التاريخ لن يرحم المتخاذلين عن نصرة سوريا.. بنظر مساعد الظفيري
زاوية الكتابكتب يونيو 9, 2013, 12:16 ص 1037 مشاهدات 0
الكويتية
عسرة.. ولا عثمان لها!
مساعد الظفيري
يذكرنا المشهد السوري الدامي، بما يعاني من حصار ودمار ومجازر يشيب لها الوالدان، وسط عجز عربي وإسلامي عن النصرة الشاملة بالمال والسلاح، بجيش العسرة، الذي ندب فيه الرسول (صلى الله عليه وسلم) الصحابة (رضوان الله عليهم)، للبذل والعطاء، فلم يبخلوا، حتى وجدنا من يتبرع بكل ما يملك، ولو كان صاعا من تمر، فيما ضرب أبوبكر وعمر (رضي الله عنهما) المثل الأروع في التنافس في العطاء، فجاء الأول بكل ماله، والثاني بشطره، وسبق ذو النورين عثمان (رضي الله عنه) الجميع، فجهز جيش العسرة كاملا، وها هو الشعب السوري يستنجد والقصير تستصرخ من ينقذها من المد الصفوي ولا مجيب.. فهي في عسرة، ولا عثمان لها!
وفي هذه الأوقات العصيبة، والمرحلة الدقيقة التي تعيشها سوريا، وبعد بث صور متلفزة على العالم أجمع توضح آثار الدمار الهائل والمعارك الشرسة التي تعرضت لها مدينة القصير، حيث قصفت بشكل متواصل خلال الأسابيع الماضية بكل أنواع الأسلحة المدفعية والصواريخ والدبابات من قوات النظام البعثي المجرم المدعومة من ميليشيات حزب اللات وقوات الحرس الثوري الإيراني.. كل هذا إضافة إلى المجازر التي ارتكبت بحق المدنيين العزل، وحصار الآلاف وعدم إسعاف الجرحى والمصابين في جريمة مروعة، بتآمر واضح من المجتمع الدولي العاجز، نجد صمتا وتخاذلا مهينين من الحكومات العربية الجبانة، التي لم تحرك ساكنا، ولم توقف متحركا، فيما هي تشاهد ما يجري في سوريا من مجازر وحرب شرسة تستهدف تقسيمها، لتصبح لقمة سائغة للمشروع الصفوي الإيراني، وبما يحفظ أمن إسرائيل.
وليست الحكومات العربية وحدها المتخاذلة، بل نشهد تخاذلا مزريا لعدد كبير من السياسيين والمثقفين والصحافيين الشيعة، الذين يشاركون أو يتابعون بصمت المشهد عن كثب، ويشهدون المجازر ترتكب باسم الحسين والزهراء (رضي الله عنهما)، وهما من كل من سفك هذه الدماء براء!
نعم، براء من هذه المجازر الدموية، حيث الأطفال مقطعة الأوصال، وآلاف الجرحى بلا مسعف، والشيوخ والعجائز والنساء بلا طعام ولا ماء، وسط قصف وحشي متواصل مخالف لكل الأعراف والقوانين الدولية والإنسانية.
وعلى الرغم من الأخبار الواردة عن شبه سيطرة ميليشيات حزب اللات على القصير، فإن تداعيات سقوط القصير ستكون وبالا عليهم، ولن يتحقق مخططهم الطائفي في بلاد الشام، ولن ينجحوا في تقسيم سوريا، فألوية النصر معقودة لأهل الحق في أرض الرباط، وسيندحر المشروع الصفوي يجر أذيال الخيبة والهزيمة، إن شاء الله تعالى.
لن يرحم التاريخ المتخاذلين عن نصرة أهل سوريا في ساعات العسرة القاتلة، فالنصرة لهم بإجماع العلماء ليست مندوبة ولا مستحبة، بل واجبة وعاجلة. النصرة بمفهومها الشامل، من صاع التمر وكلمة الحق وبذل الغالي والنفيس، وكل ما يمكن بذله لوقف هذه المجازر الوحشية والهجمة الشرسة على أرض الشام، والتصدي لهذا المشروع الصفوي الطائفي النتن، الذي سيلتهم أكثر وأكثر إذا ما ابتلع سوريا - لا قدر الله - ولن تفلت منه الحكومات الجبانة، بل سيكونون في أولويات طريقه.
تعليقات