'ذات عين واحدة'.. مبارك الهاجري منتقداً السياسة الحكومية

الراي

أوراق وحروف  /  إما المنصة.. وإما الرحيل!

مبارك محمد الهاجري

 

الاستجواب حق دستوري أصيل ومن خلاله يستطيع نائب الأمة تصحيح الاعوجاج أو ما يراه خللا في الأداء الحكومي، وما يحدث الآن من دفع الكويت لمبالغ باهظة جدا ومرهقة للمال العام بسبب قضية الداو جعلت من الاستجواب أمرا مستحقا وواجبا منعا لتكرار هذه الكوارث، وفي الوقت نفسه محاسبة من يقف خلف «الداو» ومن سهل لها الأرضية المناسبة لنهب أموال الكويت، ولولا تفاعل الرأي العام مع هذه القضية، لما رأينا تحركا نيابيا جادا ولما رأينا التنقلات في القطاع النفطي، ومقدم كوكبة جديدة من القيادات، ولكن هذا لن يشفع، فالذي أوقع البلد في كارثة مالية في مأمن من العقاب كونه ذا انتماء حزبي، والانتماءات السياسية في هذا البلد تعمل لها الحكومة ألف حساب، أي وبالعربي الفصيح، افعل ما يحلو لك، ولكن إياك أن تكون بلا سند أو ظهر فقد تدفع الثمن غاليا طيلة حياتك، وهذا هو الواقع المرير الذي يعيشه البلد والأدلة على ذلك، كثيرة جدا ولا يمكن أن تُحصى أو تجمع في مجلد واحد!
والله لو كان مواطنا بسيطا لشُهّر به على الملأ، ولرأيت صوره قد ملأت وسائل الإعلام المختلفة لمجرد سرقته بضعة دنانير من سوبر ماركت أو بقالة أو من أي مكان آخر، فهل رأيتم سياسة ذات عين واحدة كسياسة هذه الحكومة التي لم تتخذ وحتى هذه اللحظة إجراءات فعالة وجدية تدل على صدق نواياها في تطبيق القانون بحق المتسببين في ضياع مليارين ونصف مليار دولار من أموال الشعب، ذهبت وبكل أسف هباء منثورا!
وخلاصة القول، إن لم تواجه الحكومة الاستجوابات المقدمة وتصعد المنصة فعليها أن ترحل بأي طريقة كانت، فلم يعد لبقائها أي مبرر أو أدنى حجة!