منع الاختلاط يتناقض مع مصلحة التنمية الحديثة.. بنظر خالد الطراح

زاوية الكتاب

كتب 711 مشاهدات 0


القبس

من الذاكرة  /  الاختلاط استحقاق وطني

خالد أحمد الطراح

 

نشكر «التشريعية» على تصحيح الوضع الشاذّ، وإلغاء قرار منع الاختلاط، متمنين أن يصدر بقانون من المجلس وبتأييد حكومي.. فالكويت تستحق نقطة ضوء.

لم يكن مستغرباً ما كتبه الاخ الزميل نبيل الفضل قبل أيام في انتقاده للقوى الليبرالية من المشروع، الذي أقرته اللجنة التشريعية والقانونية بعودة الاختلاط في الجامعات والمعاهد الحكومية والخاصة. من الواضح ان الكثيرين لا يزالون يُقيِّمون كل ما يصدر عن المجلس الحالي بانه يكاد يكون بلا قيمة مضافة للمجتمع، وان قراراته تصدر نسخة مهزوزة لما تريده الحكومة. ومثل هذا التعميم يجانب الصواب.

بغض النظر عن أي تحفّظات سياسية لنا على خلفية طريقة انتخاب المجلس الحالي، الا انه ينبغي عدم التقليل من شأن بعض القرارات الناجعة والرشيدة، التي تصدر عنه، طالما هي تصب في مصلحة المجتمع في النهاية. وفي إضاءة تاريخية على مسلسل قرار منع الاختلاط، نجد أن خلافا حادّا نشأ بين د. أحمد الربعي - رحمه الله - حين كان وزيرا للتربية والتعليم العالي - آنذاك - والقوى الليبرالية، كاد يؤدي حينها الى انقسام في صف الليبراليين في المجلس وخارجه. وتمنى الربعي على هذه القوى ان تتفهم الضغوط التي مورست عليه، وبرَّر انه وافق على المشروع بشكله الذي صدر عليه، لأنه كان يشكل أقل الاضرار.

حقيقة، ان القوى الليبرالية منقسمة على بعضها، كما هو واضح للجميع على أرض الواقع. ولذا، نجد انقساما حادّا في رؤى هذه القوى حتى تجاه الأولويات الواضحة التي يحتاجها المجتمع، للأسف الشديد! ولكن في قضية تبني قرار السماح بالاختلاط، بغض النظر عن مصدره وتوقيته، علينا ان نقر بالبعد الإيجابي لهذا القرار، وحري بنا أن نقدم الشكر للجنة التشريعية البرلمانية، ونتمنى لهذا القرار أن يتوّج بصدوره قانونا من المجلس وبتأييد حكومي. ان قرار منع الاختلاط يتناقض مع مصلحة التنمية الحديثة، التي تنشدها دولة الكويت. فهو قرار بات لا يتفق مع مجريات حياتنا اليوم، لأن المرأة تعمل في كل مكان يتناسب مع وضعها في المجتمع، وهي بعملها تكون في وضع اختلاط مع غيرها من اخوتها الرجال. فهي تعمل في جميع مناحي الحياة المدنية والمهنية، حتى دخلت الشرطة النسائية، وقريبا ستحتل المرأة مراكز حساسة في القضاء. لقد انتصرت الإرادة الشعبية والديموقراطية قبل سنوات بدخول المرأة مجلس الأمة والحكومة أيضا. فهل يعقل - والحال ما هي عليه - أن ننظر الى الموضوع من جانب واحد؟! شكراً للأخ نبيل الفضل وللآخرين الذين أيدوا الاختلاط، وصححوا بذلك وضعا شاذّا، حتى تعود صورة المجتمع الكويتي المتسامح والمتكاتف الى ما يجب أن تكون عليه بين المجتمعات المتحضرة.

***

• توضيحا لعنوان الزاوية «من الذاكرة»، والذي قد يوحي للقارئ بأنني بصدد سرد تاريخي فقط، أود إعادة نشر مقدمة أول مقال لهذه الزاوية، أشرح فيها العنوان: «من الذاكرة، عنوان لا يعني سرد مذكرات او سيرة ذاتية، بل هو تسليط للضوء ومراجعة لمشاهدات واحداث بعضها وان طواه الزمن فإن تداعياته ما زالت تعيش بيننا حتى اليوم، الا ان ذلك لا يعني اغفال الوضع العام وتجاهل تطورات الوضع الراهن».

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك