الحريات في مصر تأثرت بتسلم «الاخوان» الحكم.. هذا ما تراه فوزية أبل
زاوية الكتابكتب يونيو 2, 2013, 10:57 م 755 مشاهدات 0
القبس
'الشاطر مرسي'
فوزية أبل
تأثرت الحريات في مصر منذ تسلم «الاخوان» الحكم، مما حرك الاقلام والاعلام وانعش الاصدارات التي تصوّب دائما على الرئيس مرسي.
رياح التغيير التي تهب على مصر لا تطول، فقط، القوى السياسية والمدنية والتيارات الدينية، والحركات والكيانات (المعارض منها والموالي لحكم الرئيس محمد مرسي)، وانما تفعل فعلها أيضا على الصعيد الفكري والثقافي والاعلامي.
هناك، في الواقع، تنوع مذهل في المناخات المستجدة، وفي وسائل التعبير، وردود الفعل على التبدلات الحاصلة في الواقع المصري. تستخدم القوى المعارضة، أو المتضررة من أداء حكم الرئيس محمد مرسي، وسائل مبتكرة في التعبير. وبدورها فان قوى الاسلام السياسي تتعدد طروحاتها وتتنوع الوسائل التي تستخدمها.
التغير في المشهد السياسي المصري بعد أحداث الثورة واستئثار حكم مرسي بكل القرارات، لم يقتصر على ظهور كيانات أو حركات تستخدم أدوات وأساليب مبتكرة وممارسات متنوعة أربكت النظام السياسي، لا سيما ظاهرات مثل «بلاك بلوك» و«مشاغبين» وحركة «تمرد». وعلى الطرف الآخر تصاعد دور حركات الاسلام السياسي، بعضها من منتقدي حكم مرسي، لكنها تتخوف من انهيار الحكم الاسلامي.
ففي خضم التنوع المشار اليه، لا بد من الاشارة الى التنوع الشديد في الميدان الثقافي والفكري في مصر ما بعد الثورة، وثراء المكتبات ودور النشر المصرية بصدور عدد كبير من الاصدارات والكتب الفكرية والثقافية والسياسية والتوثيقية، بعضها كتب لمفكرين أو صحافيين أو اعلاميين أو سياسيين، وكتب أخرى حاولت أن توثق أحداث الثورة، وشارك في تأليفها أو بناء فصولها شباب وفتيات ممن عايشوا مراحل الثورة وتعقيداتها.
وجدير بالذكر أن ثورة يناير فتحت شهية المصريين على القراءة بشكل كبير، فأكثر المؤلفات صدوراً ورواجاً كانت من نصيب الكتب التي تعارض مناهج الحكم الاسلامي وتصرفات النظام السياسي الحاكم. فقد حظيت الكتب السياسية، والتنويرية، والموثقة للثورة، ولنظام مبارك، وتاريخ وسلوك الاخوان، وتحولات الفكر السلفي والاسلامي عموماً، والمنتقدة للرئيس، على النسبة الأكبر للقراءة عند المصريين، خصوصاً الشباب.
وتناقلت بعض وسائل الاعلام المصرية أن كتاباً سيطرح خلال الأيام المقبلة، مع مرور عام على حكم الرئيس مرسي (30 يونيو)، وقد يحظى بكثير من الاهتمام، وربما يثير جدلاً في الأوساط السياسية والشبابية، يحمل اسم «الشاطر مرسي»: حرية التعبير في عهد أول رئيس منتخب، للصحافي الشاب مصطفى فتحي، وهو صدر له من قبل كتاب شهير بعنوان «أهلا بالمدرعة» الذي وثق فيه قصة أهم فيديوهات الثورة المصرية صورها فتحي بكاميرته في يوم 25 يناير 2011.
يستعرض الكاتب الانتهاكات التي تعرضت لها حرية الرأي والتعبير في مصر منذ أول يوم لفوز مرسي بمنصب رئيس الجمهورية، ووقوف جماعة الاخوان ضد حرية التعبير، وتشبيه المرشد محمد بديع الصحافيين بأنهم سحرة فرعون. ويوثق المقالات والبرامج والقنوات التي منعت، والبلاغات التي قدمت من مؤسسة الرئاسة ومحامين منتمين للاخوان، وتوقيف اعلاميين عن العمل، ومنع ضيوف واعلاميين من الظهور، وضرب صحافيين وتكسير كاميرات، وحالات الحبس والاعتقال والتهديد والاعتداءات والقضايا ضد الصحافيين والاعلاميين والمصورين ورسامي الكاريكاتير. ويرى أن عدد القضايا التي قدمت ضد صحافيين في عهد مرسي يفوق عدد القضايا منذ أن دخلت الصحافة مصر.
وكشف مؤلف الكتاب أنه سيصدر كتاباً جديداً بعد اربع سنوات يوثق كيف تعاملت الجماعة مع حرية الرأي والتعبير.
تعليقات