النزاع 'السني – الشيعي' لن يقود إلى الحداثة.. شملان العيسى مؤكداً
زاوية الكتابكتب يونيو 11, 2013, 12:20 ص 1248 مشاهدات 0
الوطن
ملتقطات / متى نتعلم من التجارب الإنسانية؟
د. شملان يوسف العيسى
كتب الكاتب البريطاني في جريدة الغارديان البريطانية ديفيد هيرس مقالا رائعا عن نتائج ثورات الربيع العربي نشرته القبس يوم 1 يونيو 2013 يقول فيه: «عمليات التفجير الممنهجة ضد المساجد السنية والشيعية في العراق والمجازر الطائفية والاعدامات الجماعية التي يرتكبها الجيش السوري وميليشيات الشبيحة ضد معارضي نظام بشار الاسد وردود الافعال على هذه الممارسات من قبل الطرف الآخر مثل حادثة اكل القلوب والاكباد وغيرها تعتبر ابرز ملامح الشرق الاوسط حاليا او الارهاب والعنف والاجرام الشرق اوسطي التي اصبحت منتشرة على نطاق واسع وتتكرر بشكل روتيني لدرجة تثير القشعريرة والاشمئزاز».
اشتدت وتيرة العنف الطائفي بعد سقوط مدينة القصير السورية بعد تدخل حزب الله لدعم النظام السوري، وقد انتقلت وتيرة الحرب الطائفية الى بعض مناطق لبنان وتحديدا طرابلس في الشمال.
نحن في الكويت هذا البلد الصغير المسالم لم نسلم من قيام بعض نواب مجلس الامة الذين ينتمون لجماعات الاسلام السياسي بسنتهم وشيعتهم من محاولة اثارة النزعة الطائفية ونشر البغضاء في هذا البلد، فالنائب خالد الشليمي يسأل وزير الاوقاف عن عدد الحسينيات المرخصة وغير المرخصة وما هي شروط ومعايير الترخيص ومدى توافقها مع القوانين وما هي اجراءات وزارة الاوقاف تجاه الحسينيات غير المرخصة.
النائب خالد الشطي يسأل وزيرة الشؤون عن اعلان شافي العجمي لجمع الاموال للجيش السوري الحر تحت مظلة «مبرة الربانيين الخيرية» التي تم حلها أخيرا وعن ناظم المسباح - عجيل النشمي - شافي العجمي - نبيل العوضي - نايف العجمي - المذكورين بالاعلان وعن قانونية كيان رابطة دعاة الكويت، وهل لها حق بجمع الاموال.
واضح جدا من تصريحات النواب انهم لا يكترثون ولا يهتمون بمصلحة الكويت ولا بمصلحة شعبها فكل منهم يحاول ان يرضي ناخبيه من السنة والشيعة للحصول على حفنة من الاصوات القبلية او الطائفية، ولا يهمه لا من قريب ولا من بعيد، وماذا يدور في الوطن العربي من فتن طائفية الغرض الاساسي منها تمزيق الدول والشعوب العربية هذه التصريحات غير المسؤولة من نواب التيار الاسلامي او القبائل او الطوائف مهدت الارضية لبدء المهاترات بين الشباب المغرر بهم من الطرفين بتبادل الاتهامات عبر شبكة التواصل الاجتماعي او المواقع الالكترونية، المصيبة والخطورة تكمن بان بعض المواطنين «المعتدلين» من السنة والشيعة وجدوا انفسهم يتضامنون قبليا وطائفيا مع مشايخ الدين المتطرفين في مهاتراتهم وفي دعواتهم للجهاد في سورية او محاول اثارة الفتنة باستخدام الحصانة البرلمانية بإثارة اسئلة الهدف منها اثارة الفتنة بين الشعب الواحد.
قلناها ونكرر قولها لا يمكن الخروج من مأزق الخلافات المذهبية والدينية الا بتبني علمانية الدولة او ما يطلق عليه مدنيتها وهذا امر لن يتحقق، ففي الغرب الصراع الدموي بين الكاثوليك والبروتستانت ادى الى فصل الدين عن الدولة مما مهد الطريق للحداثة الاوروبية، لكن النزاع السني - الشيعي لن يقود الى الحداثة بسبب الضعف التقليدي للدولة، يا جماعة المخاطر حقيقية وكفانا متاجرة بالدين والقبيلة والطائفية، فالوطن اهم من كل شيء.
تعليقات