حمكة العقلاء كما يراها تركي العازمي في تطبيق مبدأ 'عفا الله عما سلف'
زاوية الكتابكتب يونيو 11, 2013, 12:50 ص 992 مشاهدات 0
الراي
وجع الحروف / الغبار السياسي
د. تركي العازمي
ذكر في العلم الشرعي أن للغبار أهمية لا يعلم عنها الكثير من أحبتنا... فهو، أي الغبار، يقضي على الحشرات الضارة وبما أننا نعيش مرحلة مفصلية من ممارستنا السياسية سيكون لحكم المحكمة الدستورية الأسبوع المقبل أثر في طبيعة الحراك السياسي، فإننا نرغب في الحديث عن الغبار السياسي الذي نعيشه حاليا!
في يوم 8 يونيو 2013، وبمداخلة عبر تقرير بث خلال أخبار «الراي» الساعة 9 مساء، ذكرت حلا ينهي حالة الغبار السياسي ولم يكن فيه التفصيل الكافي وفضلنا ترك التفاصيل نظرا لعامل الوقت لهذا المقال!
الشاهد فرضيا أن حدثا كهذا تواكبه حركة نقل لتعليق وتفسير من محللين سياسيين وخبراء دستوريين ونحن هنا لا نرغب في الخوض في قضية تنظر فيها المحكمة الدستورية، لكننا نود الإشارة إلى الحراك السياسي والرغبة في تفعيل مبدأ «عفا الله عما سلف» بغية الخروج من شدة الاحتقان السياسي وهذا المبدأ لا يتحقق إلا بتدخل الحكماء إن شاؤوا ذلك من منظور اجتماعي جبل عليه المجتمع الكويتي!
لا بد من خفض شدة الاحتقان وتوفير أرضية مناسبة لميثاق شرف نلتزم به عند تطبيق القانون ونقوي العلاقة بين فئات المجتمع المتصادمة!
الظاهر أن المشكلة التي تعصف اليوم بمجتمعنا يعود سببها للفهم الخاطئ للممارسة الديموقراطية، فبعض أحبتنا يعتقدون أن الحرية تشمل كل شيء ومتى ما ارادوا التعبير عن توجهاتهم فهم أحرار وهذا سلوك خاطئ لا سيما في حال تجاوزه حدود الأدب وبلوغ بعضه حد الإساءة والتخوين!
وسبب عدم التمسك في أصول اللعبة السياسية وعدم منع «شوائب الأنفس» من الدخول في الأحداث السياسية وعدم توافر تطبيق للقانون على الجميع وفق مسطرة مستقيمة جعل الساحة السياسية الكويتية مجالا خصبا لحالة الخصام السياسي!
لذلك، يفترض من الجميع تقبل حكم المحكمة الدستورية وعدم الخوض في تأويلات كثيرا منها مجاف للحقيقة وقليل منها يأتي ضمن مفهوم «الشو السياسي - التلميع السياسي» وهو منهج لم يلتزم به البعض مع بالغ الأسف!
من الطبيعي أن تتكون لدى الفرد نظرة خاصة به، يحق له الاحتفاظ بها سواء كانت تشاؤمية أو تفاؤلية وإن كانت مرتبطة بسلوك أفراد آخرين تزيد أهمية وجوب الاحتفاظ بها كي لا تتسبب في إثارة الآخرين سلبا!
ولأننا لم نلتزم «السكون» والمجاميع السياسية أخذت تتحرك من قاعدة «ناطح الصياح بالصياح» أخذت شدة الاحتقان السياسي في الازدياد وهو ما أثر سلبا على طبيعة تآلفنا كمجتمع صغير متحاب متسامح بين أفراده وفئاته!
مما تقدم، اشعر بانزعاج تجاه الأحداث، وأتمنى من المولى عز شأنه أن نرى حكمة وحنكة العقلاء متمثلة في تطبيق مبدأ «عفا الله عما سلف» وأن يرسموا لنا صورة لميثاق جديد يكون فيه تطبيق القانون ورفع سقف أدب الحوار والفصل في الخلافات التي تنشب عن طريق الاحتواء من قبل الحكماء العقلاء وتفعيل مبدأ المبادرة في وضع ميكانية جديدة عادلة عند اختيار القياديين وأن يكون التخطيط والفكر الاستراتيجي حاضرا في المقبل من الأيام. والله المستعان!
تعليقات