شخصيات عربية ومسلمة تنتقد الإحتراب الطائفي وتنادي بالسلم الإجتماعي

عربي و دولي

في ندوة مفتوحة في المركز الحسيني للدراسات بلندن

571 مشاهدات 0


  أنحى الباحث الكويتي الشيخ عبد العزيز الحبيب باللائمة على بعض المراكز الإعلامية في داخل الكويت وخارجها، على اللون الطائفي الذي اصطبغت به انتخابات مجلس الأمة الكويتي التي جرت يوم السبت 17/5/2008م.

  وأكد الأستاذ الحبيب الذي كان يتحدث في ندوة مفتوحة في المركز الحسيني للدراسات بلندن يوم الأحد 24/5/2008، أن التشكيلة الجديدة لمجلس الأمة الكويتي تحمل كينونتها الطائفية أكثر من المجلس السابق، في بلد عرف بالتسامح والابتعاد عن النعرة الطائفية، مؤكدا أن زيادة عدد نواب الخط السلفي في مجلس الأمة هو انعكاس لظاهرة التصعيد الطائفي في السنوات الماضية، وإن جارنا العراق هو ضحية هذا التصعيد الطائفي الخطير، وليس هو المسبب له كما يحلو للبعض التركيز عليه.

  خطيب المنبر الحسيني الشيخ عبد الرضا معاش، المقيم في الكويت الذي حلّ ضيفا على المركز الحسيني للدراسات، شارك الحبيب الرأي، مؤكدا إن أي تصعيد طائفي هو ليس لصالح الإٍسلام والمسلمين، بخاصة وأن الأخطار محدقة بالأمة الاسلامية من كل جانب.

  المحقق الدكتور محمد صادق الكرباسي صاحب دائرة المعارف الحسينية الذي رعى حفل تكريم الشيخين عبد العزيز الحبيب وعبد الرضا معاش، وجد أن العقلانية هي الطريق الأصوب لإدارة الأمور في النواحي كلها من سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو دينية، مؤكدا أن الاصطفاف الطائفي قد يحشد الناس لهذه الطائفة أو تلك، ولكنه على المستوى العام قد يضر أكثر مما ينفع، واستشهد بالانتخابات النيابية الكويتية الأخيرة التي أفرزت تكتلات نيابية طائفية لا تنسجم أساسا مع حجم كل مكون داخل المجتمع الكويتي.

  وكدأبه في كتاباته، انتقد الفقيه الكرباسي غياب ثقافة المؤسسات في المجتمعات المسلمة على خلاف ما هو قائم في البلدان المدنية المتحضرة، مشددا على أن تأخذ المرجعيات الدينية ومكاتبها دورها الحضاري في بناء ودعم المؤسسات العلمية والبحثية والإستراتيجية، والخروج من دائرة العمل الفردي الى العمل المؤسساتي. وشاركه في هذا الرأي السياسي العراقي الأستاذ هاشم شبيب، وثنى عليه الأكاديمي العراقي الدكتور هادي حسن حمودي، وأكد عليه الأكاديمي الدكتور عبد الحسين عواد.

  من جانبه رأى الإعلامي العراقي الدكتور نضير الخزرجي، أن الذين يصعّدون من اللهجة الطائفية لأغراض سياسية أو انتخابية إن كان في الكويت أو العراق، يعملون من حيث يدركون أو لا يدركون على تسميم الأجواء الإجتماعية وتعكير صفو السلم الإجتماعي، ويضعفون من قوة المسلمين، ويرّغبون الآخرين فيهم، بخاصة وأن العراق لم يتخلص بعد من جراحاته، وأي ضعف داخلي يعطي المبرر للقوات الغربية البقاء فيه لمدة أكثر. لكنه أكد في الوقت نفسه أن التمثيل النيابي الموزون القائم على الاعتراف بالآخر وبحجم تكوينه داخل المجتمع إن كان في العراق أو في الكويت أو في أي بلد مسلم آخر، يقلل من غلواء المجموعات الطائفية، ويخلق الأمن الإجتماعي السليم ويضمن حقوق الجميع ويطمئن الأقليات غير المسلمة التي تعيش في البلد المسلم كالعراق حيث فيه مواطنون من غير المسلمين.

  وتشعب حديث الندوة العامة التي دعت إليها دائرة المعارف الحسينية نخبة من الساسة والإعلاميين والأكاديميين ورجال الدين والقانون والأطباء من جنسيات مختلفة، الى موضوعات في الشؤون الإسلامية والعربية، حيث تطرق الأكاديمي العراقي الدكتور وليد سعيد البياتي إلى دور المفاهيم الإسلامية وإحيائها في نفوس المسلمين، معرجا على دائرة المعارف الحسينية التي استطاع مؤلفها المحقق الدكتور محمد صادق الكرباسي أن ينقل مفاهيم النهضة الحسينية من سجلات التاريخ إلى واقع الحياة عبر مؤلفات كثيرة في أبواب شتى تستنهض الأمة الإسلامية وتحاول إخراجها من واقعها المرير. وهذا التصور هو نفسه الذي خرج به المستشار القانوني الأستاذ خليل المرعشي، الذي دعا إلى قراءة النهضة الحسينية بروح منفتحة تقف على الحاضر وتستشرف المستقبل لخير الأمة الإسلامية والبشرية جمعاء.

   وعن الشأن العراقي، تحدث رئيس إدارة راديو دجلة ومقره بغداد، الأستاذ احمد الركابي عن دور الإعلام في إطفاء جذوة النعرة الطائفية أو إشعالها، فالإعلام بنظره سيف ذو حدين له أن يصلح بإيصال الحقائق إلى الناس وتوعيتهم، وله أن يفسد بقلب الحقائق أو تعمية الناس عن الحقيقة، وشاركه في الرأي الإعلاميان العراقيان الدكتور هاشم العقابي والأستاذ باسم العوادي مدير مكتب قناة الفرات الفضائية في لندن، حيث أشارا إلى الصعوبات التي تواجه الإعلام في العراق الجديد، ومسؤوليات الإعلامي في مساعدة العراقيين على النهوض من واقع التخلف، والتحديات التي يواجهها الإعلامي في ظل ثقافات مغالية وموتورة لا تتوخى الوسطية تأخذ أقصى اليمين وأقصى اليسار. وأيدهما في هذا الطرح رئيس التعبئة الشعبية العراقية الدكتور علاء الحسيني، الذي دعا في الوقت نفسه المسؤولين في الحكومة العراقية إلى الاستفادة من الطاقات العراقية الموجودة في الخارج التي تملك من الخبرات المختلفة ما تعين العراق على النهوض والرقي.

  وشارك في الندوة التكريمية القاضي الباكستاني الفقيه الشيخ حسن رضا الغديري، والمهندس العراقي حيدر الركابي، والخطيب الحسيني السيد غياث آل طعمة والأديب العراقي الدكتور جودت القزويني، والشاعر العراقي وحيد خيون، ومدير مكتب المركز الحسيني للدراسات الأستاذ علي التميمي.

 

الرأي الآخر للدراسات - لندن

تعليقات

اكتب تعليقك