أحمد الخليفي يكتب: عامان على ' إقلب الصورة ' #EQLB

 ... وما زلت أبحث عن وطن في وطني !

عامان على ' إقلب الصورة ' #EQLB

مسافرة هي الأرواح الطاهرة , تلك الأرواح المعلقة بحبال الحب الذي لا يحمل بين طياته إلا هم الآخر مهما كان وأياً كان وأينما كان لتلتقي في نقطة واحدة هي قلب العالم النابض , الإنسانية التي تخلى عنه المجتمع وإن إدعى غير ذلك , والذي تحول الصراع فيه على الفوز بعضوية ما يسمى جمعية حقوق الإنسان بإنتخاباته الاخيرة ما بين الطبقي والقبلي , هذا الأمر الذي يكشف عن حالة إنسلاخ إنساني نتيجة لطغيان المادة على العلاقات التي نشأت عليها البشرية من عدل ومساواة وتكافيء فرص بين الناس مهما كان جنسهم ولونهم ولغتهم وجنسيتهم فقد خلق الله الأرض منكبا للجميع يحق للإنسان فيها إختيار الوطن حيث يحظى بما يظن أنه المكان الذي يستطيع فيه ان يكون ما قرر أن يكون عليه كعضو نافع للمجتمع, لذلك قلبت الصور في يوم من الأيام عندما عجز الجميع أن يجعل من المنطق معتدلا وأمر واقع .

ويصادف اليوم الثلاثاء 25 يونيو الذكرى الثانية لحملة 'اقلب'‬  الصورة التي اطلقتها من أجل قضيتي قضية الإنسان الكويتي البدون على موقعي التواصل الإجتماعي تويتر والفيس بوك والتي حققت بفضل من الله نجاحا عالمياً بشكل لم اكن اتوقعه شخصيا ولكن دائما الحملات المفاجئة صنيعة الاقدار تحظى بقبول الناس وتخترق مشاعرهم لكشف حقيقة يحاول العنصريون طمسها , طمسها فقط فالحقيقة لا تموت أبدا,

حملة 'إقلب' إبنة الصدفة, وما يضحكني دائماً أنني جعلتكم تقلبون صوركم ولم أقلب صورتي ولعلي كنت الوحيد الذي لم يقلبها فهي صورة مقلوبة بواقعها وأذكرعندما سألتني ' تاتانيا من قناة ' فرانس 24 ' لماذا قلبتها ؟‬ أجبتها إن المنطق أصبح مقلوباً فقلبنا صورنا علنا نستطيع قراءته معتدلاً ', وخلال ساعات فقط انتشرت الحملة عبر أرجاء المعمورة ليصل صوتنا للعالم بتغطيات من الفضائيات المحلية منها الوطن والراي والعدالة والصباح ومباشر والعربية مثل قناة العربية والجزيرة والعالمية كفرانس 24 والجزيرة الانجليزية و بي بي سي العربية وقناة كندية عوضاً عن جميع الصحف المحلية والعربية والعالمية  والمواقع الإلكترونية على اختلافها وتطرق إليها كتاب مقالات مؤكدين الاستحقاق الوطني الذي تمثله القضية بعدالة المواطنة للبدون وبالطبع لا انسى مغردي العالم إنطلاقا من وطني الكويت وأبناء الخليج والوطن العربي وأووربا وامريكا والصين وروسيا وغيرها وكل من ساعدني خلال الحملة من أبناء القضية خاصة ليقدموا بإنسانيتهم كل ما يستطيعون لكشف الحقيقة التي شوهت لنصف قرن عن حقيقة وأبعاد القضية ,

أيها العالم بحسرة ومرارة وقهر وحزن وظلم وحرمان يؤسفني أن أخبركم أنه وبعد حولين كاملين عليها أصبح حال ( الإنسان البدون) مقلوباً اكثر فاكثر  مع تزايد فقدان المجتمع المدني لذاته وانقلاب قيمه يوما بعد يوم حتى أكاد أجزم أن لا وجود له تزداد مسافة الفقد للوطن لدينا ,

ولكي تبقى حملة إقلب الصورة الإنسانية حيةً في نفوسنا لا تموت لنذكرهم بجرمهم العنصري بحق شركاءهم في الوطن ممن اقتطعوا بموازنة مصالح وقتية محددة انعكست وستواصل إنقلابها الذي يظهر جليا من خلال حالة إنعدام الإستقرار الإجتماعي السياسي والإقتصادي.

 ويحق لي ان أفخر واعتز بحملة ' إقلب الصورة ' #eqlb لأنه سيأتي اليوم الذي أرحل فيه  وسيذكرني قومي بأنني لم ارتض الصمت وكنت صوتاً لقضيتي وفقاً لقناعاتي التي أؤمن بها وانني كنت وما زلت وسأبقى أحمل هذه المباديء متشبثاً بها حتى يقضي الله امراً كان مقضيا  ورغم كل ذلك لا تفرح أيها العنصري وأعلم بأنني ' سأبقى أبحث عن وطن في وطني '

أما انتم أيها الإنسانيون رسالتي إليكم أن اهل الحق دائماً قلة تنتصر في النهاية ,  ومني إليكم بيت شعرٍ كتبته ...

كل الأمورِ فروض العينِ نسترها ,

إلا الحقيقة فرضٌ سترهُ عاري

 

أحمد الخليفي