دويع العجمي يكتب استمتع بحزنك

زاوية الكتاب

كتب دويع العجمي 1487 مشاهدات 0


كثيرة هي الأشياء التي نبحث عنها ونتمناها لأننا نعتقد أنها سبب سعادتنا وما إن نُحرم منها إلا وينتابنا الحزن والشعور باليأس وليس هذا وحسب؛ حتى مقارنة حياتنا بحياة الآخرين والدخول في حسابات لا تجلب إلا الشعور بكره الذات مع أن لكل منا ظروفه وقسمته العادلة التي لايظلم الله فيها احد.

كنت أحزن لأن الله حرمني أشياء كثيرة كنت اتمناها ولم أجد إلا وسادتي تمسح بكرمها دموع اليأس التي طالما ذرفتها على ماكنت ارغب به واريده ومع مرور الزمن حمدت الله وشكرته لأن بحرماني منها فُتحت لي أبواب ماكنت أتخيّل في يومٍ أنها ستُفتح .. علمت حينها أن لله حكمة في تدبير الأمور وأنه سبحانه أكرم الأكرمين فلم أعد أحزن على مالم احققه في حياتي لأن الرزق من الله ومالبشر الا اسباب ومن توكل عليه سبحانه كفاه.

ومن نافذة الألم تُبصر شعاع الأمل ، كنت على وشك التوقيع على عقد عمل مع قناة تلفزيونية وتلك الفرصة التي طالما انتظرتها وسعيت من اجلها وعند الخطوة الأخيرة عاودتني آلام العين التي أعانيها منذ الصغر فذهبت لرحلة علاج لتتبخر الفرصة التي انتظرتها سنوات وتم تعيين البديل في القناة .. مُحزن ضياع الهدف ومؤلم أن تشعر أن خطواتك باتت بلا أثر والحقيقة أني حمدت الله وشكرته على ماقدّره لي وماكتبه علي وفي يقيني أن الله لا يؤخرك إلا لخير ولا يمنعك إلا ليعطيك ولازلت أعيش بهذا التفاؤل والتصالح مع الذات وهذا مايجعلني ابتسم رغم اني لم احقق شيء مما رسمته لنفسي من اهداف حتى أنه لاوجود لبديل لتلك الفرصة لكن إيماني بالله كبير فالله لايحرمك شيء الا لأنك لم تستعد له بعد أو أن هناك شيئًا أجمل وأكبر كتبه لك أو لأن فيه شرٌ عليك ومن القرآن يأتيك الدرس العظيم .. آية استوقفتني
'وفي السماء رزقكم وماتوعدون'
درس ربّاني وعلاج رائع لقلقنا تجاه كل انواع الرزق فلنتسلح بالإيمان واليقين أن الله يكتب لنا رزقًا طيبا .. فقط نحتاج الصبر الممزوج بالتفاؤل والمقرون بالدعاء والنية والعمل الصالح وهذا أعظم اسس السعادة والتوفيق .. ومالسعادة إلا أملٌ وشعور
فهي ليست في الأشياء التي نملكها ولا مالٌ أو سفر بل هي ذاك الشعور بالقناعة بما لديك والإيمان بالمقسوم وشكر الله على كل ما كتبه لك وعليك والأمل هو أن تعيش وفي يقينك أن الغد أجمل وأحلى وأن الليل وإن طال ظلامه فلا يعقبه إلا الشروق

نعم .. نحن نحزن على الأشياء التي نُحرم منها .. نحن نبكي حتى على ضياع الفرص وعدم تحقيقها .. لا بأس .. استمتع بحزنك فالحزن يكسر القلب ويجعلك تشعر بالقلوب الجميلة التي تواسيك وتحاول أن تُعيد ابتسامتك .. ففي الحزن تعرف ثلاثة:

قربك من الله .. صبرك وجلدك .. وترميم ارادتك لتنطلق من جديد

ومن الحزن تستشعر أوفى الناس إليك وقد يكونوا حولك ولاتشعر بهم ودون أن تبوح بكلمة تجدهم يمدون لك يد الأمل لتُشرق من جديد .. حافظ عليهم وضخّم وجودهم في حياتك فاليد التي تصافحك عند السقوط خيرٌ بألف مرة من اليد التي تصافحك عند الوصول واعد ترتيب اوراق الناس في قائمتك ولاتبذل المستحيل لشخص لايبذل لك الممكن .. عِش عظيمًا بحزنك وعِش ملكًا بفشلك واعلم أن أعظم النجاحات هي تلك التي بُنيت على انقاض تجارب فاشلة وإياك والخجل من عثراتك وخطواتك فحياتك قرارك والتوفيق من الله ولك من الأمس العبرة والخبرة فعِش كبيرًا .

إضاءة:
الحياة مسير ولاطريق معبّد بالحرير فانهض وانفض التراب واكمل المسير

آخر السطر:
اما انت يافهيد اعظم الفاشلين .. عوالك ماتوا جوع وانت دارع بالحلال .. ابكيك

دويع العجمي

الآن - رأي: دويع العجمي

تعليقات

اكتب تعليقك