مرسوم الصوت الواحد هو بداية للإصلاح.. بنظر سالم السبيعي
زاوية الكتابكتب مايو 21, 2013, 12:01 ص 795 مشاهدات 0
الأنباء
لمن يهمه الأمر / مجلس بوصوت.. ومجلس بوربع
سالم إبراهيم السبيعي
يقول الله عز وجل (يأيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان).
كثرت هذه الأيام ظاهرة التنابز بالألقاب والهمز واللمز بين فئات وأفراد المجتمع، وللأسف الشديد سبب هذه الظاهرة هو الخوف من قانون الإنسان ومن جرجرة النيابة والمحاكم، فاعتمدوا على التحايل على نصوص القوانين التي تحتكم بها المحاكم، متشدقين بالقاعدة القانونية «لا اجتهاد بوجود نص» ولأن النصوص القانونية تسن بدقة، لذلك يلجأ المتنابزون بالألقاب الى استخدام الأوصاف أو الكناية للهروب من المساءلة القانونية، ومن هذه الأوصاف ما أطلقه النواب السابقون على مجلس الأمة الحالي بمجلس الصوت الواحد، وهي كلمة حق يراد بها باطل، الأحادية في حياتنا شيء عظيم لو كانوا يعلمون، فالعبودية لرب واحد، والولاء لوطن واحد، والطاعة لقائد واحد، والأمير يختار نائبا عنه واحدا (ولي العهد)، والأمير يختار رئيس وزراء واحدا، والرئيس يختار لكل وزارة وزيرا واحدا، والوزير يختار وكيلا واحدا، كذلك نائب الأمة فله صوت واحد تحت قبة البرلمان مهما نال من أصوات ناخبيه، هذه الأحادية هي تحديد كامل للمسؤولية.
إن مرسوم الصوت الواحد هو بداية للإصلاح، ومحاربة الفساد، وأولها التكتلات التي تعتمد على العواطف والمشاعر ولا تحكم العقل مثل الطائفية والقبلية والمذهبية المتشددة، والأحزاب المستترة، التي جعلت من مجلس الأمة ميدانا لصراعاتها وفرد عضلاتها، والكثرة تغلب الشجاعة، ونسوا الوطن والمواطنين.
أبوفهد مواطن من الرعيل الأول قال: أستغرب ممن يطلق لقب «مجلس أبوصوت واحد»، ألا يعلم أن هذا مدح وليس ذما؟ قلت: كيف؟ قال: المسؤولية لا تتجزأ فإن تجزأت ضاعت، وذكر لي مؤامرة الكفار لقتل النبي صلى الله عليه وسلم وكيف أخذوا من كل قبيلة فارسا ليضيع دمه بين القبائل، فعاد يسألني: لو انتخبت أربعة مرشحين فكأني أعطيت لكل مرشح ربع توكيل، فيصبح ربع نائب عني، لذلك لن أسميه نائبا بل ربع نائب، سؤال آخر: هؤلاء النواب الأربعة الذين انتخبتهم لو أن اثنين منهم قالوا: نعم، والآخران قالا: لا، فالمحصلة صفر، والنتيجة كأنه لا رأي لي (أنا المواطن) في المجلس، أما عندما أنتخب شخصا واحدا يتحمل كامل المسؤولية وينوب عني بالمجلس، فرأيي قاطع ومحدد، ويمكنني محاسبة النائب ومستحيل ان تكون المحصلة صفرا، إما بالموافقة أو الرفض.
فإن كانوا يصفون مجلس الأمة بمجلس الصوت الواحد، فإن المجلس لا يضره شيء، وأعضاؤه هم الفائزون، ولو كرهنا ذلك، ولكن لقب «مجلس بوصوت» هو طعن بالناخب الذي احترم وطنه ونظامه ونهجه الديموقراطي وحافظ على نموه واستمراره، لم يطعنه من الخلف بسبب مصالح شخصية، أو نرجسية وهمية تختزل الوطنية بعدد محدد ومعين من الناس، أما الباقي فهم عملاء، هؤلاء الناخبون هم من ستستجدون صوتهم الثمين عند «عودة الروح» لكم، لكن هل يقول لكم هؤلاء الناخبون «عفا الله عما سلف» بعد الاستهزاء بصوتهم.
▪ إني أقترح مثلما كتب على بوابة قصر السيف ـ بيت الحكم ـ «لو دامت لغيرك ما وصلت إليك» فأتمنى أن يكتب على بوابة مجلس الأمة ـ بيت الشعب ـ «لو دامت لغيرك ما اتصلت إليك» تعبيرا عن توافق النوايا والمبادئ بين الحاكم والمحكوم.
«اللهم أدم علينا نعمتك وامنعها من الزوال»
تعليقات