'الأجواء الموحدة' تربك المطارات الأوروبية

الاقتصاد الآن

6.6 مليارات دولار سنوياً خسائر التكدس ومخاوف من أزمة وظائف

423 مشاهدات 0

ارشيفية

تزايدت حدة الاحتجاجات في فرنسا ودول أخرى ضد خطط للاتحاد الأوروبي بتحقيق مركزية في التحكم بالمجال الجوي للتكتل. واستمر الإضراب مع انضمام منظمات أخرى إلى التحرك بالتنسيق مع نقابات 11 دولة أوروبية أخرى أعضاء في الاتحاد الأوروبي للعاملين في مجال النقل للتنديد بمشروع بروكسل اقامة 'اجواء موحدة' في اوروبا.

ويحتج المضربون على المشروع المطروح منذ نحو عشر سنوات بهدف الغاء الحدود الوطنية أمام حركة النقل الجوي ومضاعفة طاقة المجال الجوي الأوروبي ثلاث مرات وخفض كلفة ادارة النقل الجوي بنسبة 50% وتقليص الاضرار البيئية بـ 10%.

ويقول الاتحاد إن تحقيق مركزية للمجال الجوي للقارة سيخفض من التكدس وعدم الكفاءة اللذين يكلفان شركات الطيران والركاب ما يقدر بنحو 5 مليارات يورو أي نحو 6.6 مليارات دولار سنوياً.

إضراب فرنسا

2وكثف ضباط المراقبة الجوية في فرنسا إضرابهم أمس ما أدى إلى توقف معظم رحلات الإقلاع والهبوط في البلاد. ووفقاً لهيئة الطيران المدني الفرنسية 'دي جي أيه سي'، تم إلغاء نحو 1800 رحلة ليرتفع عدد الرحلات الملغية خلال اليومين الماضيين إلى 3600 رحلة. ولم تتأثر كثيراً رحلات المسافات البعيدة.

وقالت اير فرانس أكبر شركة للطيران في البلاد إنها ألغت الرحلات القصيرة والمتوسطة المسافة فقط. كما أوقفت لوفتهانزا 174 رحلة من رحلاتها حتى بعد اليوم الخميس. وقالت الإدارة العامة للطيران المدني في فرنسا إنه تمت مطالبة شركات الطيران بخفض رحلاتها بنسبة 50%.

حالة ارتباك

وأصابت حالة الارتباك الرحلات القصيرة والمتوسطة على وجه الخصوص مع إعلان شركة 'أير فرانس' للطيران أن خدماتها للمسافات الطويلة تعمل كالمعتاد ولم تتأثر. لكن الوضع تفاقم أكثر مع اتساع نطاق الإضراب ما أدى إلى مزيد من التأخيرات والإلغاءات في اللحظات الأخيرة. وعلاوة على الرحلات من باريس ومارسيليا وليون ونيس وتولوز، وإليها، تأثرت رحلات من ألمانيا إلى إسبانيا وإيطاليا وداخل ألمانيا.

بادرة أمل

وكان من المخطط في الأصل تنظيم إضراب لمدة ثلاثة أيام، لكن نقابة ضباط المراقبة الجوية أعلنت أنها ستخفض وقت الإضراب بيوم بعدما كتبت فرنسا وألمانيا للاتحاد الأوروبي تطالبه بتأجيل مبادرته بشأن سماء أوروبية موحدة. واعتبرت النقابات الوضع مشجعاً بعد ان وجه وزير النقل الفرنسي فردريك كوفيلييه ونظيره الألماني نداء الى المفوضية الأوروبية لتأجيل مشروع تحرير الأجواء.

وينص المشروع الأوروبي على الفصل التام بين هيئات المراقبة الملاحية والقائمين على تنظيم عملها، والغاء تقسيم المجال الجوي للاتحاد الأوروبي الى 27 كتلة وطنية. وكان يفترض ان يبدأ العمل بتسع كتل جوية بنهاية 2012، ولكن ذلك لم يحدث بعد. وتهدد المفوضية بمعاقبة الدول الاعضاء لحضها على التحرك. وقال وزير النقل الفرنسي انه وبالاتفاق مع برلين طلب من المفوضية الأوروبية تأجيل المشروع.

وقال ان فرنسا لا تؤيد هذه المبادرة. وأضاف ان فرنسا لا تريد الفصل بين وظيفتي المراقبة والتنظيم كما ينص عليه المشروع. واضاف ان الطيران المدني يعمل على تطبيق التنظيم الأوروبي العائد للعام 2009 بإقامة سماء مفتوحة والتنسيق بين مختلف هيئات الطيران المدني، لكن المستخدمون لم يجنوا كل ثماره بعد.

وقال المسؤول النقابي اوليفييه جوفرين ان المشكلة ليست في مبدأ تنظيم السماء المفتوحة الذي يهدف الى توحيد نظم ادارة الملاحة الجوية على المستوى الأوروبي لكن الأمر غير المقبول هو ان تستخدم المفوضية هذا المشروع من اجل الخصخصة والدفع باتجاه اخضاع العديد من الأنشطة لاقتصاد السوق. وساق مثالاً خدمات صيانة هوائيات الرادار التي وصفها بأنها عيون وآذان المراقبين والتي قال ان المفوضية تريد استخدام شركة خارجية للقيام بها.

 رؤية المفوضية

نفى مفوض النقل الأوروبي سيم كالاس في حديث له أمام البرلمان الأوروبي بمدينة ستراسبورج الفرنسية أن تشكل مسألة توحيد الأجواء مشكلة. وقال متحدثاً عن المعارضين للخطة: إنهم مجموعة من الأفراد ذوي المهارة العالية والذين يؤدون عملهم في مجال بالغ التعقيد وما اقترحناه فقط هو بعض التغييرات الطفيفة التي ستدخل بالفعل حيز التطبيق في 2020. لكن ضباط المراقبة الجوية يقولون إنهم دعوا إلى الإضراب احتجاجاً على إعادة هيكلة نظام رقابة الحركة الجوية في أوروبا خوفاً من أن يؤدي ذلك إلى التسبب في ظروف عمل أكثر صعوبة وشطب للوظائف.

الآن: وكالات

تعليقات

اكتب تعليقك