التنمية والتطوير لا يحتملان مجاملة.. خالد الطراح مؤكداً

زاوية الكتاب

كتب 669 مشاهدات 0


القبس

من الذاكرة  /  وداع وزير

خالد أحمد الطراح

 

من يقصر فسيقام له حفل وداع وانهاء خدمات، وهو ما يضمن الجدية في النجاح من دون مجاملة، لأن التنمية والتطوير لا يحتملان مجاملة.

حفل الوداع، مصطلح ملطف استخدمه الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الوزراء وحاكم دبي اثناء الاحتفالية، التي اقيمت أخيرا لمشروع الحكومة الالكترونية وتدشين مرحلة البدء بتنفيذ مشروع الحكومة الذكية. وركز الشيخ محمد على أهمية التفاعل الايجابي من قبل كل المسؤولين والأجهزة في انجاح المشروع. والوداع هنا يعود الى ان اي تقصير من أي كائن مَن كان سيقام له حفل وداع وإنهاء خدماته. فالحفل مقصود منه ان يقال لهؤلاء المقصرين وداعا فلا مكان لكم بيننا! هذا التوجه يفصح عن الجدية في ضمان النجاح من دون مجاملة. فالتنمية والتطوير لا يحتملان المجاملة وغض الطرف عن التقصير والمماطلة.

عرضت هذا المثال اثناء الندوة، التي استضافتها جمعية الصحافيين يوم الثلاثاء الماضي بعنوان «التنمية والإعلام»، حيث شاركت فيها مع كل من النائب نواف الفزيع والدكتور عادل الوقيان الامين العام للمجلس الأعلى للتخطيط والتنمية والأمين المساعد حمد مناور. كان الحوار بمنزلة مفاجأة مأساوية! فقد تحدث الوقيان بانفتاح وصراحة على غير عادته عن الاوضاع المأساوية، التي تعانيها الأمانة العامة للتخطيط والتنمية، حيث ان حوالي 500 موظف فيها، إما محالون للتحقيق واما وصلتهم كتب لفت نظر، وهذا العدد من اجمالي العاملين 600 موظف! وحيث ان الشيء بالشيء يذكر فهل يعقل ان كل هؤلاء «اي هذا العدد من الموظفين» مهملون؟

لقد كشفت الندوة ان موظفي الأمانة العامة يتعرضون لتعسف غير مسبوق من قبل الأخت الوزيرة، يتمثل في سلسلة قرارات فجائية لا تستند الى لوائح تنظيمية في بعض الحالات. كما ان الوزيرة سحبت صلاحيات الأمين العام والأمين المساعد، وحصرت كل التفويضات لنفسها الى درجة مبالغ فيها من التفصيلات الصغيرة، لم يسبقها إليها أحد! وتحدث أيضا الأخ حمد مناور عما تعرض له شخصيا من محاولات الوزيرة باحالته الى التقاعد بأي شكل من الأشكال! متناسية خبرته في التخطيط!

سمو الشيخ جابر المبارك، قال في افتتاح المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية: ان «تجربتنا في التخطيط لم ترق إلى ما نطمح إليه»، السؤال: ترى هل يمكن ان نتفاءل بتصحيح مسار التنمية والتخطيط وتحقيق الرؤية السامية لحضرة صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه في «بناء كويت الحاضر والمستقبل» في ظل أجواء كهذه في المطبخ الفني، الذي يعتبر المسؤول الاول عن التخطيط؟! من الواضح اننا نواجه معضلة إدارية، وواضح ايضا ان الوزيرة ربما تميل الى الانفراد بالسلطة، وأكاد اجزم بأنها لا تعلم ان السلطة المطلقة مفسدة مطلقة! ويتضح ان الوزيرة تعمل بانفراد وتفرد بالقرار والسلطة، وانها عازمة على تغييب الخطة، التي قدمها الاخ الشيخ أحمد الفهد، والتي شارك فيها استشاريون وخبراء مختصون بناء على دراسات لطوني بلير رئيس الوزراء البريطاني السابق ومؤسسة ماكينزي وجامعة هارفارد. فبدلا من البناء عليها يبدو ان الوزيرة قادمة على نسفها حتى نعود إلى نقطة الصفر! ولا يسعنا والحال على ما هي عليه أمامنا إلا ان نتمنى ان يُعجل سمو الشيخ جابر المبارك برعاية حفل وداع الوزير، تردد أن أحد القياديين أعاد المكافأة التي منحتها الوزيرة احتجاجاً على عدم صرف مكافآت لموظفي جهازه! كل الشكر والتقدير له وأمثاله.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك