' عنترة ' جمع الفروسية وعذب الكلم
منوعاتيُنادُونني في السِّلم يا بْنَ زَبيبة ٍ،، وعندَ صدامِ الخيلِ يا ابنَ الأطايبِ
مايو 31, 2013, 1:30 م 33108 مشاهدات 0
عنترة بن شداد بن عمرو بن معاوية بن قراد العبسي، عاش خلال الفترة (525 م - 608 م) أشهر فرسان العرب في الجاهلية ومن شعراء الطبقة الأولى، من أهل نجد، وُلد عنتر لأب سام عربيّ أصيل، ولأمّ حاميّة حبشيّة كريمة اسمها زبيبة، له منها أخوين هما جرير وشيبوب، فجاء مختلفاً عن بقية أقرانه في ضخامة خلقته وعبوس وجهه وتفلفل شعره وكبر شدقيه وصلابة عظامه وشدة منكبيه، وشبه خلقته لأبيه شداد، وامتدح نفسه قائلا:
وسَيفي كان في الهيْجا طَبيباً.. يداوي رأسَ من يشكو الصداع
وكان عنترة من أحسن العرب شيمة ومن أعزهم نفساً، يوصف بالحلم على شدة بطشه، وفي شعره رقة وعذوبة، وعرف عن عنترة عزة النفس الشديدة والكرم والأخلاق وعفة النفس والترفع عن الغنائم والشرف، ودليل على أخلاقه الحميده قوله :
وأغض طرفي مابدت لي جارتي،،، حتى يواري جارتي مأواها
إني أمرؤ سمح الخليقة ماجد،،، لا أتبع النفس اللجوج هواها
كان عزيز النفس وكريم وشجاع يترفع عن الغنائم يقول :
يخبرك من شهد الوقيعة أنني،،، أغشى الوغى وأعف عند المغنم
ويقول :
واختر لنفسك منزلا تعلو به ،،،،،أو مت كريما تحت ظل القصطل
وكان صابرا يتحمل الأذى من أهله، وبين نكران الأب ونكران بني عمومته له وقال :
فان أنكرت فرسان عبس نسبتي،،، فسنان رمحي والحسام يقرلي
كان عنترة مغرماً بابنة عمه عبلة، فقل أن تخلو له قصيدة من ذكرها، اجتمع في شبابه بامرئ القيس الشاعر، وشهد حرب داحس والغبراء، وعاش 90 سنة، وقتله الأسد الرهيص أو جبار بن عمرو الطائي، ومن أشهر قصائده:
لا تذكري مهري وما أطعمتهُ***فيكونُ جلدكِ مثلَ جلدِ الأجربِ
إنَّ الغَبُوقَ لهُ وأنْتِ مسوءَة ***فتأَوَّهي ما شئْتِ ثمَّ تحَوَّبي
كذَبَ العَتيقُ وماءُ شنٍّ باردٍ***إنْ كُنتِ سائِلَتي غبُوقاً فاذهبي
إنَّ الرِّجالَ لهمْ إليْكِ وسيلَة ٌ***إنْ يأْخذوكِ تكحَّلي وتخضَّبي
ويكُونُ مرْكبُكِ القَعُودَ ورَحْلهُ***وابنُ النَّعامَة ِ يَوْمَ ذلكَ مَرْكبي
إِنيَّ أحاذرُ أنْ تقولَ ظعينتي***هذَا غُبارٌ ساطعٌ فتَلَبَّب
وأنا امْرُؤٌ إنْ يأْخذوني عَنوَة ً***أقرنْ إلى شرَّالركابِ وأُجنبِ
أُعاتِبُ دَهراً لاَ يلِينُ لعاتبِ***وأطْلُبُ أَمْناً من صُرُوفِ النَّوائِبِ
وتُوعِدُني الأَيَّامُ وعْداً تَغُرُّني***وأعلمُ حقاً أنهُ وعدُ كاذبِ
خَدَمْتُ أُناساً وَاتَّخَذْتُ أقارباً***لِعَوْنِي وَلَكِنْ أصْبَحُوا كالعَقارِبِ
يُنادُونني في السِّلم يا بْنَ زَبيبة ٍ***وعندَ صدامِ الخيلِ يا ابنَ الأطايبِ
ولولا الهوى ما ذلَّ مثلي لمثلهم***ولا خَضعتْ أُسدُ الفَلا للثَّعالبِ
ستذكرني قومي إذا الخيلُ أصبحتْ***تجولُ بها الفرسانُ بينَ المضاربِ
فإنْ هُمْ نَسَوْني فالصَّوَارمُ والقَنا***تذكرهمْ فعلي ووقعَ مضاربيِ
فيَا لَيْتَ أَنَّ الدَّهْرَ يُدني أَحبَّتي***إليَّ كما يدني إليَّ مصائبيِ
ولَيْتَ خيالاً مِنكِ يا عبلَ طارقاً***يرى فيضَ جفني بالدموعِ السواكبِ
سأَصْبِرُ حَتَّى تَطَّرِحْني عَواذِلي***وحتى يضجَّ الصبرُ بين جوانبيِ
مقامكِ في جوِّ السماء مكانهُ***وَباعِي قَصيرٌ عَنْ نوالِ الكَواكِبِ
ومن قصائد عنترة بن شداد القصيدة التالية:
هلا سألت الخيل يا ابنة مالك إن كنت جاهلة بمــا لم تعلمي
يخبرك من شهد الوقيعة أنني أغشى الوغى وأعف عند المغنمي
ولقد ذكرتك والرماح نواهل مني وبيض الهند تقطر من دمي
فوددت تقبيل السيوف لأنها لمعت كبــارق ثغرك المتبسم
ومدجج كره الكماة نزاله لا ممعن هربــا ولا مستسلم
جادت له كفي بعاجل طعنة بمثقف صدق الكعوب مقــوم
فشككت بالرمح الأصم ثيابه ليس الكريم على القنـا بمحرم
لما رآني قد نزلت أريده أبدى نواجذه لغيـــر تبسم
فطعنته بالرمح ثم علوته بمهند صــافي الحديد مخذم
في حومة الحرب التي لا تشتكي غمراتهـا الأبطال غير تغمغم
ولقد هممت بغارة في ليلة سوداء حــالكة كلون الأدلم
لما رأيت القوم أقبل جمعهم يتذامرون كررت غير مذمـم
يدعون عنتر والرماح كأنها أشطان بئر في لبان الأدهـم
ما زلت أرميهم بثغرة نحره ولبانــه حتى تسربل بالدم
فازور من وقع القنا بلبانه وشكى إلى بعبرة وتحمحـم
لو كان يدري ما المحاورة اشتكى ولكان لو علم الكلام مكلمي
ولقد شفى نفسي و أبرا سقمها قيل الفوارس ويك عنتر أقدمي
والخيل تقتحم الغبار عوابسا ما بين شيظمة وأجرد شيظم
ومن روائع عنترة:
إذا كشف الزمان لك القناعا.. ومدّ إليك صرف الدهر باعا
فلا تخش المنية والتقيها.. ودافع ما استطعت لها دفاعا
ولا تختر فراشاً من حرير.. ولا تَبكِ المنازل والبقاعا
وحولك نِسوة يندِبنَ حزناً.. ويهتِكنَ البراقعَ واللفاعا
يقول لك الطبيب دواك عندي.. إذا ما جسَّ كفكَ والذراعا
ولو عرف الطبيب دواء داءٍ.. يرُدُّ الموت ما قاسى النزاعا
وفي يوم المصانع قد تركنا.. لنا بفعالنا خبراً متُاعا
أقمنا بالذوابل سوق حرب.. وصيّرنا النفوس لها مصاعا
حصاني كان دلاّلَ المنايا.. فخاض غمارها ، وشرى وباعا
وسيفي كان في الهيجا طبيباً.. يُداوي رأس من يشكو الصداعا
أنا العبدُ الذي خُبرت عنه.. وقد عاينتني فدعِ السماعا
ولو أرسلت رمحي مع جبان.. لكان بهيبتي يلقى السَّباعا
ملأتُ الأرض خوفاً من حسامي.. وخصمي لم يجد فيها اتساعا
إذا الأبطال فرَّت خوف بأسي.. ترى الأقطار باعاً أو ذراعا
تعليقات