الأقباط بعد عامين من الثورة!...كما ترى فوزية أبل
زاوية الكتابكتب مايو 30, 2013, 10:33 ص 1433 مشاهدات 0
الطليعة
الأقباط بعد عامين من الثورة
فوزية أبل
مصر ما بعد حسني مبارك تشهد اتساعاً في مشاركة قوى وفئات، قلما كنا نسمع صوتها خلال الفترة الأولى من الثورة.
أما قوى الثورة بالذات، فبعضها يعبّر عن خيبة أمله تجاه تصرفات القيادة «الإخوانية» الحاكمة، والمهتمة بالاستئثار بالسلطة، والتنكر للوعود.
الأقباط على سبيل المثال، كانوا قد وضعوا آمالهم على انكسار حاجز الخوف، ومشاركة مختلف مكونات المجتمع المصري، والمكتسبات المدنية في مرحلة ما بعد حسني مبارك.
بل أكثر من ذلك، فإن معظم التجمُّعات والائتلافات القبطية صارت تخرج عن وصاية الكنيسة وتتحرَّك كجزء من نبض الشارع المصري.
وشهدت جبهة الشباب القبطي تطوراً «بنيوياً»، ونشأ ائتلاف أقباط مصر، طارحاً شعار ترسيخ المواطنة وتأمين حرية الرأي والتعبير، والدعوة لإصدار قانون ضد التمييز.
ولا شك أن المؤشرات على «أسلمة» المجتمع وهيمنة الإخوان المسلمين باتت تثير المخاوف لدى الأقباط بالذات، ولاسيما بعد زيادة معدلات الهجرة، نتيجة تخوفهم من مستقبل الحكم الإسلامي في مصر، وفقدان الشعور بالأمان.
وبروز «اتحاد شباب ماسبيرو» كان مثالاً حياً على هذا التطوُّر الدراماتيكي، وهو تنظيم نشأ في أعقاب الاعتصام الذي جرى في شبرا (ماسبيرو) باتجاه الإذاعة والتلفزيون، في يوم الغضب على الاعتداءات التي طالت الأقباط.
ولا بد من الإشارة إلى أن الأقباط في مصر يواجهون تحديات تتعلق بمسألة انخراطهم واندماجهم في المشاركة السياسية والمجتمعية، ودور الكنيسة في هذه المرحلة، وكيفية تعامل الكنيسة التي تمثل مؤسسة ذات امتداد تاريخي وجغرافي في العُمق المصري، مع تنامي فكر الإسلام السياسي في مصر، وانجذاب الشباب القبطي وانخراطه في ميادين الثورة، فهم يعتبرون انصهارهم مع قوى الثورة المدنية، وخروجهم للشارع العام تعزيز القيمة المواطنة، وأحد مكاسب الأقباط بعد عامين من الثورة.
وبصورة عامة، فإن اندماج الشباب القبطي بباقي المتظاهرين يحمل التوجه في المشاركة السياسية والعمل العام.
فالأقباط يؤكدون أنهم جزء لا يتجزأ من النسيج المصري، ومن الثورة المتجددة، ومن الغضب المتنامي على التفريط بمكاسب الثورة، وبتضحيات الملايين من المصريين.
وفي الواقع، فإن ما يجري في أوساط الأقباط انعكاس لما يجري لدى مختلف مكونات الشعب المصري، الذي يثبت للعالم كله أنه شعب الحضارة العريقة، والتنوُّع والتفاهم بين جميع فئاته.
كما يثبت للعالم كله أنه ليس بقرارات فوقية، وبدساتير مفتعلة، وبفتاوى «إخوانية»، يتم حل مشاكل العهد السابق.
تعليقات