المفاهيم تغيرت وانقلبت معها المعايير.. هذا ما يراه مبارك الهاجري

زاوية الكتاب

كتب 992 مشاهدات 0


الراي

أوراق وحروف  /  حسناً فعلت تونس!

مبارك محمد الهاجري

 

ليس كل من أطلق لحيته تقيا نقيا، وليس كل حليق فاجرا كافرا، في هذا الزمن تغيرت المفاهيم وانقلبت معها المعايير رأسا على عقب واحتار الناس في ما يرونه من أمور منافية للفطرة السليمة، كالفتاوى الشاذة والبعيدة عن الدين كبعد المشرق عن المغرب، وازداد معها التشنج ورفض الآخر، حتى أصبح من هب ودب يفتي في أمور يتحاشى علماء الأمة وأئمتها وعلى مر العصور الخوض فيها أو إحالتها لغيرهم لخطورتها، بينما ما نراه الآن، تسابق محموم، كل فريق يريد فرض فكره وفتاواه على الشارع حتى وإن كان مخالفا لإجماع الأمة وما أكثرهم،إلا من رحم ربي! 
تونس اليوم، أصبحت تعاني من التطرف البغيض وتسلل الأفكار المتشددة إليها، ونقولها وبكل صراحة التطرف لم يأتها من جيرانها وإنما أتى من المشرق، حيث تنظيم القاعدة والخوارج الذين لم يبقوا حجرا على حجر في الوطن العربي الكبير،إن لم تكن معهم، ومؤيدا لفكرهم المخالف شرعا وعرفا فأنت في نظرهم كافر حلال دمك، فكر لا يقبل الآخر بلغ به التطرف حدا يجعله يفجر ويقتل ويدمر، فبالله عليكم هل هذا فكر سوي يتواءم مع النفس البشرية أم انه فكر شيطاني، لا سبيل لعلاجه سوى الاستئصال العاجل قبل استفحاله بين الشباب الصغار والسذج؟! 
من حق تونس أن ترفض دخول من تشاء، حتى وإن كان من كان، فيكفي الأمة ما بها من حروب طائفية وشحن فكري وتشرذم وإقصائية ومحاربة الآخر رغم إيمانهم بدين واحد!
عُرف أهل تونس بتقبلهم للآخرين ورغم ما تعرضوا له في السابق من مضايقات في أمور دينهم في عهدي بورقيبة وبن علي، إلا أن السماحة ظلت في أنفسهم ووجدانهم لم تفارقهم،وهذا ما حداهم لاستنكار ما يرونه من أمور دخيلة على مجتمعهم المنادي بنبذ التطرف والتعصب، فقليل من الرأفة يا دعاة اليوم، فلم يكن النبي صلى الله عليه وسلم فظا غليظ القلب ولا داعيا إلى الفرقة، بل كان (صلى الله عليه وسلم) رؤوفا رحيما بأمته داعيا إلى الهدى وإلى الصراط المستقيم، ولك أيها الداعية في السيرة النبوية الشريفة ما ينير قلبك ويغنيك عن الآخرين.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك