تغطية لمحاضرة الشيخ طلال الدوسري في مسجد الراشد الاربعاء الماضي

الموت يتخطانا لغيرنا وسيتخطى غيرنا إلينا .. فلنتعظ ولنعتبر
نظمت مبرة طريق الإيمان كعادتها بالتعاون مع وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية محاضرة قيمة بعنوان (غرباء)  ضمن فعاليات مشروع رياض الجنة في مسجد الراشد بالعديلية الأربعاء الماضي حاضر فيها فضيلة الشيخ / طلال الدوسري من المملكة العربية السعودية وقد أم المصلين لصلاتي المغرب والعشاء القارئ / مشعل مطر .

استهل الشيخ محاضرته بتوجيه كلامات شكر وثناء لوزارة الأوقاف والشئون الإسلامية ومبرة طريق الإيمان على جهودهم الطيبة المباركة والتي تجسدت عبر تنظيمهم لهذه السلسلة القيمة من المحاضرات والخواطر الإيمانية النافعة .

وحذر عبر محاضرته من طول الامل والانخداع بمتاع الدنيا الفانية وأكد على ضرورة أن يقي المرء نفسه وأهله من المنكرات والفتن وعليه كذلك أن يحصنهم من مزالق الشيطان ومكائد اهل الزيق والباطل والفساد قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ) .

وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من فتنة الدنيا وزخرفها ومتاعها الزائل بقوله : (إن الدنيا خضرة حلوة وإن الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون ألا فاتقوا الدنيا واتقوا النساء) .

ودعا الجميع للاستعداد ليوم السفر ولموعد الرحيل من هذه الدار إلى دار الآخرة ، هذا السفر وذلك الرحيل الذي غفل عنه أكثر الناس ولم يعدوا له العدة  فقد دعانا صلى الله عليه وسلم لتذكير أنفسنا وأهلينا بذلك اليوم حيث قال : (أكثروا من ذكر هادم اللذات .. الموت).

وأضاف بأن الموت يتخطانا كل يوم لغيرنا وسيتخطى غيرنا إلينا في يوم لا نستأخر فيه ساعة ولا نستقدم وتلا قول الله عز وجل : (كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ) .

وأكد على أن الموت مما ينبغي الاستعداد له واستشعار قربه ، فانه أقرب غائب ينتظر، وما يدري الانسان لعله لم يبق من عمره إلا اليسير، وهو مقبل على دنياه، ومعرض عن آخرته.

وذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم : (بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا) .
 ثم أنشد هذه الأبيات المعبرة الموجزة :

 تؤمل في الدنيا طويلا ولا تدري … إذا جن ليل هل تعيش إلى الفجر

 فكم من صحيح مات من غير علة … وكم من مريض عاش دهرا إلى دهر

الموت باب وكل الناس داخله …فليت شعري بعد الموت ما الدار

الدار جنة عدن إن عملت …بما يرضي الإله وان فرطت فالنار

هما مصيران ما للمرء غيرهما …فانظر لنفسك ماذا أنت تختار

وذكر الشيخ العديد من المواقف المؤثرة من سيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ومن حياة الخلفاء الراشدين والتابعين والسلف الصالح ممن عملوا لآخرتهم وأعدوا لأنفسهم العدة وتأهبوا لذلك اليوم الحق وذكر حالهم عند الاحتضار وخوفهم من الله ذو الجلال والاكرام .
وأخذ الشيخ يذكر حال أهل النعيم وحال أهل العذاب في القبر وفي يوم القيامة عندما يعرضون على الله يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .
وفي ختام محاضرته جدد الشيخ الشكر للقائمين على هذا المشروع المبارك مشروع رياض الجنة ودعا لمن ساهم في بناء هذا المسجد المبارك وسأل الله عز وجل له بالتوفيق والبركة كما دعا الله عز وجل ان يجزي خيرا من اذن فيه ومن أم الناس فيه ومن خطب فيه ومن صلى فيه ومن تعاهده بالرعاية والاهتمام .
وسأل الله ان يحيي الجميع  حياة طيبة مباركة كلها طاعة وخضوع وانابة وان يختم لنا جميعا بخاتمة السعادة وان يميتنا على الطاعة والتقوى وان يهون علينا شدائد وكرب يوم القيامة وأن يدخلنا جميعا الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا .
كما صرح الشيخ / وليد الكندري مدير مشروع رياض الجنة بأن المحاضرة سيتم نشرها بصيغتين (سمعية وأخرى مرئية) على موقع طريق الايمان  http://www.emanway.com/  فعلى الراغبين في الاستزادة زيارة الموقع .
 وأشار الى ان انشطة ومحاضرات مشروع (ملاذ القلوب) ستتوقف مؤقتا وسيتم الاعلان عن موعد استئنافها فيما بعد.
كما دعا مدير المشروع الجميع للحضور وحث الآخرين على الحضور فمجالس الذكر والعلم مجالس مباركة حث عليها ربنا عز وجل ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم سائلين المولى عز وجل أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه.