بدرية التركي تكتب: كلٌّ يبحث عما ينقصه .. يا عطش الكرامة !

زاوية الكتاب

كتب 4385 مشاهدات 0

بدرية التركي

(رداَ على كاتب مقال وصف البدون بالشرذمة و ....)

خُلق الإنسان قادراً على التفريق بين المخلوقات .. لكن الأكيد أن الحيوانات ' أجلكم الله ' يصعب عليها التفريق بين الإنسان وسائر الكائنات الأخرى.

عندما يخرج لنا طفل تافه واصفاً البدون بإمتلاك ' حوافر ' مستنكراً إنتمائهم لبنو آدم .. لن أبادله السؤال مِن بني مَن أنت ؟ فلن يختلف عاقلان معي بأنك نكرة .. لا شيء يُذكر .. مواطن يطالب بكرامة وطن .. وأنت خالي كرامة !! .. وهل من يحاول سحق إنسانية غيره لديه كرامة ؟ عجبي .. !

أتمنى أن نتحادث معاً لأسمع لغتك الغوغائية التي لا نعرفها نحن بما أنك أخرجت فتواك بأن البدون لا يعرفون اللهجه الكويتية ! أرنا بما ( تُبربر ) أنت ؟ أو بأي نهيق تُشجي محيطك ؟ ياسيدي / إن أنكر الأصوات لصوت الحمير .. يا إلهي رحمتك، إقتربت الساعه لينتقدنا ويستنكرنا من إستنكرت أصواتهم ..!

من جانبي أطالب البدون بتقديم اعتذار رسمي لخير نُطفة نُسِبت لآدم لأننا طالبنا أن نشاركه ' وبلغة الكويتيين التي نجهلها على قولته – فـ بيت أبوه ' .. أو الوطن الذي سُجّل بـ إسمه في غفلةً من الزمن ، ومنا نحن البدون أيضاً !!!! الوطن الذي لم يأخذه عقله الصغير لوصفه إلا ' بـ شركة ' نريد أن نشاركهُ بها .. فمن على شاكلتك يا فقير الكرامة لا يتسع مخيخُه المريض لوصف هذا الوطن الذي سقاه البدون بدم أبنائه إستشهاداً سوى بالشركة التي يستفيد منها ويعبدها طالما كانت تدرُّ عليه ربحاً .. فإن أفلست سيجري باحثاً عن شركة أخرى يستوطنها، لأنه لن يستطيع أن يحمل ربع ما تحمله قلوب البدون من عشق لشدة هذا الوطن قبل رخائه، والذي أظهرناه بـ حبٍّ وصبر تعدّى 50 سنه دون أن نتذمر أو نخرّب كما يفعل هو !

البدون تقبلوا أن تُحسب على بني البشر وأنت لم تتقبل تسميتهم بالكويتيين البدون .. قمة الظلم يا صغيري ..! أنت لم تستسِغ هذا المسمى ونحن ' بلعنا ' أن تُمنح إسم مثل باقي البشر .. يا لعدلنا .. ويا لجورِك !

' الشرذمة ' كما وصفتهم والذين لا يعرفون شعار الوطن الذي يطالبون بجنسيته كما تدّعي يا مدعي الكرامة تملأ قلوبهم الرحمة على أبناء وطنهم الذين ولو كانت من وجهة نظري الشخصية لا تُعتبر منهم .. لأن الجنسية لم تكُن يوماً دليل ولاء للوطن الذي منحك إياها، وأكبر دليل في ذلك ما تفعله أنت في هذ الوطن وما نقدمه نحن لهذا الوطن ! .. تكفيك المقارنة كيف نطالب نحن بحقوقنا المشروعة والتي سلبت على يد العنصريين أمثالك بطرق غير مشروعة وكيف تُطالب أنت بـ كرامتك المزعومة يا مُغتصب الكرامة ..

ونصيحة إنسانية قد تُكسبُك كرامة .. لا كرامة دون إنسانية ..

نحن نطالب بحقوق .. و انت تُطالب بكرامة ..

وكلٌّ يبحث عمّا ينقصه .....

الآن- رأي: بدرية التركي

تعليقات

اكتب تعليقك