روحاني لن يستطع شق عصى الطاعة عن ولي الفقيه.. حسن كرم مؤكداً
زاوية الكتابكتب يونيو 29, 2013, 12:44 ص 994 مشاهدات 0
الوطن
الإيرانيات يرقصن طرباً بفوز روحاني.. ماذا إذا رحل الملالي..؟!
حسن علي كرم
في الاخبار القادمة من العاصمة الايرانية طهران ان الشباب من الجنسين خرجوا فرحا بفوز حسن روحاني في الانتخابات الرئاسية الاخيرة خلفا للرئيس المنتهية ولايته محمود أحمدي نجاد.
نجاد وروحاني فإن وصف الاول بالمتشدد والثاني بالوسطي الاصلاحي. لكن يبقى الاثنان من نفس الترويكة الدينية الحاكمة. فالاصلاحي روحاني لن يستطيع ان يشق عصى الطاعة عن ولي الفقيه الذي يمسك بزمام الامور الدينية والسياسية في ايران. البلد المتعدد الاعراق والديانات. صحيح ان الرجل واعني هنا الرئيس حسن روحاني يوصف بالمثقف ويجيد عدة لغات منها العربية لكنه يظل تحت هيمنة وسلطة ولي الفقيه فالمرشد الاعلى آية الله السيد علي خامنئي هو الذي بحكم سلطته الدستورية يصادق على تعيين رئيس الجمهورية المنتخب من الشعب ويستطيع خلعه كما خلع الامام الخميني يرحمه الله ابوالحسن بني صدر اول رئيس للجمهورية منتخباً بعد الانقلاب على حكم الشاه، فرغم تعدد السلطات والمجالس المنتخبة لكن القرار الاخير بيد السيد ولي الفقيه. بل لعل سلطة ولي الفقيه تمتد حتى على الوظائف التنفيذية مثل تعيين الوزير المسؤول عن الاعلام، ناهيك عن سلطته على قيادات الجيش والحرس الثوري. واختياره الشخصي للمناصب الوزارية السيادية مثل الدفاع والداخلية والخارجية والاستخبارات والاعلام.
من المعروف ان هناك خلافات بين الفقهاء الشيعة على وظيفة ولاية الفقيه. فمنهم من يراها محددة بالامور الشرعية الدينية. وآخرون (الخميني مثالا) يراها شاملة دينية وسياسية. وفريق ثالث لا يرى في هذا المنصب الديني الرفيع ضرورة باعتبار ان ولاية الفقيه من المناصب المستحدثة على المذهب الجعفري الاثني عشري. وفي كل الاحوال. لن تقوم للدولة المدنية التعددية قائمة في ايران طالما بقي نظام الملالي الثيوقراطي هو الذي يهيمن على مقدرات السلطة. ولعل فشل السلطة الحاكمة في ادارة شؤون الدولة وحدوث فجوة عميقة بين الشعب والنظام ولا سيما الشبابا لذين يحاولون من حين لآخر التعبير عن استيائهم من القوانين والاجراءات التعسفية والصارمة وتقييد الحريات الشخصية والمراقبة من قبل الشرطة الدينية..!!
من هنا ينبغي القول ان حسن روحاني لن يخرج من عباءة ولي الفقيه وان رغب فلن يستطيع، بل لعل ليس من مصلحته الخروج من عباءة ولي الفقيه وهوا لذي يتولى منصبه الرفيع للدورة الاولى وامامه الدورة الثانية. هذا فضلا عن كونه رجل دين ويعتقد بالدور القيادي لولي الفقيه وعليه فلن يكون الا جزء من الجوقة الحاكمة. ولنا بالرئيس الاصلاحي سيد محمد خاتمي مثالا ونظيره علي اكبر هاشمي رفسنجاني الذي يوصف بالياس الثعلب والذي تولى رئاسة الجمهورية لدورتين متتاليتين. فيما رفض ترشحه للانتخابات الاخيرة من قبل مجلس تشخيص الدستور.
من هنا يفيد القول، طالما ظلت قبضة ولي الفقيه حديدية. وظلت كل السلطات التنفيذية والتشريعية والدينية في قبضته فلا امل من تغيير في البنية الحاكمة، ولا امل بالتغيير او منح المزيد من الحريات للمواطنين، فالممنوعات في ايران اكثر من الممنوحات بدءا من منع تركيب الطبق اللاقط (الستلايت) على اسطح المنازل وانتهاء بلباس المرأة.
هناك فجوة حقيقية بين الذهنية الحاكمة وجيل الشباب من الجنسين، فالشباب يتطلعون الى العالمية والتفاعل مع الثقافة الشبابية التي تجتاح ارجاء العالم فيما ترفض سلطة الملالي الخروج عن طاعتها باعتبار ان ما تفعله يدخل ضمن التكليف الشرعي..!!
مهما وضعت اطنان من مساحيق التجميل على وجه السلطة الحاكمة. لكن تظل سلطة دينية مستبدة، من هنا يجدر القول لقد فشل الحكم الديني في طهران. مثلما فشل في السودان وافغانستان والصومال وغيرها من البلدان التي جربت الحكم الديني الشمولي ففشلت.
ان خروج الشباب والشابات الى شوارع المدن الايرانية الكبرى ولا سيما طهران. وخلع الفتيات غطاء الرأس (الحجاب) والتمايل برؤوسهن طربا لنجاح حسن روحاني هذا ليس لان روحاني ليبرالي او الرجل المعجزة الذي يحقق للشباب المعجزات ويعيد لايران الحريات المفقودة والدولة المدنية، ولن تتخيل ان روحاني سيخلع العمامة من على رأسه ويخلع الجبة ويحلق اللحية ثم يرتدي بدلة الافندية وربطة العنق الممنوعة في ايران حتى يرضى عنه الشباب، والشباب يعلمون جيدا ان روحاني لن يكون اتاتورك ايران. ولن يكون مهدي بازركان (اول رئيس للوزراء في إيران في العهد الجمهوري) ولن يكون آية الله محمود طالقاني. غير ان خروج الشباب الى الشوارع ما هو الا تنفيس من هؤلاء الشباب الذين يشكلون نحو الـ(%70) من سكان ايران البالغ نحو الـ80 مليون عن ضجرهم وجمود سلطة الملالي. وتوقهم للتغيير وللدولة المدنية والحريات المفقودة.
تعليقات