ماضي الخميس يهمس في أذن وزير الخارجية

زاوية الكتاب

كتب 537 مشاهدات 0


همسات في أذن سمو الرئيس ووزير الخارجية: أين محترفوكم الذين وعدتمونا بهم وما أخبار سماكة جلدكم؟ كنت في ما مضى من ايام علقت مستغربا على تصريح وزير خارجيتنا الشيخ محمد الصباح حين قال: «اننا تعلمنا من استجوابات الماضي، وجلودنا أصبحت سميكة»، وأود اليوم ان اسأله، وقد انتهى للتو استجواب ابن عمه وزير النفط هل كنت على حق في ما كتبته من نقد لمقولتك الشهيرة؟ وهل مازالت مؤمنا بأن جلدكم سميك؟ الله اعلم. في السياق ذاته، وفي مقال آخر علقت ايضا على مقولة سمو رئيس مجلس الوزراء حين قال: «لدينا محترفين في الاستجوابات»، وكنت اتساءل عن اولئك المحترفون وما دورهم؟ واضيف سؤالا جديدا لسمو الرئيس بعد انتهاء الاستجواب عن تقييمه لاداء المحترفين الذين اعتمد عليهم لتصل النتائج الى ما وصلت اليه، وقد كان بامكان الحكومة منذ اول يوم للأزمة، وبعد ان صدر التصريح الشهير للوزير الجراح ان تتدارك الامور وتنهي الأزمة، ولكن لا بد ان يكون صار واضحا لدى سمو الرئيس بان هناك خللا كبيرا في عمل الحكومة، واخطر ما فيه ان الوزراء وكبار المسؤولين اليوم صاروا يقومون بادوار منفردة، وكل منهم يلعب بطريقته الخاصة، وهدفه الاساسي حماية نفسه وابعادها عن الأزمات، وإلا كيف يمكن تفسير ما وصلت اليه حال الحكومة في عدم القدرة على حل معضلة صغيرة، وخلاف بسيط مع بعض اعضاء مجلس الامة ليتحول الى مسرحية دراميتيكية نتائجها قاسية ووخيمة... والخوف كل الخوف ان يكون المحترفون الذين اعتمد عليهم سمو رئيس مجلس الوزراء في استجواب الوزير الجراح هم المحترفون ذاتهم الذين يعتمد عليهم في قضايا البلد الرئيسية، ساعتها الله وحده يعلم الى اين سنصل! اعتقد ان الامور أصبحت واضحة وجلية لدى سمو الرئيس، وان هناك خللا حقيقيا تجــــب معالجته، وان هـــناك جســـــورا باتت معطلة بين الحكومة والـبرلمان لابد من ايجاد حل لاصلاحها. كانت تجربة استجواب وزير النفط تجربة قاسية، فرغم بساطة الاستجواب، وعدم وجود قضايا حقيقية او مخالفات واقعية في طرح المستجوبين إلا انهم استطاعوا وبسهولة شديدة ان يحشدوا عددا كبيرا من النواب ليقفوا ضد الوزير، والتصويت على طرح الثقة به، ليس لانهم على حق، وليس لان الوزير على باطل او اخطأ، بل لان اداء الحكومة وبعض وزرائها كان ضعيفا للغاية، وهناك وزراء كانوا غائبين عن الساحة، وكأن الاستجواب في سيرالانكا، وليس لزميل لهم في الحكومة، بل ان بعض الوزراء كانوا ينشغلون بالتسريبات السلبية وبث الشائعات اكثر من انشغالهم بالعمل من اجل مساندة زميلهم المستجوب! ان النتائج السلبية التي خلفها الاستجواب، سواء ما ظهر منها او ما سيظهر في القريب العاجل، تشير بلا شك الى ان وضع الحكومة بحاجة الى مراجعة وتقييم، ومن ثم لا حرج في تقوية بعض نقاط الضعف التي تعاني منها. قبل تشكيل الحكومة الاخيرة كان واضحا ان هناك تعمدا لاعاقة عملها وتعطيلها، ومنذ بدأ عملها وهي مصدر تهديد ووعيد من قبل بعض النواب الذين نجدهم في الوقت ذاته يكيلون المدح والثناء لرئيسها سمو الشيخ ناصر المحمد، وانه شخصية اصلاحية ونواياه حسنة وطيبة، لكنهم لا يمنحونه الفرصة في العمل من اجل الاصلاح، وكل يوم يضيقون عليه الخناق وعلى وزرائه. العملاق احمد السعدون من اكثر الذين اشادوا بسمو الشيخ ناصر المحمد، ومنهجه الاصلاحي، لكننا ابدا لم نقرأ او نر اي مساعدة يقدمها السعدون لسمو رئيس مجلس الوزراء، بالعكس وجدناه في كثير من القضايا والمواقف يهاجم الحكومة ورئيسها بعنف وشدة، مع انه كان يجب عليه ان يطلب من زملائه النواب الذين يأتمرون بأمره ويسيرون على منهجه، ان يمنحوا هذه الحكومة الوليدة التي لم تكمل ثلاثة اشهر فرصة لتثبت جديتها، والغريب العجيب في امر الرئيس السعدون انه يقول لسمو رئيس مجلس الوزراء: «ان هناك ناسا ما يبونك، وهناك اطرافا تريد ان تسقطك»، لا اعرف من يقصد الرئيس السعدون بتصريحه هذا، ولكن الواقع والمؤشرات والدلائل كلها تشير الى ان الرئيس السعدون هو اول من يسعى فعليا لاسقاط حكومة الشيخ ناصر المحمد، وعرقلة عملها، وإلا فما الحاجة لكل هذه الضجة المثارة لاستجواب وزير النفط وغيرها من الاستجوابات المتتالية التي بالتأكيد لن تؤدي إلا الى تغيير الحكومة، خصوصا وان صاحب السمو الامير اعلن مرارا وتكرارا رفضه لحل مجلس الامة. كان الله في عون سمو رئيس مجلس الوزراء الذي اصبح حائرا بين ضعف محترفيه، واختلاف وزرائه، وتربص خصومه، ومكر النواب... ودمتم سالمين. حد السيف إهداء للنائب مسلم البراك»: يقول الزعيم الهندي غاندي «عندما تكن على حق، تستطع ان تتحكم في اعصابك، اما اذا كنت تعرف انك مخطئ، فلن تجد غير الكلام الجارح لتفرض رأيك»... والله من وراء القصد. كاتب كويتي
الراي

تعليقات

اكتب تعليقك