ما هو سبب فشل تجربتنا في التخطيط؟.. تركي العازمي متسائلاً
زاوية الكتابكتب مايو 26, 2013, 12:56 ص 2500 مشاهدات 0
الراي
وجع الحروف / عفوا يا سمو الرئيس!
د. تركي العازمي
خلال ترؤسه الاجتماع الأول من دور الانعقاد السابع للمجلس الأعلى للتخطيط، أكد سمو رئيس مجلس الوزراء رئيس المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية الشيخ جابر المبارك بأن «تجربتنا في التخطيط لم ترق إلى ما نطمح اليه» وهذا الاعتراف بحد ذاته مفتاح لما يطلق عليه «Reflective mind set» وهو أحد النماذج القيادية!
وبحكم تخصصي في القيادة والادارة بحثت خلالها في مفاهيم القيادة منذ العام 2004 وأجد نفسي ككويتي لا «واسطة» لدي سوى شهادة من جامعة محترمة تعد من أفضل 100 جامعة في العالم وخبرة في القطاع الخاص تجاوزت 22 عاما وخبرة في العمل الحكومي كذلك ودخلت عالم الصحافة منذ عام 1985 من دون «واسطة»... أجد نفسي عبر هذه المقالة مضطرا من باب النصيحة توجيه الشكر لسموه على هذا الاعتراف الفذ متمنيا منه أن يسمح لنا بتوجيه السؤال التالي:
ما هو السبب في فشل تجربتنا في التخطيط؟
عفوا يا سمو الرئيس... التخطيط له متطلبات من منظور استراتيجي... فكيف نتمكن من حل المشاكل والتحديات التي ذكرتها؟
الاجابة سهلة جدا وصعبة في التنفيذ... فإليك ما أظن فيه الحل:
جانب التخطيط: هذا الجانب يتطلب اعادة نظر فورية في كيفية اختيار القياديين... فالقياديون هم أصحاب الرؤية والفكر الاستراتيجي الذي يعتبر التخطيط أهم اركانه.
من الواجب البدء فورا في تنفيذ التخطيط الاستراتيجي من خلال انشاء مكتب استراتيجي يتبع مكتب سمو رئيس مجلس الوزراء ويقوم من خلاله بإنشاء مكاتب استراتيجية متخصصة في الصحة والأشغال والتربية وغيرها من مرافق الدولة والأهم من هذا وذاك توفير مكتب خاص معني بتحويل ثقافة المجتمع الكويتي!
الجانب السياسي: بعد انشاء المكاتب الاستراتيجية، تستطيع الدولة رسم الأهداف عبر خطط عمل خمسية وخطة تنفيذ سنوية يقوم من خلالها المكتب الاستراتيجي التابع لرئيس مجلس الوزراء بعمل تدقيق دوري على مؤسسات الدولة لضمان تنفيذ خطة العمل وهذه الأهداف تتطلب موافقة مجلس الأمة عليها وعليه لن تشهد العلاقة بين السلطتين اي احتقان حيث الأهداف معلومة والتقارير ترسل لمجلس الأمة بشكل ربع سنوي ولا مجال للتشكيك والدخول في اسئلة برلمانية!
الجانب المؤلم: هذا الجانب المؤلم هو الفيصل فقد أثبتت رسالة الدكتوراه ان المستوى القيادي في الكويت ضعيف للغاية والسبب يعود لطريقة اختيارنا للقياديين... المؤلم ان معظمهم لا يجيد استخدام الكمبيوتر ولا يعترف بالفكر الاستراتيجي و«المحاصصة، المحاباة، المحسوبية» هي المفاهيم السائدة فلا نرى وجودا لكفاءات ترغب في العمل لمصلحة الكويت وكل «يغني على ليلاه» كما يقولون!
لقد اعترفت سموك وهذا الاعتراف يحسب لك ونتمنى أن نرى التوجه الحكومي في القادم من الأيام أفضل والحل كان وما زال وسيظل بين أيديكم فمتى ما تجاوزنا اسباب تأخرنا وتركنا «الخبز لخبازه» وفق معيار الكفاءة نستطيع أن نستشعر ببريق الأمل وغير ذلك لن يفيد... والله المستعان!
تعليقات