جاذبية متزايدة لمنصات الصناديق العاملة على الإنترنت بقلم فانيسا كورتيكاس

الاقتصاد الآن

779 مشاهدات 0


جاإنها الطريقة الأسرع والأسهل والأرخص. جميع منافع الثورة التجارية الإلكترونية تأتي إلى عالم الاستثمار الشخصي والتخطيط المالي، وذلك بفضل إدخال منصات صناديق الإنترنت. كل ما عليك هو أن تسجل لدخول الموقع، ثم الشراء المباشر والحصول على صفقة أفضل بمجرد نقرة على فأرة الكمبيوتر.

هذه هي على الأقل الرسالة التي تريد أن توصلها منصة الصناديق المالية على الإنترنت وتقنع بها مستثمري 'افعل كل شيء بنفسك'.

ومع وجود قوانين جديدة تلزم المستشارين الماليين التقليديين بطلب رسوم أتعاب مقدماً اعتباراً من هذا العام، تتزايد جاذبية الخدمة الذاتية وكذلك عدد الذين يقومون بها.

ويقول مزودو هذه المنصات من أمثال هارجريفز لاند أون، المسجلة في مؤشر فاينانشال تايمز 100، إنهم بالفعل يستفيدون من مجموعة واسعة مما يسمى بالمستثمرين الموجهين ذاتياً.

وكشفت نشرة تحديث عن الأشهر الثلاثة المنتهية 31 آذار (مارس) بخصوص التداولات من هارجريفز، عن وصول التدفقات المالية الصافية إلى 1.8 مليار جنيه استرليني، وهو أكبر رقم قياسي فصلي تسجله الشركة، ما يزيد من مجموع موجوداتها تحت الإدارة بنسبة 35 في المائة لتصل إلى 35.1 مليار جنيه استرليني.

ويعمل عدد متزايد من قاعدة المستثمرين في مجال الخدمة الذاتية على إعادة تعريف المشهد التنافسي، في الوقت الذي تتنافس فيه المنصات للحصول على نصيب أوفر من سوق الإنترنت. ويقول جيمس هاملتون، المحلل في نومس: 'يتناقص عدد الناس في المملكة المتحدة الذين يستخدمون المستشارين الماليين والدفع لهم لقاء خدماتهم'.

وتقدر ديلويت أن نحو خمسة ملايين شخص سيتوقفون عن استخدام المستشارين الماليين لأن عليهم الآن الدفع لهم مقدماً، بدلاً من أن يقوم مديرو الصناديق بتسديد تكاليف الاستشارات، على شكل عمولات إلى المستشارين الذين يبيعون منتجاتهم.

ويعتقد محللون أن كثيرا من المستثمرين الذين لا يرغبون في دفع الرسوم مقدماً بدأوا بالتحرك تجاه منصات الإنترنت – التي تبيع استثمارات مباشرة إلى الجمهور ولا تقدم نصائح. ويقول هاملتون: 'هناك نمو هيكلي في صناعة (منصات الاستثمار على الإنترنت)'.

لكن الأنظمة التي غيرت كثيراً من نماذج أعمال المستشارين الماليين التقليديين بدأت الآن تطبَّق على المنصات نفسها. ففي نهاية نيسان (أبريل) الماضي نشر الجهاز التنظيمي البريطاني مرحلة ثانية من 'مراجعة توزيع التجزئة' وأورد فيها قواعد جديدة تحظر ما يسمى بدفعات 'المبالغ المستردة' من مديري الصناديق إلى المنصات مقابل بيع منتجاتها.

وعلى المنصات أن تضمن بحلول نيسان (أبريل) 2014 أن الزبائن الجدد سيدفعون الرسوم مقدماً مقابل خدماتها، وأن عليها حتى عام 2016 أن تنقل زبائنها الحاليين إلى أنموذج تسعير جديد.

وسيقوم المستثمرون تحت هذا الأنموذج من التسعير 'النظيف' بدفع رسوم بسيطة لقاء استخدامهم منصة من هذه المنصات، وهو ما يختلف عن استلام المنصات للمبالغ المستردة والعمولات من مزودي الصناديق.

وتأمل شركة تشارلز ستانلي، التي تعمل في وساطة الأسهم وإدارة الثروات، أن يؤدي الاعتماد المبكر لأنموذج التسعير النظيف إلى اكتساب زبائن جدد. وفي كانون الثاني (يناير) الماضي أطلقت الشركة نسخة معدلة من خدمات صندوقها الاستثماري على الإنترنت، الذي تسميه تشارلز ستانلي دايركت، وأدمجت فيه مباشرة ما يسمى التسعير النظيف.

ويقول روب هودسون، رئيس قسم تشارلز ستانلي دايركت: 'تمتعنا بتدفق عدد كبير من الزبائن الجدد'، على الرغم من أنه لم يكشف عن الأرقام الحقيقية.

وهو يقول إن الشركة تبحث بجدية ونشاط عن مزيد من العملاء، حتى لو كان التسعير النظيف 'هو رسالة يصعب على المسثمرين الخصوصيين الإمساك بها'. ويضيف: 'نحن نؤمن بأننا سنكون واحدة من المنصات المهيمنة، وسيكون هناك العديد من هذه المنصات وليس واحدة فقط'.

وحتى الآن لم تكشف الشركتان الرائدتان في السوق، هارجريفز وفيديليتي، نماذجهما التسعيرية الجديدة. لكن حتى هارجريفز تقر بأنها ستواجه المزيد من التنافس في السنوات المقبلة.

ويقول إيان جورهام، الرئيس التنفيذي: 'إنها سوق متنامية ومتوسعة. بالتالي هناك مجال للاعبين آخرين إذا كان بمقدورهم الدخول فيها. من المحتم أنه سيكون هناك عدد قليل من الفائزين والكثير الكثير من الخاسرين'.

وتدرك فيديليتي كذلك التنافس المتزايد في الصناعة. ويقول إيد دايموت، رئيس قسم تطوير الأعمال في فيديليتي للاستثمارات العالمية: 'لا نتوقع عدداً كبيراً من الداخلين الجدد'.

ويضيف: 'على أحد المستويات، هناك قدر كبير من الطلب الاستهلاكي على المنصات، لكن على مستوى آخر هناك المزيد والمزيد من الأنظمة القانونية التي تؤثر على عمل المنصات كذلك'.

وقالت شركة Bestinvest، التي تتولى إدارة مبالغ في حدود خمسة مليارات جنيه، إن التنافس المتزايد في الصناعة من شأنه أيضاً أن يؤدي إلى المزيد من التمايز في الخدمات التي تسعى منصات الإنترنت لعرضها. يقول بيتر هول، الرئيس التنفيذي: 'سيكون هناك فهم أكبر للخدمات التي هي في طبيعتها تعاملية، ذات الطبيعة التنفيذية بصورة فعلية، وبين الخدمات ذات الطابع الاستشاري'.

لكن لا يتوقع الجميع من القواعد أن تؤدي إلى موجة من الشركات الناشئة على الإنترنت. ويقول جورهام: 'النطاق مهم. وإلا لن يكون بمقدورك التنافس بخصوص الرسوم وأن تحقق الربحية والاستدامة في الوقت نفسه'.

الآن:الاقتصادية

تعليقات

اكتب تعليقك