ناصر المطيري يكتب عن الفتنة المقدسة!!
زاوية الكتابكتب يونيو 19, 2013, 12:52 ص 768 مشاهدات 0
النهار
خارج التغطية / الفتنة المقدسة!
ناصر المطيري
(الفتنة المقدسة، عقلية التخاصم في الدولة العربية الاسلامية) عنوان كتاب قبل أيام لمؤلفه المفكر الكاتب ابراهيم محمود، ولقد وجدت في سطور هذا الكتاب العميق تفسيرا تاريخيا وفلسفيا لكثير من أحداث هذا العصر وما يموج به من فتن فكرية وطائفية وصراعات مذهبية تسببت فيها «عقلية التخاصم» التي طبعت الذهنية العربية الاسلامية.
ويتقصى الكاتب عقلية التخاصم في الدولة العربية الاسلامية عبر استعراضه لمفهوم الفتنة والتخاصم بين الفرق والمذاهب الاسلامية بأبعادها الثقافية وكذلك اعتبار الاسلام حقيقة العروبة الأولى، وتوصل الى حقيقة مفادها أن العنف المعاصر يستمد طاقته من العنف القديم..
ويرى المفكر ابراهيم محمود أن من المسائل التي تشغل وتغذي عقلية التخاصم في الساحة الثقافية العربية اتساع ساحة المواجهات والصدامات الفكرية.
وأن عقلية التخاصم هي سلطوية وتسلطية، فهي تسعى الى السلطة والاحتفاظ بها، وفي سبيل ذلك هي تسعى الى ممارسة كل مامن شأنه ابقاؤها أكثر في رحاب السلطة وهذا لايتم الا بالمزيد من العنف والقمع..
ويبدو أن هذا السلوك المعاش تاريخيا، يشكل ذاكرة مصاحبة لكل جماعة، انه سلوك يستقر في العقل الجمعي بين الحكام والمحكومين عبر التاريخ، فالصورة القمعية للحكام موجودة وراسخة في الذهنية العربية يقابلها في الوقت ذاته مايستدره المحكومون من صفات الرحمة والعدل والعطف والأمان التي ينتظرون الحاكم أن يفيض بها عليهم..
ويمضي: شواهد التاريخ تؤكد هذه العقلية الكامنة في النفس العربية، فالخليفة العباسي أبو العباس السفاح يوصف بأنه أسخى الناس، وينعت بالحلم أيضا، وفي الوقت نفسه كان يوصف بأنه سريع في سفك الدماء ومنه أخذ لقبه «السفاح» والخليفة المأمون يصفونه بالحكمة والحلم والعدل وحبه للعلم ولكنه في ذات الوقت لم يمنع نفسه من تعذيب الامام مالك الفقيه المعروف، وأبي حنيفة، وتقطيع أوصال ابن المقفع..
ويقول مؤلف الكتاب: هاهو المعتمد بن عباد صاحب اشبيلية الأندلسي يقدم نفسه لنا بوصفه شاعرا مرهف الاحساس ولكنه في الوقت نفسه لم يجد مانعا في أن يقيم في قصره حديقة لزرع الرؤوس المقطوعة!..
فهل بصمة الماضي لاتزال موجودة على صفحة حاضرنا العربي والاسلامي؟!
تعليقات