و ضيق رؤيتها! وهل البند السابع هو ما يشعل فتيل التفجيرات كل ثلاثة اسابيع كلما كان هناك مشروع اقليمي بالمنطقة؟ ام ان حكومتهم هي من يفتح   صندوق باندورا ' Pandora's box'الحاوي كل شرور البشرية كما تقول الأساطير الإغريقية كلما ارادت مسوغ للفتك بمعارضيها في بغداد !

إن المنظومة المصطلحية في خطاب من يدور في فلك حكومة المالكي يجعلنا نتوقف أمام هذا النزوع التعبوي، فقد كدنا ان ننسى جحود وزير النقل العراقي هادي العامري لتخفيض الكويت لعدد مراسي ميناء مبارك او السماح لخطوط العراقية بالتحليق رغم ديونها لنا. فكيف نتوقع غير ذلك رغم ان  الكويت رضيت بتولى بعثة الأمم المتحدة معالجة مسألةفقدان 600 مواطن كويتي وخسارة الأرشيف الوطني بموجب الفصل السادس. كما رضينا بخروجهم من الفصل السابع وان يأخذوا راحتهم في تسديد 11 مليار دولار كتعويضات  قبل عام 2015م.

لقد تحدثت في الاسبوع الماضي لإذاعة عراقية، كما تحدثت لراديو 'سوا ' وقد لفت نظري خلال محاور النقاش حول الفصل السابع ان هناك احتفالات عراقية بمناسبة  ذلك الخروج بأوامر مباشرة من نوري المالكي . كما كان هناك سؤال عن المزاج الكويتي تجاه هذا القرار،حيث توقعوا ان نخرج في الشوارع رافضين هذا القرار كما لو كان 'وعد بلفور' . اما الامر الثالث فيدور حول كان الخروج مدخل لعلاقات جيدة  بين العراق و بقية دول الخليج ؟ وعليه تجددت لدينا القناعات التالية :

- يعد المالكي الخروج من الفصل السابع كنصر شخصي له يجب الاحتفال به ،بعكس خروج القوات الاميركية التي تكاتف الشعب العراقي كله لإخراجها سياسيا وحتى إرهابيا .لذا لم يطلب من العراقيين الخروج محتفلين 'بجلاء القوات المحتلة' كما تفعل كل شعوب العالم .

-لم يشعر احد في الجوار الاقليمي بجدوى خروج العراق من الفصل السابع  طالما كانت الامور بيد المالكي،فهذا الحدث لايختلف عن 'فوز' المالكي بعقد القمة العربية في بغداد 2011م لفك العزله الداخلية والإقليمية عن نفسه وليس عن العراقيين.

- يعتبرالمالكي هذا الخروج كنجاح للدبلوماسية العراقية التي وضع خطوطها،وانتكاسة للدبلوماسية الخليجية مما يجعل دبلوماسيته متنافرة مع جوارها الخليجي وذات بنود قابلة للزيادة في التباعد لكنها غير قابلة للتعديل في المستقبل المنظور.

أما الشرح المفصل مع التحليل للمعلقة التعويضية التي نظمها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي باحتفالات خروج العراق من الفصل السابع فقد كانت للأسباب التالية :

- بخروج العراق من الفصل السابع يستطيع المالكي تجهيز وتسليح الجيش ليفرض اجندته الداخلية والخارجية.لذا خلق الاكراد مناطق عازلة  في غياب ضمانات تحميهم من جيش ابادهم لأجيال.

- يستطيع المالكي القول بأن خروج العراق من الفصل السابع  إنجاز لنهجه وإدارته مما يقوي تياره وفكره الموالي لمحور طهران-دمشق-حزب الله . 

- بخروج العراق من الفصل السابع يستطيع المالكي بعد نزع المظلة الرقابية لمجلس الامن عن الاموال العراقية إدارة هذه الاموال كما يشاء ليس لشراء الولاءات الداخلية فحسب بل وشراء السلاح لحلفائه الاقليميين .

إن بإمكان مريدي المالكي المحاججة بأن الوقت لازال مبكرا للحكم على تبعات خروج العراق من الفصل السابع.لكن بإمكاننا ايضا القول بأن عصر القلق والقضايا الاقليمية العابرة للحدود الذي نعيشه حاليا قد كشف عن هفوات نظام بغداد في خياراته الاستراتيجية،مما يجعل من بديهيات الامور القول بصعوبة استفادة العراق كبلد من الخروج من الفصل السابع والعودة لموقعها الاستراتيجي في واسطة عقد المنظومة العربية قرب الخليج،وفي الوقت نفسه يخرج القرار نوري المالكي من القمقم كمارد 'مسلح' و'مستبد' و'غني'.مما يجعل من السهل على الملم بمبادئ الفيزياء العراقية بناء إطار منطقي متماسك يثبت حتمية ظهور طاغية جديد.

د.ظافر محمد العجمي –المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج

تعليقات

اكتب تعليقك