خالد الطراح محتار ما بين المشاركة في الانتخابات أو المقاطعة

زاوية الكتاب

كتب 1457 مشاهدات 0


الديرة في حيرة!

نظام الصوت الواحد لا يتماشى مع الكثافة السكانية وتوزيع الدوائر والنظام السياسي ككل.

إننا اليوم لسنا في أحسن الأحوال، على الرغم من صدور حكم المحكمة الدستورية الذي يفترض ان يسدل الستار على حالة عدم الاستقرار، لكن للأسف يبدو ان الحكم سياسي كما وصفه الأخ جاسم السعدون.   أصبحنا في حيرة في اتخاذ قرار المشاركة في الانتخابات او المقاطعة، خصوصا حين نقرأ السرد السياسي والمبررات في حيثيات الحكم، والتي نأمل من احد الاطراف في القضية ان يتقدم الى المحكمة بطلب استيضاح حول بعض النقاط الواردة في الحكم، فهم وحدهم الذين يملكون الحق القانوني.   بلا شك ان ادارة الفتوى والتشريع تتحمل مسؤولية سياسية وقانونية، لا يبرر بيانها الصحفي موقفها ودورها، كما لم توفق في الرد الذي غلب عليه الانفعال، بل رسخ القناعة بان الجهاز بحاجة الى انقاذ، فمن غير المعقول ان تتنصل الادارة من مسؤولياتها الاساسية، وهي ذراع الدولة في التشريع والفتاوى، وترمي مسؤولية تقدير الضرورة على الحكومة!   ان نظام الصوت الواحد لا يتماشى مع الكثافة السكانية وتوزيع الدوائر والنظام السياسي ككل، الا ان تحصين المحكمة الدستورية للصوت الواحد محل احترام واعتزاز، وكنت أتمنى ان ينهي حكم الدستورية المقاطعة للانتخابات، وتحديدا الاغلبية المعارضة.

فمشاركتهم في الانتخابات اليوم أهم من اي مرحلة اخرى، من اجل دعم ميزان المعترك السياسي وتصحيح نظام الصوت الواحد تحت قبة البرلمان.  

 ان الوضع السياسي الحالي لا يحتمل التأويل والاجتهاد. اننا بحاجة الى ان نعزز تقاسم الرأي والتخطيط، من اجل مستقبل افضل وانتشال البلد من التراجع والمحافظة على الوحدة الوطنية، وان نقف صفا واحدا امام التحديات الاقليمية والمحلية، مثلما اكد عليه صاحب السمو الامير مرارا، وهذا يعني ان نصف كمواطنين وليس «كفداوية» خلف النظام، من اجل تعزيز قاعدة المشاركة الشعبية في صنع القرار وصياغة المستقبل (بالتراضي والاتفاق والتوافق).

كما ينبغي ان تكون اجهزة السلطة التنفيذية في حالة تكامل وانسجام، ولعل اولى خطوات الاصلاح - حتى لا نعيش في دوامة قانونية ودستورية بين الحين والآخر - هي اجراء اصلاح جذري لادارة الفتوى والتشريع، حتى لا نقع في الاخطاء نفسها.  

 اليوم، نحن امام خيارين - لا ثالث لهما - اما ان تنجح القواعد الشبابية في اقناع رموز المعارضة في الاستجابة الى نداء الوطن لهم بالمشاركة في الانتخابات، واما ان تقدم الاغلبية المعارضة والمقاطعة تصوراً واضحاً للمرحلة المقبلة، وكيف تمكن المساهمة في تصحيح الوضع مع الالتزام والاحترام للقانون والدستور، من اجل «كويت الحاضر والمستقبل»، حتى لو من خارج المجلس.  

 خالد أحمد الطراح

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك