أنور الرشيد يكتب عن أسباب مقاطعته للإنتخابات

زاوية الكتاب

كتب 695 مشاهدات 0

أنور الرشيد

لن أشارك للأسباب التالية بعد صدور حكم المحكمة الدستورية الذي صدم الكثيرين و اعتبره الخبير الاقتصادي جاسم السعدون و أخريين و أنا منهم بأنه حكم سياسي بامتياز.

ورغم ذلك هرول البعض للإعلان عن مشاركته بالانتخابات القادمة من التيارات السياسية وشخصيات و هناك من أعلن مقاطعته لها ، فالساحة تحتمل الجميع بلاشك و لكن هل المشاركة ستحد من استمراء السلطة للسلطة ؟ وهل يستطيع المشاركين فرض رؤيتهم الإصلاحية ؟ وهل يستطيع المشاركين تقديم ما عجز عنه الذين قبلهم طول العقود الخمسة الماضية؟ صحيح يجب علينا الامتثال لحكم المحكمة الدستورية و نسلم بالأمر الواقع و لكن من حقنا عدم ممارسة حقنا و أن نمتنع عن المشاركة بمسرحية كممثلين نُضحك علينا العالم عندما يُشاهدنا نُكرر أخطائنا مرة تلو المرة بشكل مؤسف وخالي من الحنكة السياسية ويعطيه انطباع بأن هؤلاء بالفعل لا يستحقون الديمقراطية التي لا يستفيدون من تجاربها على مدى خمسة عقود وهي فترة كافية لكي تصل بها القناعة بعدم جدوى تكرار التجارب و إخفاقاتها والأخطاء و إرهاصاتها، لذلك و بما أن من سيشارك لن يستطيع لأن يقدم شيء لا بل سيشارك بتزوير تاريخ بحسن نية و بدون قصد ، فطرح المشاركة في ظل إدارة أثبتت للمرة الألف بأنها إدارة لا تؤمن بدولة القانون و لا الدستور و اصبحت الكلمات التي تُردد على مسامعنا ليل نهار كلمات سمجة كالفتنة الطائفية و الأجواء الملتهبة المحيطة بنا و عاداتنا و تقاليدنا التي جبل عليها الإباء و الأجداد كلها كلمات تتكرر كلما أرتفع التوتر السياسي ولم تعد قادرة أمام إصرار الشباب اليوم بتغير واقعه الذي لم يرى منه سوى الفساد و الإفساد و تجير السلطات كلها لصالح المقربين و تطبيق القانون على مناوئيهم.

لذلك من الصعب على من يحمل هذا الفكر أن يستطيع تغير الواقع الذي ينادي به البعض للمشاركة بالانتخابات القادمة تحت نظرية الإصلاح من الداخل وهذا الرأي يحمل من السذاجة السياسية المفصولة عن تاريخها وعن واقعها و يحلم ذلك الرأي بأن بمقدوره خوض تجربة التغير من الداخل و ينجح غير مدرك بأنهم استطاعوا جره لهذا المستنقع الذي يحوس به أهل الكويت منذ قرن و ليس من حكم المحكمة الدستورية ، لذا المشاركة الفردية تصويتا و انتخابا حق لمن يريد ذلك مع تحفظي عليه لأنه سيشارك بدور رسمه له الأخريين لكي يلعبه دون أن يكون له رأي به ، أما التيارات السياسية فعليها المسؤولية الحقيقية بمواجهة ذلك العبث المستمر بمستقبلنا كشعب مر بتجارب كثيرة أوصلته لقناعة بأن الاستمرار بهذه المنهجية ما هي إلا مزيد من الدمار الممنهج لمقدرات الدولة و مستقبل شعبها.

و من هنا يجب أن تكون المقاطعة مصحوبة بأجندة إصلاحية متكاملة و هذا ما يتم الأعداد له و هذا ما سيطرح في القادم من الأيام كمشروع متكامل ينقلنا نقلة نوعية حقيقية لا نقلات مزيفة لم نحصد منها إلا المزيد من التجارب البائسة والفاشلة و المكررة لذلك سأقاطع الانتخابات.

أنور الرشيد

الآن - أنور الرشيد

تعليقات

اكتب تعليقك