نقد الشخصية العامة كما يراه ناصر الحسيني ظاهرة صحية

عالم اليوم

صرخة قلم  /  إلى الصندوق الكويتي للتنمية العربية والمليفي والفزيع؟

ناصر الحسيني

 

تبرعاتكم لكل دول العالم ... وبعض هذه الدول ليس لها أي ثقل سياسي .. حالها حال بعض النواب الجدد، وسبق وان تساءلت عن اسباب هذه التبرعات السخية، في هذه الزاوية، وقلت لكم بأن هناك معلومة أبلغني بها صديق لي، تفيد بأن هذه التبرعات من اجل تنفيع تجار كويتيين، بحيث انكم تتبرعون لدولة لبناء مشروع، بشرط ان تعطي الدولة بناء المشروع لشركة كويتية مصنفة عالميا، ولا يوجد الا ثلاث شركات كويتية مصنفة تقريبا، ولثلاث عوائل من اكبرها واسمنها، وهذه الشركة تسندها بالباطن لشركة تابعة للدولة المستفيدة من القرض، فمثلا اذا القرض 300 مليون لبناء جامعة، يعطى التنفيذ لشركة كويتية، والشركة الكويتية تسنده بالباطن لشركة تابعة للدولة التي سيبنى بها الجامعة بـ 200 مليون مثلا، والبقية في (جيب عمك) وديوان المحاسبة لا يحق له التدقيق، وتساءلت في هذه الزاوية، هل هذا الكلام صحيح؟ ومع الاسف لم تردوا على هذا المعلومة حتى هذه اللحظة، وعدم نفيكم لها دليل على ان المعلومة صحيحة .. ومرة اخرى نقولها لكم ... هل التبرعات الخارجية غطاء لتنفيع تجار بعيدا عن مراقبة ديوان المحاسبة ؟ ومنا الى النائب احمد المليفي ... ونواف الفزيع .. فأتمنى منكم توجيه اسئلة برلمانية حول هذا المعلومات، بعد ان اختبأ الصندوق، ولم يجاوب على هذه الاتهامات الخطيرة. 

 

لا توجد عداوة شخصية 

 

البعض الى الان لم يستوعب ان نقد النائب او أي شخصية عامة، امر طبيعي جدا، وظاهرة صحية، نعم من حق النائب او أي شخصية عامة، ان يزعل اذا تعرض للنقد الشخصي، او الطعن في شرفه ( لاسمح الله ) او تعرض للسب والقذف، فكلنا ضد ذلك، اما اذا النقد في أدائه او مواقفه السياسية، فهذا امر طبيعي جدا، وبالعكس يفترض ان يشكر من انتقده لانه سلط الضوء على نقاط الضعف والخلل في أدائه، وهذا يتيح له الفرصة، للاصلاح، فبارك الله في شخص اهداني عيوبي، فالكاتب عندما ينتقد أي شخصية، يجب ألا يتحسس من ذلك، بل يجب ان يشكره، لانه وفر له تقييما لأدائه، وبناء على التقييم يستطيع ان يصحح الاعوجاج، فنحن عندما ننتقد أي شخصية او نائب، فلا توجد بيننا وبينه عداوة شخصية، وانما نحن كصحافة مراقبين لأعمال السلطتين، ونسلط الضوء على اخطاء النواب والوزراء وحتى رئيس الوزراء، وننتقد من باب الاصلاح . 

اما النائب او الوزير او أي شخصية عامة يتضايق من نقد أدائه او مواقفه، فأنصحه ان يترك العمل ويجلس في بيته، وله الحق اذا تعرض له أي كاتب او صحفي، اما طالما انه شخصية عامة، فعليه ان يتحمل كل تبعات هذا المنصب، واقول لمن يتضايق من النقد، ويبحث عن تأييد كامل من كل الناس، فأحب اقول له، ان الناس لم تجمع على الرسول عليه الصلاة والسلام، حتى تجمع عليك، مع فارق التشبيه.