خليفة الخرافي ناصحاً 'الحكومة' و'المعارضة': تغيير الخطط واجب!

زاوية الكتاب

كتب 1067 مشاهدات 0


القبس

يا علي صوت بالصوت الرفيع لنفتح صفحة جديدة ونطوي القديمة

خليفة مساعد الخرافي

 

تمادت السلطة التنفيذية (الحكومة) كثيراً، حين أمرت بضرب نواب المعارضة في ديوان النائب السابق جمعان الحربش، وتم سحل د.عبيد الوسمي في منظر لم يتوقع أحد من أهل الكويت ان يشاهد هذا المنظر الذي يدل على القسوة في التعامل، ولم يعلم القيادي الأمني، الذي سحل د.عبيد الوسمي في تلك الليلة، انه سيرجع بعد اسابيع نائبا يستجوب وزيره، بل وسيشتم امام شاشة التلفزيون وبثقة كبيرة وبأقذع الالفاظ احد كبار الاسرة الحاكمة متحديا إياه انه سيدوس عليه بالجزمة.
نحن لا نقبل بشتم رجال الاسرة الحاكمة ونسائها، كما نرفض أوامر بسحل اهل الكويت، فاليوم يسحل د. عبيد الوسمي، وغداً سيسحل غيره، هناك قوانين تحمي المواطن وتحمي رجل الامن، هناك اجراءات للتعامل مع المخطئ بالقبض عليه وتحويله للجهة الامنية المعنية بالتحقيق معه وتحويله بعدها للقضاء العادل مع حفظ حقوقه الانسانية.
تلاه شد وجذب، حيث خرجت مسيرات واعتصامات شارك فيها بالعلن وبالخفية بعض أبناء الاسرة الحاكمة تطالب برحيل رئيس الوزراء سمو الشيخ ناصر المحمد وتطالب بحل مجلس الامة 2009 لوجود عدد من النواب اطلق عليهم «القبيضة»، وتم اقتحام قاعة عبدالله السالم بأسلوب فوضوي وهمجي لا يليق بشباب وسياسيي الكويت، حتى وان كان بسبب إحباطهم من تفشي الفساد وتوقف التنمية إنما لا يحل الغلط بالغلط، ولا يقتلع الفساد بالفوضى، وإلا اصبحت الكويت «حارة كل من ايدوو إلوو»، وبعد تلك الأحداث رضخت السلطة التنفيذية (الحكومة) فتم حل مجلس 2009 وإقالة رئيس مجلس الوزراء، بعدها أجريت انتخابات لمجلس 2012 المبطل الاول، وبتاريخ 2012/10/23 بدأت قصة مرسوم الصوت الواحد بعد حكم المحكمه الدستورية الصادر بإبطال مجلس 2012 بعد أربعة أشهر من جلسته الافتتاحية، والذي كانت الاغلبية المعارضة هي الاغلبية النيابية فيه، حيث كان عددهم 35 نائبا معارضا وهي اول مرة تحصل في تاريخ الديموقراطية الكويتية، ولقصور نظامنا الديموقراطي وجدت السلطة التنفيذية (الحكومة) صعوبة كبيرة في التعامل مع هذا المجلس، فنزل عليها حكم المحكمة الدستورية بإبطال مجلس 2012 من السماء، وأراحها من هم وغم وخوف ووجل سبب لها صداعا مزعجا، إضافة لجعل كوابيس مرعبة، تظهر في احلام رموز الحكومة لا تمكنها من النوم، فتنفست الصعداء. وتزامن مع حكم إبطال مجلس 2012 إرجاع مجلس 2009 المنحل لفترة زمنية قصيرة جداً، والذي بسبب عدم اكتمال النصاب تم حله.
حين تم حل مجلس 2009 للمرة الثانية سرت إشاعة بأن مرسوم ضرورة بصوت واحد قادم، وتمت وفود وزيارات مرتبة للقيادة للمطالبة ودعم الصوت الواحد، توجست المعارضة بخطر لأن غالبية اعضائها يرون ان نظام الاصوات الاربعة أفضل لإيصالهم الى قاعة عبدالله السالم، بينما الصوت الواحد سيقصيهم بتقليل فرص النجاح لهم في الانتخابات، معتقدين انه ليس من سلطة الامير التعديل في قانون الانتخاب، وانه لايعتبر من الضرورة، فرد عليهم بعض الفقهاء الدستوريين ان هناك سابقة حدثت في عام 1981 في مرسوم الضرورة لخمس وعشرين دائرة، (ونتساءل مستغربين: لماذا لم يتم شحن الشباب ولم يتم القيام بمسيرات واعتصامات في حينها؟)، وأقرتها المحكمة الدستورية قبل واحد وعشرين سنة في حكمها بتاريخ 1982/6/28 إضافة إلى مطالبات بعض رموز المعارضة من سمو الامير في فترة سابقة بإصدار مرسوم ضرورة بدائرة واحدة نشرت في حينها في الصحف، وكانت محرجة لمن ناقض نفسه وطالب بعدها بعدم دستورية ذلك في موقف لا يلائم توجهاتهم.
فحصلت في حينها ردود الفعل الشعبية المعارضة لمرسوم الضرورة، وتحركت رافضة التوجه في تطبيق مرسوم الضرورة لصوت واحد، فتعقد الوضع أكثر وتلى ذلك وقبله مناوشات واحتكاكات بين الشرطة ومتظاهرين يمثلون المعارضة لخروجهم باعتصامات وتظاهرات ومسيرات غير مرخصة، وتم إلقاء خطابات نارية في ساحة الإرادة، وتعدت الخطابات المألوف وأطلق عليها خطابات «بلا سقف»، وتعدوا انتقاد رئيس الوزراء بل دخلوا في المحظور الممنوع الذي يجرمه الدستور الذي أسسه الآباء وهو المساس بالذات الأميرية، لا بل رفضوا طلب مستشاري سمو الامير برغبة سمو الامير في تأجيل احدى ندواتهم لمدة يومين حتى يختتم مؤتمر قادة الدول الآسيوية أعماله مما اثار غضب الحكومة واستياءها من التمادي، تلاها خروج مسيرات ليلية في بعض المناطق السكنية لشباب، شارك فيها طلبة مدارس مراهقون وأطفال قاموا بالتطاول بشتم رجال الامن والتعدي عليهم برميهم بالحجارة وبضربهم بنباطات وتوجيه صواريخ ألعاب نارية خطرة جداً لأجساد رجال الأمن، وقامت السلطة التنفيذية (الحكومة) بمواجهة هذه التحركات بضبط النفس مع تواجد أمني كثيف.
وتلى ذلك تحويل السلطه التنفيذية من خلال أمن الدولة لمغردين ومغردات إلى النيابة بتهمة التطاول على ذات الامير، وكذلك بعض الإعلاميين وتم سجن بعض منهم.
بعدها بفترة خف زخم المعارضة، فبينما كانت قادرة في بداية الحراك على حشد عشرات الألوف، أصبح من يحضر ندواتها عشرات الافراد، نصفهم مباحث للأجهزة الامنية والعسكرية المتنوعة، والبقية من العاملين بسكرتاريتهم ومحرري الصحافة، لهذا تحتاج المعارضة إلى ان تعيد حساباتها وتطور ممارساتها وسلوكياتها، فهي منذ عشرين سنة على المنوال نفسه شاطرة في الانتقاد، إنما ليس لديها أي مبادرات ولا برامج، بل هي تعتمد على ردود الافعال، وعلى تخليص المعاملات (الواسطات) لمناصريها يوقع عليها بـ‍‍‍‍»لا مانع» وزراء شيوخ وغير شيوخ وقيادات الوزارات.
بعد إقرار مرسوم الصوت الواحد جرت انتخابات مجلس الصوت الواحد الذي قاطعته مجاميع كبيرة من شرائح المجتمع الكويتي، وكانت نسبة المشاركة %40 بينما المجلس السابق والذي حصلت عليه المعارضة بأغلبية 35 نائبا كانت نسبة المشاركة %63.
بسبب المقاطعة تهيب فاعلون في العمل السياسي من النزول، فكانت فرصة للبعض للوصول الى مقاعد قاعة عبدالله السالم وكانت هناك مجموعة طيبة من نواب الصوت الواحد اجتهدت وأنجزت، وتمكن من الوصول 17 مرشحا من الطائفة الشيعية الكريمة، والذي انا شخصيا احترم العقلاء والعاقلات منهم احتراما كبيرا، وكذلك كثير من اهل الكويت، حيث الغالبية العظمى منهم تعالوا على الطرح الطائفي ولم يدخلوا في مهاترات وعملوا بصمت وإخلاص.
بتاريخ 2013/6/16 حكمت المحكمة الدستورية بإبطال مجلس الصوت الواحد وتحصين مرسوم الضرورة لصوت واحد.
وهنا قررت كتلة ائتلاف المعارضة في بيان لها مقاطعة الانتخابات المقبلة التي ستجري في منتصف شهر رمضان المقبل، وإن كنا نتمنى أن حكم المحكمة الدستورية الأخير ينهي الجدل الدائر منذ فترة حول دستورية المرسوم، وأن ينهي حالة الاحتقان السياسي التي تعيشها البلاد، المعارضة ضايعة أحياناً تطالب بالتمسك بالدستور «الا الدستور»، وأحياناً نجد أغلبية المعارضة تضرب الدستور بعرض الحائط.

***
الجميع تمادى.. حكومة ومعارضة
الحكومة بتعسفها غير المبرر والمعارضة بعنادها ومكابرتها والتي مازالت تعاند وتكابر برفضها حكم المحكمة الدستورية وقرارها بمقاطعة الانتخابات المقبلة وهو أمر لا ننصحها فيه.
من الواجب على المعارضة ان تغير تكتيكها واستراتيجيتها وخططها، هذا اذا كان للمعارضة خطط واستراتيحية.
كما يجب على الحكومة ان تغير تكتيكها واستراتيجيتها وخططها، هذا اذا كان للحكومة خطط واستراتيجية.
يجب على المعارضة ان تشارك بالانتخابات من خلال برنامج انتخابي إصلاحي واضح ومتوازن بتنمية ورقابة وتشريع.
وعلى السلطة التنفيذية (الحكومة) ألا تكرر اخطاء سابقة في كيفية تشكيل الحكومة، وألا يكون لها رأي ورأي مخالف في الوقت نفسه، وللقضية نفسها كما حصل في الداو كيميكال، وكبدنا خسائر مادية كبيرة جدا، وأدى الى عدم ثقة الشباب بالسلطة التنفيذية، ولا يلام الشباب على عدم رضاه واستيائه وتعصبه بسبب الفوضى والفساد اللذين عششا في إدارات الدولة، وسمعنا بتهريب الزيت والتحويلات والايداعات الغامضة وكبت أمي وبعارين أبوي وشراء بخور لضيوف الدولة من نائب بمليون دينار، ننتظر بفارغ الصبر أن تبدأ الهيئة العامة لمكافحة الفساد، التي نحترم اعضاءها، عملها لكشف القيادي الفاسد والنائب الفاسد والقاضي الفاسد.

***
مطلوب من الحكومة اختيار نائب أول لرئيس الوزراء من رجالات الكويت، ممن يتحلى بالكفاءة والنزاهة، ويكون قادرا على تطبيق القانون وتنفيذ مشاريع خطة التنمية، ولا يهاب من اصدار قرارات مصيرية أوصى بها الخبراء لانقاذ اقتصاد الكويت ومستقبل أطفالها، وهي توصيات ودراسات غير شعبوية، فويل للكويتي الذي يعتمد على راتبه فقط، وتبلغ نسبتهم %90 من الشعب الكويتي اذا اهتز اقتصاد الكويت فيضيع هو ويضيع معه مستقبل اطفاله.

***
المَخرج الأفضل هو بدء صفحة جديدة بين السلطة التنفيذية (حكومة) وشعب بعفو عام عمن تصرف في مرحلة سابقة بغضب وطيش ورعونة وتهور وأساء للقيادة ووقع تحت رحمة القانون، ولنطو صفحة مزعجة.

***
أتمنى منا جميعا، شعبا وحكومة ومعارضة، ان نفتح صفحة جديدة ونقبل بحكم المحكمة الدستورية، ولا يفيد العناد والمكابرة والسباحة عكس التيار، خصوصا ان نسبة من قاطع أكثر من نسبة من شارك، ففرصة المعارضة بالنجاح في الانتخابات كبيرة، فلتشارك وتحاول تقديم مشروع قانون جديد للدوائر الانتخابية وعدد الاصوات، لقد سئمنا الشد والجذب والتأزيم والصراع ونحن في ظل أوضاع إقليمية ساخنة جدا نحتاج إلى تكاتف جميع شرائح المجتمع الكويتي.
لدينا وطن جميل، وشعب طيب، وقيادة طيبة، لننهض جميعا بعمل برنامج إصلاح وتطوير الكويت، ولنطبق قوانين معطلة، ولننفذ دراسات ومشاريع وخطة تنمية مهملة، فلو تعاون الجميع لتم إنجاز هذه الدراسات والمشاريع والخطط المهملة خلال خمس سنوات، فالأموال جاهزة ومرصودة، والكوادر البشرية من شباب الكويت وشاباتها متحمسة للعطاء، لهذا نحتاج لقيادي يقود الحكومة، مؤهل لحمل شعلة الإصلاح وقادر على تطبيقه بالمتابعة ومكافأة المُجد ومعاقبة المُهمل المُقصر.

