غول الطائفية هدفه القضاء على الأمة الإسلامية.. بنظر خديجة المحميد

زاوية الكتاب

كتب 538 مشاهدات 0


الأنباء

مبدئيات  /  إنها كارثة وخطر عظيم

د. خديجة المحميد

 

في عصرنا وديارنا ظهر حفيد وحش قديم لطالما فتك بالمجتمعات البشرية سابقا فأبادها إبادة كاملة، إنه غول الطائفية المتعاظم والمتطور بأساليب وآليات الشرور والإبادة العصرية بما يفوق أسلافه في العصور الغابرة، وقد عكف على التخطيط الاستراتيجي لخططه الجهنمية في القضاء على الأمة الإسلامية مراكز أطماع السيادة العالمية من بني صهيون وقوى الاستكبار الدولي.

سطرت صحيفة «يديعوت احرونوت» الصهيونية على إحدى صفحاتها «ان العالم العربي، من سورية إلى مصر والعراق وليبيا وتونس والبحرين والصومال، والسودان وتشاد، وحتى على الساحة الفلسطينية، يحترق منذ سنتين ويفني نفسه دون تدخل خارجي» وحثت الصحيفة سلطات الكيان الصهيوني على عدم التدخل المعلن في الأحداث التي تشهدها بعض الدول العربية، قائلة إن «على إسرائيل ترك العرب ينتحرون بهدوء، وعدم إقحام نفسها في قدر الشرق الأوسط الذي يغلي». نعم لقد جيشت الأطماع السياسية شبابنا في العالم العربي والإسلامي من جميع الأعمار والمذاهب والطوائف ليقتتلوا ويفني بعضهم بعضا من أجل سيادة أعداء الله والإنسانية في واقع الحال وحقيقته، ولكن بستار الغول الطائفي والمذهبي الذي أصبح غاية في البشاعة والوحشية المتفوقة على شرور جاهلية ما قبل الإسلام

هذه الطائفية السياسية قتلت غير المحاربين من الرجال العزل والنساء، وتفاخرت بنحر الأطفال الأبرياء ومثلت بجثث القتلى على خلاف تعاليم القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وجميع الشرائع السماوية ومبادئ الفطرة الإنسانية، وقد حرص الإعلام الإلكتروني العالمي على نشر فيديوهات مقاتل مسلم يمضغ قلب المقتول المسلم، ومشاهد نحر الأطفال وقتلهم بقسوة، وأخبار اغتيال وقتل الفضلاء من علماء المسلمين من السنة والشيعة المتصدين للمشروع السياسي التكفيري الذي يكفر ليس فقط على أساس الاختلاف العقائدي ولا الاختلاف الفقهي، وإنما على الاختلاف السياسي والفكري، أي على أساس الاختلاف في الرأي لأن حقيقة المشروع حقيقة سياسية بامتياز، ويراد قطف ثماره إعلاميا وسياسيا في القضاء على زهرة شباب الأمة الإسلامية ورصيدها البشري المستقبلي، هذا من جانب، ومن جانب آخر يهدفون تجاه شباب العالم الغربي الذي تزايدت عنده الرغبة لاعتناق الإسلام أن يوصلوا له رسالة مفادها إن الإسلام الذي انبهرتم بإنسانيته وسماحته يرتكب كل هذه الفظائع وهو أبعد ما يكون عن الرحمة والعناية بالعنصر البشري، ويسهم التدفق الإعلامي الراصد للأحداث والوقائع المؤلمة والمنفرة بالصوت والصورة في إقناعهم بذلك.

حقا إنها وقائع مؤلمة ومرعبة لكل ذي ضمير يحب أمته ووطنه ويخشى عليهما، ومما يزيد من قساوة المشهد انخراط البعض من رجال الدين في التسويق لهذا المشروع الشديد الخطورة بالفتاوى المؤثرة التي ساهمت بكثافة في الحصاد السريع لأرواح شباب الإسلام. فعلا إنها كارثة وخطر عظيم، أما كيف نتصدى له جميعا، فإن للحديث بقية.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك