الصفران يحصل على الدكتوراه من جامعة الإسكندرية
مقالات وأخبار أرشيفيةيونيو 22, 2013, 10:14 ص 2424 مشاهدات 0
حصل عضو هيئة التدريس في قسم الديكور المسرحي، بالمعهد العالي للفنون المسرحية، الدكتور يوسف الصفران على درجة الدكتوراه من جامعة الإسكندرية، عن رسالته الموسومة بعنوان «سينوغرافيا حلم ليلة صيف: دراسة تطبيقية»، وتشكلت لجنة المناقشة، من الأستاذ بأكاديمية الفنون وعميد المعهد العالي للفنون المسرحية، أ. د. عبدالمنعم مبارك (رئيساً)، وشاركه في الحكم على الرسالة الأستاذ بكلية الآداب بجامعة الإسكندرية، الدكتورة رانيا فتح الله، فيما شارك الأستاذ بكلية الآداب بجامعة الإسكندرية، أ. د. احمد صقر (مشرفاً)، وكذلك الأستاذ بكلية الآداب بجامعة الإسكندرية، الدكتورة سعاد حامد (مشرفاً).
وأثنت اللجنة على الأطروحة، التي تتكون من 4 فصول، وأعربت عن إعجابها بإشكالية الرسالة، «لأهميتها واتسامها بالجدية». ورأت أن الدراسة اتخذت المنهج التحليلي النقدي في عرضها موضوعاتها، وجاءت أصيلة، وحفلت بعدد وافر من التطبيقات العملية.
وفي استهلال المناقشة قام الباحث الصفران بتقديم رسالته، مبيناً أهم معالم السينوغرافيا في مسرحية شكسبير حلم ليلة صيف، محللاً أنواعها وأشكالها وخصائصها، ودلالاتها وسماتها، ضمن نماذج تطبيقية غربية وعربية متنوعة، مبيناً القواعد والأصول، والأسس، والطبيعة الفنية، للوصول إلى تحديد رأي علمي يقرب أسباب الاتفاق والاختلاف بين سينوغرافيا العرض الكلاسيكي، مروراً بالاتجاهات اللاحقة وصولاً إلى مرحلة ما بعد الحداثة في حلم ليلة صيف، باحثاً في خصائص مسرح شكسبير من خلال عدة معالجات سينوغرافية منتقاة.
درس الصفران في الفصل الأول من رسالته المعنون بــ (مسرح وليم شكسبير من عصر النهضة إلي المعاصر)، طبيعة مسرحيات شكسبير وكيفية تقديمها مع ما لحق بالكتابة المسرحية من تطور، وصولاً إلى القرن العشرين، مبيناً تبلور مصطلح السينوغرافيا وما صاحب هذا من تطور.
وذكر الصفران في رسالته، إن الُمتتبع لحركة المسرح العالمي والمحلي يُدرك مدى تراجُع وندرة الدراسات التطبيقية في مجال الدراسات المسرحية السينوغرافية، معللاً ذلك بتعلُق السينوغرافيا على وجه الخصوص بالمجالات الإبداعية سواء الإخراج أو التمثيل أو حتى التأليف.
وعرض الصفران، في الفصل الثاني الذي حمل عنوان توظيف الإرشادات المسرحية في قراءة سينوغرافيا النص والعرض، عُنصر الإرشادات المسرحية وكيفية توظيفُه في استخراج المعاني والدلالات السمعية والبصرية، حيث ارتكزت هذه الجزئية علي قراءات المبدعين في القرن العشرين للإرشادات المسرحية لمسرحية حلم ليلة صيف للوصول إلي تصور مقترح للسينوغرافيا، راصدا عبر فصول المسرحية الكثير من الإرشادات، والمساحات المفتوحة التي تُتيح للسينوغراف أن يُضمنها ما يراه من وحي خياله دون قيود مسبقة من الكاتب.
