قوة أي دولة تأتي بتطبيق القانون على الجميع.. شملان العيسى مؤكداً
زاوية الكتابكتب مايو 26, 2013, 1:05 ص 1904 مشاهدات 0
الوطن
ملتقطات / حذار من الطائفية
د. شملان يوسف العيسى
عادت الطائفية السياسية تطل برأسها في مجتمعنا الكويتي الصغير ونقصد بالطائفية السياسية هي فرض الطائفية كإطار وحيد للعمل السياسي.. ففي الاسبوع الماضي انتشر شريط فيديو على شبكة التواصل الاجتماعي يدعو فيه الداعية محمد الكندري الشباب الكويتي للانخراط في العمل الجهادي في سورية لحماية عقيدتهم ضد الشيعة الذين تدفقوا من ايران وحزب الله اللبناني، كما دعا الشيخ الدكتور عجيل النشمي عقلاء الشيعة في الكويت بالتحرك وحث حزب الله اللبناني بعدم بعث مقاتليه للدفاع عن النظام السوري، كما تصلني بشكل يومي رسائل عبر التلفون تطالبني بالتبرع للعمل الجهادي في سورية كان آخرها من المحامي هشام العومي يعلق فيها على قيام وفد كويتي بزيارة نساء واطفال مجاهدي وشهداء سورية في الاردن، صحيفة الراي نشرت في صفحتها الاولى يوم الخميس 23 مايو الحالي خبر قيام وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بوقف حسابات اكثر من 30 مبرة خيرية مخالفة والمخالفات تشمل جمع التبرعات دون اذن والدعوة للتبرعات من خلال اعلانات الصحف او موقع التواصل الاجتماعي ومخالفة الموقع التجاري والاستقرار في المناطق السكنية ومن المبرات ما لديها افرع وتعمل في التدريس والتقوية ومراكز الطباعة.
كل هذه الانشطة السياسية المتنوعة كنا سنباركها ونشجعها لو اتخذت نهجا وطنيا يحث فيه مشايخ الدين المواطنين سنة كانوا او شيعة من خطورة الانزلاق في العمل الجهادي في اي بلد، كنا نتمنى ان تكون الاطروحات وطنية تراعي مصلحة الكويت وليس مصلحة احزاب دينية ذات نهج وتوجه طائفي الهدف منه خلق الفتنة الطائفية في المجتمع الواحد.
لا أتصور بان هنالك عاقلا يوافق على الطريقة الاستبدادية الدموية القمعية التي يتبعها نظام بشار الاسد ومن يؤيده من دول مثل ايران واحزاب مثل حزب الله اللبناني، من المفترض ان يلزم مشايخ الدين او غيرهم بالموقف الرسمي الحكومي الذي يدين العنف ويدعو للحوار والمفاوضات لحل المشاكل المعلقة في سورية.
ما يزعجنا ويؤلمنا هو زج رجال الدين انفسهم في السياسة سواء كانوا مشايخ دين من السنة او الشيعة، من يتابع الحروب الطائفية البغيضة في كل من سورية والعراق ولبنان والبحرين واليمن يتألم لما آلت اليه الاوضاع العربية.. فليس مطلوبا من مشايخ الدين والاحزاب الدينية الطائفية سواء كانت سنية او شيعية اثارة الفتنة في بلدنا الصغير المسالم.. ما نحتاج اليه هو نشر مفهوم المواطنة واهمية نشر ثقافة التواصل والمحبة ونبذ التطرف الديني لان خلق الفتنة لأسباب دينية هي التي ادت الى تمزق السودان وبدء تمزق العراق وهنالك احتمال ان تلحقهم سورية.
فالمغالاة في الدين وزج الدين في اتون السياسة خلق مشاكل وفرق اوطانا فقوة اي مجتمع لا تبنى من خلال نشر خطابات التكفير والنزعة الطائفية، من حق اي انسان ان يفخر بدينه وقناعاته ومواقفه وايدلوجيته السياسية لكن ليس من حقه ان يسيء لقناعات وعقائد الآخرين.
واخيرا تخطئ الحكومة اذا كانت تتصور بان تحالفاتها مع الاسلام السياسي وسكوتها على التجاوزات والألاعيب التي تقوم بها جماعات الاسلام السياسي سيصب في مصلحتها، فقوة اي دولة وهيبتها تأتي عن طريق تطبيق القانون على الجميع والالتزام بمفهوم مدنية الدولة.
تعليقات