كل ما يجري اليوم في المنطقة يمهد لانفجار كبير.. برأي سامي خليفة

زاوية الكتاب

كتب 872 مشاهدات 0


الكويتية

الانفجار الكبير.. قادم!

د. سامي ناصر خليفة

 

إذا وضعنا السنوات العشر الماضية على مسطرة التقييم لقياس اتجاه الأوضاع السياسية والأمنية في منطقتنا، نجد أنها بدأت بحرب أميركية مباشرة لتغيير النظام في العراق عام 2003، وبناء منظومة حكم جديدة سرعان ما استطاعت إيران التحالف معها لتكسب هي وتخسر أميركا، فجاءت الخطوة الأميركية الثانية بدعم مباشر للصهاينة في غزوهم للبنان عام 2006، ولكن فشلت تلك المؤامرة وخسرت أميركا وإسرائيل سمعتهما وهيبتهما لصالح حزب الله المنتصر لبنانيا وعربيا.
منذ ذلك التاريخ قررت أميركا إشعال المنطقة من خلال تحالفات جديدة، أهمها مع تيار الإخوان المسلمين والدول المقربة لكليهما كتركيا وقطر، وبذريعة عنوان جميل هو «الربيع العربي»، فشجعت أميركا الثورات الشعبية ورفعت يدها عن أنظمة سياسية في دول معينة دون أخرى لتسقط، فتأتي هي وحليفها الإسلامي الجديد في مواقع قطف الثمار والسيطرة على أنظمة جديدة تدور في الفلك الأميركي- الإخواني، بعد ذلك تبدأ حرب سوريا لتكتمل الصورة أكثر حين تشجع الإدارة الأميركية الفكر التكفيري بصورة منقطعة النظير، وتغذيه لوجستيا وتجند له الإعلام العربي المضلل، وتطلب من أنظمة المنطقة الموالية لها السكوت عنه، بل وحتى تشجيعه لتتحول المنطقة بأسرها إلى ساحة للصراع السني-الشيعي!
قد تكون سوريا اليوم هي بؤرة الصراع الإقليمي-الدولي التي تتجه إليها الأنظار، ولكن أحسب أن الأطراف الأخرى في المنطقة هي أيضا تعيش على صفيح ساخن يُنذر بالاشتعال الكبير في المنطقة بأسرها، فتركيا اليوم تعيش أزمة حقيقية تهدد بسقوط النظام فيها وانقسام شرقها، والعراق باتت أسيرة للتفجيرات اليومية والقتل على الهوية والانقسام العرقي، ومصر تنقلب على رئيسها وتحدد آخر الشهر موعدا للخلاص منه، يرافق ذلك أزمة مياه حقيقية مع دول الجوار، وليبيا مهددة بالانقسام وسيطرة المسلحين، وتونس تنقلب على ثورتها ببوادر ثورة جديدة، والحال نفسه في اليمن، ولبنان تشتعل برتم تصاعدي مخيف، أما دول الخليج فلا تقل حرجا عن سابقاتها من دول المنطقة، حيث تخرج الأوضاع السياسية والأمنية عن السيطرة شيئا فشيئا، مما ينذر بتغييرات جذرية قد تطول كل شيء تقريبا!
في الحقيقة كل هذه النزاعات الدموية وغيرها تمهد لقيام جملة من العناوين أهمها الصراع السني-الشيعي كما في سوريا والعراق والبحرين ولبنان، والصراع السني-السني كما في تركيا والأردن والمغرب العربي، والصراع العربي-الفارسي كما في شكل العلاقة بين دول الخليج وإيران!
هذا هو باختصار حال منطقتنا التي يقودها تحالف أميركي مع حفنة من الموتورين أصحاب الفكر الظلامي، لتغرق المنطقة بالدم فتظهر لنا عناوين غاية في السلبية، سنة مقابل شيعة، وعرب مقابل فرس، وحزب الله مقابل جبهة النصرة، وإخوان مقابل سلف، وأنظمة مقابل أحزاب، وسنة مقابل سنة، و.. و.. و.. إلخ!
لذلك أحسب أن كل ما يجري اليوم في المنطقة يمهد لانفجار كبير قد يجد الأخ نفسه في مواجهة أخيه، والمواطن في مواجهة ابن بلده، والمسلم مواجها أخاه المسلم، وهكذا لتنتهي النتائج بحروب في كل مكان تؤدي إلى إعادة المناطق العربية اقتصاديا وتنمويا واجتماعيا عقودا طويلة إلى الوراء!
إنها الكارثة التي لن يسلم منها أحد بعد أن أصبح وقودها رجال الدين وعرابي المصالح الضيقة والموتورين من أبناء قومنا.. ولا حياة لمن تنادي!

الكويتية

تعليقات

اكتب تعليقك