لأنه ورّط الشيعة جميعا وسيدفعون الثمن،
زاوية الكتابعليهم إدانة انزلاق حزب الله بسوريا الذي أملاه عليه المرشد
كتب يونيو 14, 2013, 12:03 م 6171 مشاهدات 0
مرت في 25 مايو 2013 الذكرى السنوية لاندحار الاحتلال الاسرائيلي عن لبنان دون قيد او شرط، والتي تكرست عيدا للمقاومة، وكان لحزب الله دور حاسم في هذا الانجاز، رفع مكانته وتوج امينه العام زعيما لدى الشعوب العربية والاسلامية.. من شيعة وسنة.. قبل 13 عاما. الصورة اليوم، تقول الصحافة، باتت مختلفة في الشكل والجوهر فشتان بين دور رائد في التحرير وانخراط سافر في الصراع الدائر في سورية.
هذه المشاركة في قمع الثورة السورية لا يدفع حزب الله ثمنها بالدم والارواح فحسب، ومعظم الجند من فقراء جنوب لبنان الشيعة، بل ومن سمعة الحزب ومكانته وشهرته.
لماذا فعل السيد حسن نصر الله كل هذا بحزب الله؟
لانه ربما كان يصف نفسه دائما بانه «جندي صغير للإمام خامنئي» الولي الفقيه في ايران!
ويقول محلل صحافي ان حزب الله «ينفذ قرارا حازما بمنزلة امر اتخذه المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية السيد علي خامنئي وتبلّغه نصرالله مباشرة في زيارته الاخيرة الى طهران.. القرار الذي عنوانه الدفاع عن نظام الاسد حتى النهاية، وعدم التراخي في بذل الجهود لمنع سقوطه» (القبس، 2013/5/25).
يشبه الكاتب الايراني المعروف «امير طاهري» هذه الطاعة العمياء التي قد تدمر سمعة الحزب واستقلاله وكوادره، بما كان عليه العرف في الحركة الشيوعية خلال بعض مراحلها: «ففي عام 1939 امرهم ستالين بان يقوموا بالثناء على هتلر لان موسكو قد وقعت تحالفا مع المانيا النازية لاقتسام بولندا، وفي عام 1941 امرهم ستالين نفسه بمحاربة هتلر الذي غزا الاتحاد السوفييتي». (الشرق الاوسط 2012/11/2).
ويضيف طاهري ان بعض اللبنانيين يستاءل: ما الذي سيحدث اذا ما سقط الاسد؟ او فقد الخامنئي الصراع على السلطة، او تغير النظام في طهران؟
في هذه اللحظة تبدو ايران بعيدة عن آثار الحرب السورية بعكس لبنان بسنتها وشيعتها، فلا احد يعرف كيف ستنتهي الازمة السورية، ولكن مهما كانت النهاية ستؤثر حتما في توازنات لبنان الهشة. في هذا السياق، نعود الى مقال طاهري، «فإن الفصيل اللبناني الذي سيكون اكثر تأثرا بنتيجة الصراع السوري هو حزب الله، لانه اكثر الفصائل اللبنانية اعتمادا على سورية للحصول على الدعم السياسي. ويقول «طاهري» في مقاله هذا الذي نشر قبل نحو سبعة اشهر، ان حزب الله يعاني من ثلاث متناقضات: أولها التناقض بين شخصيته السياسية كحركة تعتمد على الشعب، ويعلم القاصي والداني جيدا، «ان مكالمة هاتفية من طهران يمكن ان تحول اتجاه أي قضية مهما كانت».
ويتمثل التناقض الثاني، «في كون الحزب يتبنى قضايا تهدف لنصرة الاسلام في الوقت الذي يعمل فيه الحزب كمنظمة طائفية بشكل صارم». اما التناقض الثالث فهو «محاولة الحزب ان يدخل اللعبة السياسية وفقا للقواعد اللبنانية، وايضا وفق سياسات النظام السوري التي تشبه المافيا والتي تعتمد بصورة اساسية على القوة والارهاب».
ولهذا خسر الحزب، يقول طاهري، تعاطف القوميين واليساريين والقوى المناهضة للاستبداد في المنطقة، وخسر كذلك اللبنانيين الذين كانوا يرون فيه منظمة تعبر عن المصالح اللبنانية الوطنية، ولم يبق بين مؤيديه سوى الطائفة الشيعية التي اشار الكاتب الايراني الى انتشار البلبلة بين صفوفها حول سياسات الحزب ومغامراته التي تفرضها ايران. «وهذه الدائرة الثالثة التي يخسرها الحزب – أي شيعة لبنان – تعد اكثر ما يقلق قادته ولعل ابرز اشارة على ذلك هي محاولات زعيم حركة امل «نبيه بري» التدريجية والملموسة لأن ينأى بنفسه عن حزب الله».
حزب الله يضع عبئا ثقيلا على كاهل الشيعة في المنطقة، تقول صحيفة نيويورك تايمز: «والحقيقة ان دور حزب الله، وتعهد منتقديه بالانتقام، كثفا حدة الانقسامات الطائفية، ليس فقط في سورية بل وفي المنطقة بشكل عام. الكثيرون من ابناء المجموعات السنية يقولون الآن انهم يشعرون بخيانة حزب الله لهم بعد ان فتحوا بيوتهم لمئات اللاجئين اللبنانيين دون تمييز خلال حرب حزب الله مع اسرائيل عام 2006. ويعلق محمد القصيري وهو احد الناشطين على ما جرى بالقول: من الواضح ان حزب الله يضع عبئا ثقيلا على عاتق اجيال من الشيعة، وهو عبء مماثل لما تحمله الالمان عقب المجازر التي ارتكبها قادتهم ضد اليهود». («الوطن» 2013/6/8).
الحاجة ماسة اليوم الى موقف واضح صريح من مختلف الفعاليات الفكرية والسياسية الشيعية، تدين هذا التدخل، وتطالب حزب الله بأن ينسحب من سورية، وان يراعي مصالح الدولة اللبنانية والطائفة الشيعية فيها.. وفي كل العالم العربي.
لقد ارتكب الحزب خطأ استراتيجيا مهولا لن يدفع ثمنه للاسف وحده!
خليل علي حيدر
تعليقات