المقاطع: لهذه الأسباب حال البلد لا يستقيم!
زاوية الكتابكتب مايو 26, 2013, 10:42 م 1643 مشاهدات 0
القبس
الديوانية / منطق الإصلاح والتصيد السياسي
أ.د محمد عبد المحسن المقاطع
قرأت بشكل ايجابي المقال الذي كتبه الدكتور صلاح العتيقي عضو مجلس الأمة والمنشور يوم الأحد الموافق 2013/5/26 في جريدة القبس، فقد ضرب في مقاله ورأيه الذي أبداه بموقفه المنطقي والموضوعي في شأن معالجة أي قضية تتم اثارتها سياسيا مثل قضية «الداو»، خصوصا حينما تكون أبعاد وطبيعة ما يخالط القضية مسألة يختلف فيها الاجتهاد والرأي، وليس هنالك رأي واحد بشأن الموقف الصائب في هذا الموضوع، وقد وفق حينما قال انه يجب ألا نتباكى على اللبن المسكوب، وقصده في ذلك تعمد التصيد السياسي وخلط الأوراق لهذا الهدف ولغاياته دون غيرها من المقاصد الوطنية النبيلة، او حماية المال العام بصورة حقيقية وانه امر غير مجد، إلا أن المجدي هو فهم حقيقة ما وقع من أخطاء ان وجدت! ومعالجتها للمستقبل لأن البكاء قبالة الاطلال لا يحل مشكلة ولا يكسب خبرة. انه وللأسف الشديد فإن الصراع السياسي المحتدم في البلد والذي يغذيه بعض أبناء الأسرة الحاكمة من الطامحين بصورة غير مرضية للحصول على الحكم او ممن عرف عنهم تجاوزاتهم الخطرة على الأموال العامة، يفسر لنا حقيقة الأزمة والصراع، وها قد تسابق أعضاء في مجلس الأمة من المأجورين الذين باعوا مقعدهم النيابي وجعلوه تحت تصرف من يرسو عليه المزاد من أصحاب الثمن الأكبر، شيوخا كانوا او تجارا او أصحاب نفوذ، فهؤلاء النواب هم من اغرقوا البلد في السابق وهم من يحاولون إغراقه اليوم أيضا، فقد خفتت لديهم المشاعر الوطنية وروح حقيقية في الذود عن الدستور وحريات الشعب وحقوقه وأمواله، وكانوا في ذلك من المفرطين، وهو ما نراه في الصخب السياسي الذي تتم إثارته في العديد من الملابسات المتعلقة بإلغاء صفقة «الداو» وبالغرامة التي ترتبت عليها.
وعلى الرغم من تحفظنا على دفع الغرامة وديا - كما تم - وعدم المضي بخصوصها بالطريق القضائي الذي لن يكون سالكا لو تم، فإن الصخب السياسي الذي أثير على «الداو» سابقا كانت إرهاصاته السياسية من الأسباب التي تداخلت مع الأسباب السيادية في إلغاء هذا العقد، ويبقى مهما ان نشير هنا الى المقابلة الرائعة التي خرج فيها وزير النفط السابق «وقتذاك» المهندس محمد العليم مع قناة الراي، والتي أوضح فيها نظافة ثوبه وتجرده من كل غرض او مصلحة خاصة يجنيها من خلال عقد «الداو»، سواء عند التعاقد او عند الإلغاء، وهكذا فإنه قد وضع النقاط على الحروف في مواجهة حارقي بخور الفضائح السياسية ممن يطربون بالمساس بسمعة الأشخاص أو الطعن بذممهم أو النيل من سمعتهم، وقد جاء رده مدعما بما لديه من ادلة ووثائق وشواهد، معززا بمنطق قوي ووضوح لا يخالجه أدنى شك أو غموض، واستعداد كامل للأداء بذلك امام القضاء.
وهكذا هو حال البلد وبكل أسف، لا يستقيم بسبب أن صوت الزعيق السياسي مرتفع وفرائص الحكومة عند سماعه ترتعد وتتراجع عن كل شيء مهما كان ضارا او مفوتاً لمصلحة لمهجتنا الكويت.
اللهم اني بلغت،
تعليقات