عبدالرحمن النجار يكتب عن أغرب لجنة فى مجلس الأمة
زاوية الكتابكتب يونيو 3, 2008, منتصف الليل 678 مشاهدات 0
لجنة الظواهر السلبية الدخيلة .. إلخ...!
من أعجب وأغرب اللجان البرلمانية التي ابتدعها بعض نواب مجلس الأمة الكويتي ما يسمى بـ »لجنة دراسة الظواهر السلبية الدخيلة على المجتمع الكويتي«!! ... وبسبب اسمها الطويل العجيب اكتفيت باختصاره كعنوان للمقال كي لا يكون العنوان أطول مما يجب!! ... وواضح من اسم تلك اللجنة التي حطت رحالها منذ المجلس الماضي، ان معناها عام وغير محدد، ويمكن تفسيره الف تفسير حسب »توجهات« و»رغبات« من أرادوا التدخل في شؤون المجتمع الكويتي وحقوقه التي كفلها الدستور قبل ميلاد لجنتهم تلك ... فالاسم نفسه مدغم وغير واضح، فعندما يقولون»الظواهر السلبية الدخيلة..« فيمكن القول ان هناك ظواهر سلبية اصلية (اي غير دخيلة) على المجتمع الكويتي، كما يمكن القول ان هناك ظواهر سلبية »دخيلة« (أي جديدة ومستحدثة)، وبالتالي تكون تلك اللجنة ـ عافاها اللهـ مهتمة بالسلبيات الدخيلة فقط أما السلبيات الاصلية وغير الدخيلة فاللجنة لا تهتم بها ولن تكون من اختصاصها ولن تقوم بدراستها وتقديم »الحلول« اللازمة لها!!
ولكن لو نظرنا للامر بجدية اكثر فيمكن القول ان تلك اللجنة مُفتعلة وتتناقض مباشرة مع دستور الكويت ومواده الاساسية.. خذ عندك:
ـ المادة (30) من الدستور تنص بوضوح ودون زيادة او نقصان على الآتي: »الحرية الشخصية مكفولة« بينما جماعة »لجنة الظواهر السلبية« يرون الحريات الشخصية من السلبيات التي تقع تحت اختصاص لجنتهم العجيبة، فهم يريدون التدخل بانواع الملابس بالنسبة للذكور والإناث» والموسيقا عندهم مرفوضة، بل ان احد اعضاء تلك اللجنة كان يريد وينادي بإغلاق مسرح منطقة كيفان منذ عدة سنوات!!
ـ المادة (14) من الدستور تقول: »ترعى الدولة العلوم والآداب والفنون وتشجع البحث العلمي« ... ولكن مجموعة لجنة »الظواهر السلبية« ضد الفنون ومع تشديد الرقابة على الكتاب والمفكرين والادباء الكويتيين والعرب» وضد الرسم الذي لا يجد هوى في نفوسهم، وضد الكثير من برامج التلفزيون والفضائيات» بل يتدخلون في الصرح الجامعي ونوع الدراسة فيه، ويرون انهم رقباء على الناس في جميع تصرفاتهم!!
ـ المادة (29) من الدستور ساوت بين الناس امام القانون في الحقوق والواجبات العامة وانه »لا تمييز بينهم بسبب الجنس او الاصل او اللغة او الدين«.. ولكن ا عضاء »لجنة الظواهر السلبية« فرقوا بين الناس بسبب ديانتهم ومنعوا منح الجنسية الكويتية لغير المسلم، فخالفوا الدستور مع سبق الاصرار والترصد والازدراء بمواد الدستور، فيا لها من لجنة رائعة تفسر »السلبيات« و»الإيجابيات« حسب هواها.
تعليقات