وفي الفصل الثالث المعنون بالتحليل الجمالي لسينوغرافيا حلم ليلة صيف تطبيقيات، دفع الصفران بمجموعة من المعالجات السينوغرافية العالمية دون التوقف عند مكان أو زمان واحد في محاولة لقراءتها قراءات جمالية تحليلية للوصول إلي تصور مقترح مؤسَسَ علي تجارب السينوغرافيين السابقين، حيث أكد الباحث أن القيم الجمالية المتعددة للنص مع الخيال والثراء اللذين يميزان سينوغرافيا المسرحية كان من بين الأسباب التي عددت التجارب وجعلتها متباينة ومختلفة.
وختم الصفران، دراسته بالفصل الرابع الذي حمل عنوان تصور مقترح لسينوغرافيا حلم ليلة صيف وفيه يقترح الباحث سينوغرافيا تُصور التلاحق المتطور في مرحلة ما بعد الحداثة موظفا الإمكانات التقنية التي تحقق للسينوغراف الرؤية الكاملة لفضاء العرض تجعل منه كيانا فاعلا وليس مجرد مساحة صامتة وفارغة ولا مجرد إطار زخرفي تقف أمامه الشخصيات.
وكشف الصفران أن هدفه كان من وراء تتبع تلك الحدود سالفة الذكر هو التعرف على أهم القضايا والموضوعات التي يقدمها السينوغراف من خلال تعدد وتنوع المعالجات السينوغرافية وما ينتج عنها، والتعرف على قدرة السينوغراف فى مواكبة ما طرأ على المعالجة الإبداعية العالمية من جديد وربطها بالإبداع المحلى، والتعرف على أكثر مجالات المسرح تأثراً بالتغيرات العالمية قاصداً بها ما يرتبط بالصورة البصرية وما يترتب عليها عند المخرج أو السينوغراف، للوقوف على طبيعتها وخصائصها، للتعرف على دور السينوغراف الذي أصبح اليوم ينافس المخرج حتى أصبح لدينا السينوغراف المخرج والمخرج السينوغراف.
وختم الصفران مبيناً أن أهمية دراسته تتبلور في ارتباط الموضوع بالقضايا المسرحية الإبداعية الراهنة مما يعطيها قًدراً من الجدة والحداثة، مشيراً إلى أنه توصل لعدد من النتائج أهمها أن شكسبير دعا متلقوه لأن يستعينوا ببعض الخيال على رؤية مالا يمكنهم رؤيته بالعين المجردة فيما يتعلق بالوصف والإرشاد في مسرحياته. وقال إنه توصل كذلك إلى أن رواد الإخراج في القرن العشرين سعوا إلى الاستعاضة عن فكرة مضاهاة الواقع في المسرح بفكرة تحقيق حالة شعرية على خشبة المسرح من خلال بناء صورة تركيبيه للعرض المسرحي تنهض على إعلاء الجوانب المرئية في العرض المسرحي، كما نجحت السينوغرافيا المعاصرة عند مبدعي المسرح منهم 'سفوبودا' في حل تعدد المشاهد في المسرحيات الشكسبيرية وذلك عن طريق القضاء على مشكلة طول الزمن عن طريق استغلاله لكل ميكنة المسرح في تحقيق مرونة الحركة وبسرعة التغيير في المشهد، كما كمنت الإرشادات المسرحية الدلالات السمعية والبصرية والمقروءة وهو ما جعلها تنطوي على نظم دلالية تًجلو الصورة المرئية للعرض المسرحي وإتاحة الفرصة للسينوغراف في مساحة من الحرية لتحقيق قدراً كبيراً من الإبداع، حيث يتميز النص الشكسبيري بالمرونة التي تسمح بإيجاد رؤى تشكيلية وافتراضية ذات تفاوت في التصور وكأن النص قد كتب لهذا المجتمع.
وفي نهاية مناقشة الرسالة، قررت بإجماع الآراء اللجنة الحكم، منح الباحث درجة الدكتوراه في القانون العام بتقدير امتياز.
هذا وقد حضر المناقشة العديد من أساتذة الدراما والنقد والديكور ومجموعة من طلبة الآداب بجامعة الإسكندرية وأصدقاء الباحث، وفي مقدمهم رئيس قسم الديكور بالمعهد العالي للفنون المسرحية د. خليفة الهاجري.
تعليقات