الوافدون هم سبب عيشنا في رفاهية!.. بنظر علي البغلي
زاوية الكتابكتب يونيو 28, 2013, 11:49 م 862 مشاهدات 0
القبس
جرة قلم / العلة فينا وليست في الوافدين
علي أحمد البغلي
الحملات التي تشنها الادارة العامة للمرور وادارة الامن العام في وزارة الداخلية، والتي نشرت القبس تقريرا متكاملا عنها 2013/6/26. والتي نجم عنها القاء القبض على عدد كبير من الوافدين المخالفين لقوانين المرور والاقامة، امر يجب التوقف عنده قليلاً.
فالوافد الذي تجرأ على كسر قوانين المرور، التي لا يجرؤ عليها او تعود عليها في بلده ــ لا فرق ــ راجع لسببين رئيسيين بنظري:
السبب الاول هو عدم تطبيق قوانين المرور في السنوات الاخيرة، فنحن مرتادو الشوارع والطرقات نجد مئات المخالفات يوميا امام اعيننا واعين رجال المرور او الامن والشرطة، وهم لا يحركون ساكناً! وهو ما تسبب للوافد بالاعتقاد اننا بلد يوجد فيه قانون مرور على الورق، وهو غير مطبق بالمرة، ومن الممكن تفاديه احيانا عن طريق دفع مبلغ من المال او الرشوة، والدليل مئات السيارات الفاقدة للصلاحية الفنية، والتي نراها تسرح وتمرح في شوارعنا!
اما السبب الثاني بنظري فهو ان اخانا في الانسانية الوافد، خصوصا من ينتمي الى الطبقات الفقيرة وقليلة التعليم، يرى المواطنين الكويتيين رجالا ونساء، شباباً وشيباً، وهم يكسرون قوانين المرور جهاراً نهاراً عشرات المرات في اليوم، من قيادة بالنقاب، واستخدام للهاتف وعدم ربط الحزام والقيادة الخطرة، والقيادة على كتف الطريق والوقوف بالممنوع او في اماكن المعاقين، ارادوا ــ اي الوافدون ــ الاقتداء بمواطني الدولة وتقليدهم في مسلكهم المنتهك للقانون، من دون ان يعاقبوا!
لنأت الان بشخص مثل اللواء عبدالفتاح العلي ونشبهه بنابليون زمانه، وهو لم يعمل الا واجبه ولم يطبق الا القوانين التي اهمل الكثيرون من قبله، وفي مقدمتهم وزراء الداخلية المتعاقبون، تطبيقها!!
فتطبيق القانون هو امر طالبنا به منذ عقود، ولكن الاشكالية في الفجائية والانتقائية اللتين تسلكهما وزارة الداخلية، فتطبيق القانون يجب ان تسبقه حملات توعية، وكلنا يتذكر حملات الستينات والسبعينات «القيادة فن وذوق واخلاق»، الان القيادة في زماننا اصبحت لا «فن ولا ذوق ولا اخلاق»!! وتطبيق القانون يجب ان يشمل الكويتي قبل الاجنبي لان الجميع امام القانون سواسية.
• • •
الأمر الاخر وهو اننا تفننا في الاونة الاخيرة في نقل كل بلاوينا والقيناها على عاتق الوافدين.. ويجب علينا هنا التوقف والتأمل.. في ان الوافدين هم سبب عيشنا في رفاهية ولا في الاحلام بالنسبة للامم الاخرى، فالوافد هو من يكنس شوارعنا، ويبيع في جمعياتنا، ويدرس اولادنا، ويهندس منازلنا، ويشغل بنوكنا وشركاتنا، ويؤجر عماراتنا، ويشتري بضاعتنا، ويحرر صحفنا، ويعمل جميع الاعمال، التي تسبب النفط بان نعف او نستنكف ان نعملها، فكيف نلقي باللوم عليه؟! اما الوافد المخالف الذي لا عمل له فقد اتى به كويتي ــ ذو جنسية سوداء ــ انتفخ كرشه من عرق ذلك الوافد، وكما تقول القبس ان اكبر المستفيدين من حملات الابعاد هم تجار الاقامات ممن يملكون سلطة فك رمز المادة 71، وهو رمز لشركات تجار الاقامات، وهؤلاء هم سبب اجتياحنا بمخالفي الاقامة، ولا تجرؤ الحكومة ممثلة بوزارة الشؤون على احالة اي منهم منذ سنوات الى المحاكم، مع ان القانون يجرم تقاضي اي مبالغ لقاء الكفالة او الاقامة!
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
تعليقات