فوضى التنمية! .. كما يرى الطراح

زاوية الكتاب

كتب 1403 مشاهدات 0

خالد الطراح

القبس
«فوضى» التنمية! (1-2)
خالد أحمد الطراح
الظلم نراه واقعاً على موظفي التخطيط، ورفعه تقع مسؤوليته على الوزيرة رولا دشتي.. نتمنى عليها ألا تتأخر أكثر!

الأخت الوزيرة رولا دشتي يبدو أن المنصب الوزاري جعلها متحمسة أكثر من اللازم، ربما لأنها تعلم صعوبة العودة الى المقعد النيابي، لكن ذلك لا يعني الحديث بلغة «القبضايات» وتناسي النطق السامي في ما يتعلق بالاستثمار البشري والافراط في المبالغة في ثقة سمو رئيس الوزراء بها! فمن بين ما قالته الوزيرة «ان اسلوب التهديد لن يرعبنا فالقانون سيطبق على الجميع وان عهد التسيب الاداري اصبح من التاريخ.. الخ»! الاسلوب، للأسف ربما استفزازي ويحتوي على كلام مبطن عن بعض اسلافها من الوزراء وقيادات التخطيط، كنت اتمنى لو اوضحت الوزيرة لماذا احالت برنامج الحكومة الى معهد التخطيط العربي وهو قرار غير مسبوق؟ هل معنى ذلك ان برامج الحكومة في السابق كانت تسير لعشرات السنين في الاتجاه الخطأ؟ فمن الضروري ان تكشف لنا المبررات، واذا كان هناك فساد محدد تعرف الاخت رولا من تسبب فيه، سواء فساد طال المال العام او فساد اداري، فينبغي ان تبادر الى تقديم بلاغ الى النائب العام بدلاً من تجميد صلاحيات بعض الوكلاء وغيرهم، فمن غير المقبول ان توقع الوزيرة على قرارات مهمات رسمية لها ووفود رسمية بـ«رئاستنا». ولعله من المفيد ان توضح الوزيرة مسببات القفز في سلم المكافآت للمستشارين تحت برنامج الامم المتحدة الانمائي الذين جاءت بهم من الخارج بما في ذلك المستشار المهندس اللبناني، الذي يتقاضى 15 ألف دولار أميركي! ألا تعلم الوزيرة بوجود كفاءات وطنية تستطيع تقديم خدمات استشارية كما جرى الاستعانة بالدكتورة رولا في السابق بدلاً من الاستعانة بمستشار لبناني «يشم الهوا» في الكويت؟ التنمية، كما تعلم الاخت دشتي وحسب ما جاء مراراً وتكراراً في النطق السامي، تعتمد على الفرد والشباب تحديداً، وكان ينبغي على الوزيرة احتواء مطالب الموظفين باعتبارهم سفراء في تسويق خطط التنمية وليس اتخاذ اسلوب التحدي وانها اصبحت «قدرهم»! واتخاذ قرارات ذات طابع استفزازي ضد ابناء التخطيط، فلهم الحق فيما يعترضون عليه، ولهم الحق في ان يتطلعوا الى ان يتألقوا بمظهرهم كما تفعل وزيرتهم حين يحصلون على مكافآتهم الممتازة. الحل الأمثل هو تلبية مطالب هؤلاء الموظفين لهذا العام، ومن حق الوزيرة تعديل اللوائح وتصحيح الخطأ إذا كان هناك فعلاً خطأ، فقد يكون التعسف في استخدام الحق هو ظلم بعينه. اتمنى على الأخت رولا ان تعود كما كانت، حين كانت تتطوع وتشمر عن ساعديها بهدوء في تنظيم المعارض والندوات، وان تقتدي بالعمل السياسي للأخ العزيز سمو الشيخ جابر المبارك تأنياً وخلقاً.

خالد أحمد الطراح

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك