ظاري الشمالي يرى في قانون الأحزاب الوصفة الناجعة للعبور للوطن والدولة الحديثة

زاوية الكتاب

كتب 1730 مشاهدات 0

ظاري الشمالي

قانون الأحزاب للعبور الى الوطن

الى متى ندس رؤوسنا في الرمال ونغض النظر عن وجود حركات سياسية منظمة في الكويت، بل ونترك هذه الحركات فريسة الانتماءات الأولية يعني القبلية والطائفية والمذهبية.

ان قانونا عصريا للأحزاب يمكنه أن يعبر بالكويت الى المجتمع السياسي كما نظمته الديموقراطيات المعاصرة. فعندما نفرض على الحزب ألا يكون فئويا أو طائفيا أو قبليا أو مذهبيا ليتم الترخيص له بالعمل السياسي، فاننا ندفع الناشطين سياسيا الى اعداد برامج وطنية تدافع عن مصلحة المواطن الى أي جهة انتمي.

ولا ضير من الانطلاق من الواقع الحالي، طالما أن الحزب يسعى الى استقطاب الآخرين لاكتساب المزيد من المؤيدين ومن المشروعية الوطنية.

اذا عبرنا مرحلة تأسيس مجتمع سياسي متحضر، يبقى أن تظهر حركات نقابية محترفة تدافع عن مصالح المنتسبين لها في قطاعات الأعمال، وهذا النوع من النقابات عندما يهتم فقط بمصالح العمال أو المهندسين وغيرهم فانه يشكل أيضا تعليما للاحتراف في الدفاع عن المصالح المتداخلة بين كل فئات الشعب.

والتنظيم المعاصر يرتقي بمستوى الاهتمامات، ويكرس الصراع بالحوار وصندوق الاقتراع، ويؤسس لمراكز الدراسات التي تقدم ثمرة جهودها للجمهور دعما لهذه القضية أو تلك... وهكذا فان مقدار الصراخ على الشاشات يصبح اقل وصوت العقل والعلم يصبح أعلى.

ولقد أدى التداخل في قضايا الناس الى شبه اختزال للحياة السياسية بحزبين بارزين كما حدث في أميركا وبريطانيا، والسبب يكمن في اعتماد الحزب على العلم، والبحث العلمي يكشف تداخل المصالح بين الناس، من هنا نجد أن المناظرات بين المرشحين لمنصب الرئيس أو غيره لا يختلف الا في التفاصيل، بعد أن تكون الأبحاث قد كرست ضرورة الاهتمام بالاقتصاد أو بالبطالة وسوق العمل، أو بالتربية والتعليم... لاحظ أن المسائل العقائدية والتاريخية ليست حاضرة في السياسة وادارة المجتمع باعتبار عدم تعارضها مع المواطنة الجامعة، النقاش دائما يدور حول مصلحة المواطن، بغض النظر عن عرقه ومذهبه السياسي، يقر مسبقا بأن من واجبه الدفاع عن حقوق المواطن بالمطلق.

بينما يستدعى التاريخ الى الشاشات العربية اليوم وتنحى جانبا كل المصالح الآنية والمستقبلية لصالح معارك، لا يستفيد منها الا أعداء هذه الأمة.

الأحزاب العصرية الجامعة تبقى الوصفة الناجعة للعبور الى الوطن والدولة الحديثة، اذا أحسنت القيام بدورها ولم تكن اطارا للتخلف السياسي المستفحل في مجتمعاتنا.

ظاري جاسم الشمالي

الآن - النهار

تعليقات

اكتب تعليقك