***
لخطأ غير مقصود، تداخلت الابيات في قصيدة الشاعرة موضي لعبيدي وهي ترثي ابنها محمد الذي قتل في معركة الصريف تلبية لنداء حاكم الكويت الشيخ مبارك الصباح:
قلت آه من علم لفا به اقرينيس
يا ليت منه ميتا ما درى به
علم لفا به مرس القلب تمريس
والنار عجت في الضمير التهابه
واليوم له عن جفن عيني مراريس
والحنظل المذيوق زاده شرابه
على الله اللي كفى على ضمر العيس
واليوم ما ادري اي خب لفا به
نصيت بيته قلت يا اقرينيس
وين الحبيب وقال ما علمنا به
اخفى مع البيرق الحرب السناعيس
وان تسأليه والي المحدير جابه
رديت من كثر ابكا والهواجيس
دمعي كما وبل نشا من سحابه
يالله يا فكاك حب المحابيس
انك تفك محمدا من صوابه
ابجاه محمد ويعقوب وادريس
عسى طلبتي عند ربي مجابه
واعداد ما هبت هبوب النسانيس
على النبي صليت هو والصحابة
وقصيدتها الأخرى وهي ترثي ابنها عبدالعزيز لغرقه في الغوص، حين أتاها نبأ وفاة ابنها عبدالعزيز في رحلة الغوص المشؤومة، فانشدت القصيدة متحسرة متألمة على ابنها:
يابوسعد عزي لمن ضاعت أرياه
قلبه حزين ودمع عينه يهلي
يسهر طوال الليل والنوم ما جاه
في مرقده كنه بناره يملي
علا وليفس عذب الحال فرقاه
الطيب اللي للرفاقه يهلي
مدري درادير أزرق الموج وداه
ولا كلاه الحوت... واكبر غلي
ياليتني غرقت بالهير وياه
موج البحر فوقي وفوقه يزلي
الله يسود وجه يوسف وجزواه(1)
ما ذكر دمعي وسط حوشه يهلي(2)
جتني هدومه بعد عينه! مطواه
لا وفق الله محمل جابهن لي
ليته ورا سيلان والهند مرباه(3)
أرجي يجيبه لي شراع ٍ معلي
البندق إللي عندنا له مخباه(4)
نقالها عقبه لعله يولي(5)
وصلاة ربي عد ما حل طرياه
وأعداد ما سار القلم بالسجلي

***
ــــ نشكر الشيخة الفاضلة مي الصباح على إرسالها لي «إميل» يصحح معلومة ان قرابة الشيخ يوسف الابراهيم لمحمد وجراح، ان زوجتيهما ابنتا الفاضلة شيخة الإبراهيم، شقيقة المرحومة الفاضلة والدة الشيخ يوسف الإبراهيم.
ــــ اتصل الأخ الفاضل حامد البسام ووضح أن عدد منْ أنقذتهم موضي البسام وأمنتهم في بلدة عنيزة 45 كويتيا. («إن جاك ولد سمه موضي» أصبحت مثلاً يطلق على المرأة الطيبة تيمنا باسم موضي البسام لكرمها وطيبها وشجاعتها ومروءتها وشهامتها).

***
نحيي من بادر وأعد وثيقة «الإصلاح الشامل وتعزيز التوافق الاجتماعي» مبادئها نبيلة وسامية وأهدافها جميلة ووسائلها سهلة التطبيق.
غالبية من وقع على المبادرة اشتهروا بحسن السمعة والوطنية.
***
(تقصد النوخذة بوسعد لأنه شجع ابنه على الغوص معه)
(تقصد يوم ناشدته لا يأخذ ولدها معه)
(تقول ليته عايش لو بسيلان ولا الهند حتى لو بعيد عنها المهم تدري انه عايش)
(كان قبل لايموت خاطب وتقصد بالبندق البنت المخطوبة له)
(تدعي عاللي بيتزوج البنت إللي خاطبها فرددها عبدالعزيز)

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك